27-أكتوبر-2017

تلقى مقاتلون فرنسيون في داعش حوالي نصف مليون دولار من الحكومة الفرنسية (أ.ف.ب)

رغم محاولاتها، لم تستطع فرنسا منع كل شيء عن الإرهابيين الخارجين من أراضيها ويحملون جنسيتها، هذا ما كشفت عنه تحقيقات أخيرة تُشير إلى استمرار تلقي فرنسيين يقاتلون في صفوف داعش، أموالًا من الحكومة الفرنسية. السطور التالية تحمل مزيدًا من التفاصيل، وهي ترجمة لتقرير نشرته صحيفة "نيوزويك".


اكتشف مُحقِّقون فرنسيون، أن نسبة كبيرة من المتطرفين من فرنسا، الذين سافروا للقتال مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، كانوا يتلقون أموالًا من مدفوعات الضمان الاجتماعي.

كشفت تحقيقات عن أنّ عددًا كبيرة من الفرنسيين الذين يقاتلون في داعش، لا زالت تصرف لهم أموال من الضمان الاجتماعي

وعملت إحدى وحدات النخبة في مكافحة الجريمة المعروفة باسم الكتيبة الجنائية أو "BAC"، لسنواتٍ عديدة، في محاولة لإيقاف تمويل المنظمات المتطرفة، وهي استراتيچية لمُكافحة الإرهاب تحاول حرمان المتطرفين من الأموال المطلوبة لتخطيط وتنفيذ الهجمات. وقد اكتشفوا مؤخرًا حادثة احتيال تورط فيها أقارب ما يقرُب من 100 مقاتل في داعش، بإرسال مدفوعات الضمان الإجتماعي إليهم في سُوريا، وذلك فقًا للصحيفة فيغارو الفرنسية.

اقرأ/ي أيضًا: فرنسا.. من الفعل إلى الثرثرة

واكتشفت الكتيبة الجنائية، أن حوالي خُمس المجموع الإجمالي من المقاتلين الفرنسيين لدى داعش كانوا يتلقون هذه المدفوعات، حيث اعتاد أفراد من أسرهم إرسال المال عبر تركيا، بعد استخدام الأوراق اللازمة وتراخيص الضمان الاجتماعي لهؤلاء المقاتلين. علمًا بأنّه في فرنسا يتلقى العاطلون عن العمل ما يقرب من 640 دولارًا في الشهر.

ووفقًا لأحد المحققين لصحيفة فيغاور، فإنه "تلقى أولياء أُمور هؤلاء المقاتلين، الأموال من مركز التوظيف، أو من صندوق البدلات العائلية، باستخدام بطاقاتهم المصوَرة قبل إرسالها إلى مناطق القتال".

على مدار الأعوام القليلة الماضية تلقى مقاتلون فرنسيون في داعش، حوالي نصف مليون دولار من الحكومة الفرنسية!

وفي الأعوام ما بين 2012 و2017، تعرف المحققون على 190 من أقارب المقاتلين، ممن أرسلوا الأموال من فرنسا إلى أبنائهم المنخرطين في القتال مع داعش ومن قبله تنظيم القاعدة في سوريا. وهناك حوالي 210 آخرين ممن يحتالون للحصول على أموال الضمان الاجتماعي، من ذوي الجنسية الفرنسية ممن قدموا من تركيا ولبنان.

اقرأ/ي أيضًا: داعش من "الدولة" إلى العصابة.. انحسارٌ مركزي وتمدد شبكي

وقد اكتشفوا أن ما يقرب من 500 ألف يورو، قد وصلت بالفعل إلى أيادي متطرفين من فرنسا ممن انضموا لاحقًا إلى داعش أو كانوا بالفعل يقاتلون في صفوفه. كما علموا أيضًا أن مجموعات المقاتلين من أوروبا، تلقوا ما يقرب من 2.3 مليون دولار من جميع أنحاء أوروبا العام الماضي عبر حوالي 420 عملية احتيال مالية.

وخرج من فرنسا حوالي 1910 من مواطنيها للقتال في صفوف داعش في سوريا والعراق، وذلك بحسب آخر الأرقام التي نشرتها مجموعة صوفان للاستشارات الأمنية، والتي تتخذ من واشنطن مقرًا لها. وقد عاد من بين هؤلاء ما يقرب من 271 إلى البلاد. أما في الداخل الفرنسي فتتعامل الحكومة مع ما يقرب من 18 ألف من مواطنيها باعتبارهم متطرفين أو على وشك التطرف.

وقد اعتقلت السلطات بالفعل أقارب ممن يُرسلون الأموال إلى ذويهم المقاتلين في سوريا. وفي الشهر الماضي، حكمت محكمة فرنسية على أُمٍ لثلاثة أبناء بالسجن لمدة عامين، لإرسالها الأموال إلى ابنها الأصغر، الذي تقول السلطات إنه كان مقاتلًا في صفوف داعش بسوريا.

تُدعى هذه الأم ناتالي حدادي، ويُدعى ابنها المقاتل في سوريا "بيلباس بوناغا". وقد زعمت حدادي أنها لم تكن تعلم أن نجلها يستخدم الأموال التي كانت ترسلها له في سياق انخراطه في القتال إلى جانب داعش، إلا أنّ المحكمة كذّبت زعمها ذلك.

انضم لتنظيم داعش حوالي 1910 مواطن فرنسي، عاد من بينهم لفرنسا حوالي 271 فيما بقي الآخرون ما بين سوريا والعراق

ووفقًا لوكالة أنباء رويترز، فقد قال رئيس المحكمة لناتالي حدادي: "بدون مُساعدتك الكبيرة التي قدمتيها له لم يكُن بمقدوره الوصول إلى سُورية بهذه السهولة والقتال مع تنظيم الدولة، أنتِ موَّلتِ منظمة إرهابية".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

عملية سانتينيل في فرنسا.. حينما يحتاج حماة الوطن إلى الحماية!

فرنسا التي تنتقم من نفسها