27-أغسطس-2021

لا تشتر هاتفًا جديدًا لمجرّد توفّره في الأسواق (Getty)

نحن في موسم الهواتف الجديدة والإصدارات الأحدث، حيث تستعد الشركات الكبرى مثل آبل وسامسونج وغيرها لإطلاق نسخ جديدة من هواتفها الأكثر شهرة ومبيعًا في حملات إعلانية ضخمة ومذهلة، تدفع الكثيرين إلى استبدال الهواتف القديمة، بسبب إغراء ما هو جديد، والقدرة الإقناعية للمكائن الدعائية الفعّالة للشركات، ومكائدها التسويقية الخفيّة.

ربما يكون الدافع لشراء هاتف جديد هو صنع ذكريات "رقمية" أكثر وضوحًا وألقًا، وأكثر قابلية للنشر على السوشال ميديا

ورغم أن الإصدارات الجديدة من الهواتف ليست "جديدة كليًا"، إلا أن الرسالة التي ترغب الشركات بتمريرها عبر إعلاناتها هي أنّ الهواتف القديمة لم تعد جيدة، وأن الأفضل الانتقال إلى الأجهزة الجديدة لمعرفة الفرق، سواء كان ذلك على مستوى الكاميرا أو الشاشة أو سرعة المعالج أو الاكسسوارات أو الصوت أو البطارية وتقنياتها. أما الهاتف القديم، فمصيره البيع، أو يمكن أن تقدمه لأحد أبنائك أو إخوتك الأصغر.

هذه الدوامة السنوية التي لا تكاد تنتهي حتى تبدأ أخرى، تطرح علينا السؤال ذاته كل عام: هل أشتري الهاتف الجديد وأحدّث؟ أم أشتري النسخة قبل الأخيرة على الأقل؟

اقرأ/ي أيضًا: دليلك الكامل لشراء هاتف محمول مستعمل حسب الأصول

في الحقيقة، كلنا نعرف أن للهاتف عمرًا استهلاكيًا. فبعد عدة سنوات سيكون استخدامه أصعب كما سيتدنى حجم الاستفادة منه مقارنة بالهواتف الأحدث، خاصة في ظل ما تقوم به بعض الشركات من التأثير على سرعة الهواتف أو القدرة على الاستفادة من بعض التطبيقات، كي تدفع الناس إلى شراء الهواتف الأحدث.

ففي مرحلة ما، يصبح اقتناء هاتف جديد أمرًا لا غنى عنه. لكنّ اتخاذ القرار بشراء هاتف جديد يجب أن يكون نابعًا من تقدير هذه الحاجة الشخصية للتحديث والانتقال إلى هاتف جديد، دون السقوط سريعًا في فخّ الماكينة الدعائية للشركات عند طرح الهواتف الجديد، والتي تنجح في دفع آلاف الناس للانتظار بلهفة عارفة والتسابق من أجل حجز الجهاز مسبقًا عبر المتاجر الإلكترونية، أو حتى الانتظار في طوابير طويلة من أجل شراء الأجهزة الجديدة.

وهنا بعض الأسئلة التي يمكن أن تطرحها على نفسك قبل شراء هاتف جديد:

لا تشتر هاتفًا جديدًا لمجرّد أنّه متوفّر في السوق (نيويورك تايمز)

هل هاتفي الحالي يؤدي الغرض منه بشكل معقول؟ 

الخطوة الأولى تتمثل في قياس مستوى رضاك عن الهاتف الذي تحمله. ما الجوانب السلبية في الهاتف التي قد تجعلك غير سعيد عند استخدامه؟

تذكّر أن العديد من المشاكل في الهواتف يمكن حلّها، لذا عليك أن تعرف ما هي الحلول المتوفرة، وتحدد ما إذا كان بالإمكان الاستفادة منها قبل التسرع في شراء هاتف جديد، بالتعلّل بمشكلة بسيطة لها حل أبسط وأقل تكلفة.

فلو كانت المشكلة في البطارية مثلًا، يمكنك التفكير باستبدالها عبر الوكيل، مقابل مبلغ بسيط غالبًا، خاصة إن كنت في دولة يتوفر فيها وكيل معتمد للشركة. كما يمكن أن تجد بدائل معتمدة في الأسواق لاستبدال البطارية بأخرى جديدة. وتعدّ هذه العملية البسيطة غير المكلفة خيارًا جيدًا يتيح إطالة عمر الهاتف وزيادة سرعته.

ومن المشاكل الأخرى أيضًا هو تضاؤل مساحة التخزين في الهاتف، ما يعيق عملية التقاط الصور ومقاطع الفيديو والتطبيقات. والحل البسيط السريع هو التخلص من الملفات والتطبيقات التي لم تعد بحاجة إليها. وهنالك أدوات على الهواتف تساعدك على تحديد العناصر التي تستهلك القدر الأكبر من المساحة، من أجل حذفها أو تفريغها، سواء على أجهزة الآيفون أو الأندرويد.

ثمة مشاكل أخرى قد يصعب حلها بهذه الطريقة. كأن تكون الشاشة مكسورة ويلزم تبديلها. فالشاشة الأصلية قد يصل سعرها إلى 300 دولار، وهو ما يقارب سعر هاتف جيد جديد. قد يكون من الممكن وضع شاشة غير أصلية أقل تكلفة، بحوالي 70 دولارًا، لكن عليك التأكّد من الحصول على قطعة غيار جيدة، والتعامل مع الورش التقنية المعتمدة والأكثر مصداقية في منطقتك.

تحديث نظام التشغيل

تطرح الشركات المصنعة للهواتف إصدارات محدثة باستمرار من أنظمة التشغيل على الهواتف، والتي تتضمن مزايا جديدة وتعالج الثغرات الأمنية الرقمية. من المهم الحرص على الاطلاع عليها وتثبيتها حين تتوفر على الجهاز. أما لو كان جهازك قديمًا ولا يدعم التحديثات الأخيرة من نظام التشغيل، فربما سيكون عليك حينها التفكير بشراء جهاز جديد.

بالنسبة لهواتف أبل، فإنها تدعم التحديثات الجديدة على أنظمة التشغيل لمدة خمس أو ست سنوات. فنظام التشغيل الأحدث من أبل، iOS 15، والذي سيطرح هذا الخريف، سيكون متوافقًا مع هواتف الآيفون القديمة حتى آيفون 6 أس للعام 2015. أما بالنسبة لهواتف الأندرويد فتكون الفترة أقصر عادة، إذ تتوقف الأجهزة عن دعم الإصدارات الجديدة من أنظمة التشغيل بعد أن يتجاوز عمرها 3 سنوات أو أقل أحيانًا.

هل يمكن للهاتف الجديد أن يغير حياتي؟

من المثير أحيانًا أن تتخيل بعض لحظات حياتك بهاتف جديد. فلو كنت مثلًا تنتظر مولودًا جديدًا، أو ستشارك في حفل تخرج لأخ أو ابن أو صديق، أو سافرت إلى مدينة جديدة جميلة، فربما ستتنغص فرحتك لو وجدت أن كاميرا هاتفك ضعيفة، أو أن مساحة التخزين نفدت، وربما يكون هذا دافعًا لاقتناء هاتف جديد، لصنع ذكريات "رقمية" أكثر وضوحًا وألقًا، وأكثر قابلية للنشر على السوشال ميديا!

المهمّ أن تتجنب تبديل هاتفك الجيّد لمجرّد أن هاتفًا أجدد قد توفّر

لكن لو كنت تستخدم هاتفك عادة لقضاء مهام أساسية، كالاتصال وتصفح الإنترنت وتطبيقات التواصل الاجتماعي، فربما لن يكون من الأساسي في حياتك أن تفكر في تغيير الهاتف وشراء النسخة الأحدث، وذلك لأن الجهاز الذي بين يديك يؤدي الغرض ببساطة، وغالبًا سيكون سريعًا مثل معظم الهواتف الحديثة المتداولة بين الناس.

المهمّ أن تتجنب تبديل هاتفك الجيّد لمجرّد أن هاتفًا أجدد قد توفّر!

 

اقرأ/ي أيضًا: 

دليلك الكامل لشراء هاتف محمول مستعمل حسب الأصول

أفضل 5 لابتوبات جديدة لطلاب الجامعات