كثيرًا ما نسأل أنفسنا عن الحب، وهل هو قدر محتوم أم خيار يمكننا التغيير فيه، والسؤال هل الحب قدر أم قرار؟ الحقيقة أن الموضوع أكبر من أن يتم حسمه في موضوع واحد أو في رأي واحد، ونحن بدورنا سنجيب على هذا السؤال من وجهات النظر المختلفة وفي الحالات المختلفة.
الحب هو قدر وأمر لا يمكن تغييره، حيث يحدث الوقوع في الحب دون تخطيط ودون إدراك من الشخص المحب
هل الحب قدر أم قرار؟!
متى يكون الحب قدرًا؟
الحب هو قدر وأمر لا يمكن تغييره، حيث يحدث الوقوع في الحب دون تخطيط ودون إدراك من الشخص المحب، وفي هذه الحالة يصعب على الشخص معرفة وقوعه في الحب إلا بعد فترة من الزمن، فهو غالبًا لا يستطيع الإدراك أو تفهم ما يحدث حوله، وقد يستغرب الجميع حوله من تصرفاته واختياره إلا أنه يكون مغيبًا ولا يستطيع إدراك عيوب الحبيب كما لا يستطيع اتخاذ القرار المناسب، وقد يكتشف لاحقًا ويدرك حقيقة مشاعره وما حدث معه.
متى يكون الحب قرارًا؟
في هذا النوع من الحب يقع الحب نتيجة قرار معين ونتيجةً لأمر واقع، وهذا ما يحصل غالبًا في زواج الأهل أو الزواج التقليدي، فعند ارتباط شخصين بزواج أو خطبة ستبدأ مشاعر الحب بينهما بعد مرور مدة من الزمن وفي هذه الحالة يكون الحب قرار واختيار، كما أنه يمكن لأي شخص التحكم بالحب ورفض الوقوع في حب شخص معين.
اقرأ/ي أيضًا: كيفية حل الخلافات الزوجية.. 12 طريقة مجربة
في الحقيقة أن هذا الحب أيضًا تابع لفكرة القدر بشكل أو بآخر، فالزواج والارتباط من الأمور التي يمكن اعتبارها تابعة للقدر، والقرار يكون هنا بالإفصاح عن المشاعر وجعلها تكبر وتسير في مسار معين، أو في إنهائها والقضاء عليها منذ البداية وفي أي قت من الأوقات، فلا يمكن للقلب التحكم في مسار الحياة لأي شخص دون إرادته، فالعبرة ليست بالوقوع في الحب بل الإكمال في هذا الحب.
متى يكون الحب قدرًا وقرارًا؟
يجب التسليم أن جميع أمور حياتنا تبدأ بكونها أقدارًا والحب كذلك إلا أن الأقدار بحد ذاتها تقسم لقسمين:
• القدر المحتوم والثابت، وهو النوع من الأقدار التي لا يمكن تغييرها أو التحكم بها، وهي أمور مكتوبة باللوح المحفوظ مثل موعد الموت والعمر والرزق، وهذا النوع من القدر يتم كتابته عند ولادة الشخص أو قبل ذلك ولا يمكن تغييره مطلقًا.
لا يمكن تحديد مفهوم واحد للحب أو سبب للوقوع في الحب، كما لا يمكن تحديد السبب الرئيسي للحب وكونه قرار أم اختيار
• القدرالمقيد: وهذا النوع من القدر يتم كتابته في كتب الملائكة ويمكن حدوث تغيير فيه بسبب أعمال الإنسان والحب تابع لهذا النوع.
وهذا يعني أن الحب تابع للنوع الثاني من القدر أي النوع الذي يمكن التعديل عليه، فالكثير من أقدارنا يمكن أن تتغير بسبب أعمالنا أو بسبب الدعاء، لذلك فالحب عبارة عن قدر أو شيء مكتوب لكنه قدر غير محتوم، أي يمكن التعديل عليه وتغييره بحسب رغبات الإنسان.
من هنا نجد أنه لا يمكن تحديد مفهوم واحد للحب أو سبب للوقوع في الحب، كما لا يمكن تحديد السبب الرئيسي للحب وأنه قرار أم اختيار. ويبقى سؤال هل الحب قدر أم قرار مفتوحًا على إجابات كثيرة.
اقرأ/ي أيضًا: