05-يونيو-2021

صورة تعبيرية (Getty)

استند تقرير نشرته وكالة رويترز في تشرين الأول/أكتوبر 2019، صنفت من خلاله أهم الجامعات حول العالم قبل انتشار جائحة كوفيد-19، على تحديد وتصنيف المؤسسات التعليمية التي تبذل أقصى ما في وسعها لتطوير العلوم وابتكار تقنيات جديدة ورفد الأسواق وإمداد الصناعات بطاقة جديدة. كما اعتمد التصنيف وقتها على مدى استشهاد الباحثين في الأوساط الأكاديمية والصناعية بهذه الجامعات، وإلى مدى التأثير الذي تحدثه في مجال البحث، حيث يعتبر مقياسًا رئيسيًا لتصنيف الجامعات حول العالم، كما استند الترتيب إلى بيانات وتحليلات خاصة، بما في ذلك براءات الاختراع واستشهادات الأوراق البحثية.

يمكن الحديث عن الأثر الذي خلفه واقع جائحة كوفيد-19 على أسس تصنيف الجامعات بعين إيجابية إلى حد واسع، خاصة لناحية استدخال معايير تتعلق بجوانب اجتماعية مثل مستوى قبول الطلاب والمساعدات الجامعية وتلبية برامج الجامعات للاحتياجات المجتمعية والتقنية

في وقت نشر التقرير المعني جاءت الولايات المتحدة الأمريكية في أعلى القائمة مصنفة في المرتبة الأولى، وتلتها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وكوريا الجنوبية واليابان والصين على التوالي. فيما احتلت جامعة ستانفورد المرتبة الأولى حيث وصفت بأنها الأكثر ابتكارًا، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في المرتبة الثانية، بينما احتلت جامعة هارفرد المرتبة الثالثة، وقد حافظت هذه الجامعات الثلاث على مراكزها لمدة خمس سنوات متتالية، خاصة وأنها تضم أكبر مراكز البحث العلمي والتقني.

اقرأ/ي أيضًا: طلاب الجامعات الكولومبية يعززون دعم التظاهرات المطلبية بمخيم متعدد الأنشطة

ببنما عالميًا بدون احتساب الجامعات الأمريكية، فجاء ترتيب الجامعة الأعلى تصنيفًا خارج الولايات المتحدة من نصيب جامعة KU Leuven البلجيكية الأوروبية حيث حصدت المرتبة السابعة، وهي مؤسسة أكاديمية تربوية عمرها 600 عام تقريبًا وتضم واحدة من أكبر منظمات البحث والتطوير المستقلة في العالم. وفي بريطانيا، حصدت جامعة إمبريال كوليدج في لندن المرتبة العاشرة عالميًا، وفي ألمانيا حصدت جامعة نورمبرغ المرتبة 14 وفق التصنيف المنشور لدى رويترز. أما في آسيا، فكانت جامعة بوهانغ للعلوم والتكنولوجيا  في كوريا الجنوبية هي المتصدرة، إذ حصدت المرتبة 12 في التصنيف الذي أجرته رويترز، وهي مؤسسة أكاديمية تربوية تأسست في عام 1986 وتشتهر بعلاقاتها المميزة مع قطاع الصناعة. 

التصنيف العالمي الذي قدمته رويترز سنة 2019

وبشكل عام، استمرت الولايات المتحدة بالهيمنة على القائمة، مع وجود 46 جامعة أمريكية في قائمة أفضل 100 جامعة. وألمانيا هي ثاني أفضل دولة في الأداء بتسع جامعات. فيما صعدت فرنسا إلى المركز الثالث بثماني جامعات في القائمة. بينما اليابان وكوريا الجنوبية وبريطانيا لديها 6 جامعات، والصين لديها 4 جامعات، هولندا وسويسرا لديهما 3  جامعات، بينما يوجد في بلجيكا وكندا وسنغافورة جامعتان، والدنمارك لديها جامعة واحدة. فيما غابت الجامعات العربية عن الحضور في القائمة التي أعدتها رويترز قبيل انتشار جائحة كوفيد-19 بأسابيع قليلة.

تصنيف الجامعات في ظل جائحة كوفيد-19

بداية من عام 2020، اختلفت معايير التصنيف وصنع القرار في تحديد مراتب الجامعات والمفاضلة بينها، حيث أصبح هناك نقاط قوة جديدة ونقاط ضعف مستجدة لدى العديد من الجامعات حول العالم في ظل الظروف غير المتوقعة مسبقًا التي فرضها انتشار فيروس كورونا عالميًا. وقد كشفت تقرير لـ"US News & World Report" عن قائمة بأفضل تصنيف جامعي، من بين أكثر من 1400 كلية وجامعة في الولايات المتحدة الأمريكية لسنة 2021 وضمن ظروف الجائحة، بحسب تقرير نقله موقع yahoo news. وقال رئيس التحرير ومسؤول المحتوى في USNews ، كيم كاسترو "لقد أثر الوباء على الطلاب في جميع أنحاء العالم، حيث ألغى مراسم البدء وتحويل الدروس الحضورية إلى التعلم عن بعد"، وأضاف كاسترو "سواء قام الطلاب بتغيير خططهم الجامعية بشكل طفيف أو غيروها بالكامل، تظل مهمتنا هي الاستمرار في تزويد الطلاب وعائلاتهم بالأدوات التي يحتاجون إليها للمساعدة في العثور على الجامعة المناسبة لهم". 

التصنيف الآسيوي الذي قدمته رويترز سنة 2019

وتبحث معايير التصنيف لعام 2021 عن أفضل برامج علوم الكمبيوتر الجامعية، حيث تم تقديم المزيد من المعايير لثمانية تخصصات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وتحليلات البيانات وهندسة البرمجيات. وقد احتل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا المرتبة الأولى في درجاته الإجمالية، بينما احتلت جامعة كارنيجي ميلون وجامعة ستانفورد وجامعة كاليفورنيا في بيركلي المرتبة الثانية سويًا.

مثال من اختصاص الصحافة ومعايير جامعة إيدينبورو

من بين الجامعات التي حضرت في التصنيف وفق المعايير التي فرضها انتشار فيروس كورونا، جاء من اللافت حصول تخصص الصحافة في جامعة إيدينبورو ومقرها في بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية على المرتبة  29 بين أفضل برامج درجة البكالوريوس في الصحافة بحسب تصنيف  Study.com لعام 2021، وهو موقع بحثي إلكتروني لتحليلات التعليم العالي لطلاب الجامعات تم إطلاقه عام 2004. وجاء ضمن القائمة حضور جامعة إيدينبورو إلى جانب وست تشيستر، وإيست سترودسبورغ، وشيبنسبرغ، ولوك هافن، وميلرسفيل، وكلاريون، وكوتزتاون، وبلومسبيرغ، في أفضل 50 تصنيفًا في أمريكا. وتعتبر هذه التصنيفات فريدة من نوعها من حيث أنها تؤكد على إمكانية الوصول والقدرة على تحمل التكاليف وجودة التعليم معًا.

وحصلت جامعة إيدينبورو على تصنيفات عالية من حيث الرسوم الدراسية بأسعار معقولة ومعدلات القبول التنافسية والمساعدة المالية المتاحة وبرامج الخدمات المهنية. ووفقًا لبيانات موقع Study.com المتعلقة بنظام بيانات التعليم ما بعد الثانوي، إذ جاء معدل قبول الطلاب بنسبة 83% مع ما يقرب من 92% من الطلاب الذين يتلقون مساعدات مالية. ومما ساهم في هذا التقييم وجود خدمات مهنية شاملة لجميع الطلاب والخريجين الجدد. وبحسب تقرير نشره موقع The Herald فقد تمت تسمية برنامج الطفولة المبكرة والقراءة في الجامعة المذكورة في المرتبة 15 كأفضل برامج تعليم الطفولة المبكرة في الولايات المتحدة بأكملها.

عن هذه المستجدات قال منسق برنامج الصحافة في الجامعة، جيم ويرتز "يعمل خريجونا، الجدد والقدامى، على أعلى مستويات الصحافة الاحترافية في أماكن مثل لوس أنجلس وكاليفورنيا وواشنطن العاصمة، ويشاركون في إنتاج الوسائط الرقمية للاعبين الرئيسيين في مجالات عدة ومنها المؤسسات الرياضية والإعلامية الكبيرة مثل إي أس بي أن ESPN وبطولة البايسبول الكبرى"، وأضاف ويرتز "نجاح طلابنا هو شهادة على أهمية برامجنا التعليمية، وكذلك دلالة إضافية على الكفاءات والمهارات العالية التي يتمتع بها الطلاب الذين اختاروا جامعة إيدينبورو للمساعدة في انطلاق حياتهم المهنية في الصحافة". كما علق عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في إيدينبورو، الدكتور سكوت ميللر، فيما خص تصنيفات الاختصاصات في الجامعة بالقول "هذا التكريم هو شهادة لطلاب الصحافة الذين يسعون جاهدين لتقديم أداء على أعلى مستوى كطلاب ومحترفين وأعضاء في مجتمعهم". 

عبر مثل هذا المثال الحصري، أي تقدم جامعة إيدينبورو في التصنيف، خاصة اختصاص الصحافة، رفقة البرامج المتعلقة بتعليم الطفولة المبكرة، في ضوء احتساب المعايير التي تعد اجتماعية في التصنيف، مثل إمكانية القبول والتكاليف والمساعدات المالية في ضوء جودة التعليم بالطبع، يتضح جانب كبير من الأثر الذي خلفه واقع جائحة كوفيد-19 على أسس تصنيف الجامعات، الأمر الذي يمكن النظر إليه بعين إيجابية إلى حد واسع. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

إيقاف أكثر من 125 ألف معلم عن العمل في ميانمار بسبب موقفهم من السلطة العسكرية

سلطات الانقلاب العسكري في ميانمار تستهدف الجامعات بـ11 ألف أمر إيقاف عن العمل