10-فبراير-2022

لوحة لـ برهان أويغور/ تركيا

وأتيتكم كما يأتي الشعراء غير مرجلٍ شَعري

وغير مبتسمٍ وغير نشيطْ

وغير ذي عطرٍ فرنسيّ سوى عطر المطرْ

وأتيتكم كما يأتي الشعراءُ الآخرون برؤيا كاذبة

بليلٍ وأقمارٍ ونصوصٍ لا تنامْ

بعبارةٍ مستعملٍ صوتها في سوق الحروب الكاسدات

بسُعار الوقت في سرير العابراتْ

برائحة الأواني التي اتّسخت بلحوم وطعام أجنبيّ

بحذائيَ الجلديّ القديمِ الخائنِ الخطواتِ في هذا الصباحْ

وأتيتكم كمثل سياسة الدول الغنيّة؛ وَهْيَ ترسل شارة المستعمرينْ

فيستولي الكلامُ على الكلامْ

وأتيتكم بكل ما قال الرئيس الأسودُ الأبيضُ

الأبيضُ الأسودُ

المجبول في طين الإغارة والكذبْ:

"إنّي النبيُّ المغتصبْ

إنّي العريفُ والشرطيُّ والجزّار ُوالسجنُ الخَصِبْ

إنّي هنا البيّات في هذا الفضاءِ المضطربْ"

وأتيتكم بتاريخ طويل في القصائدِ

للتاريخ

للذات الشقيّةْ

لخيل العُرْب قد ماتت على الإسفلتْ

للنّاقة المحلوبةِ العمياءْ

للصقر في الصحراءِ

أرض الموت في الأرض السليبةْ

وأتيتكم أبكي عليّ/ عليكُمُ

وعلى كلّ الحروف النازفات بروح أغنية الشعوب المستريحة في مسالخها

ومنامها بين الدماء

وأتيتكم لأقولْ

الغول قد أكل الكلام وسدّ حلق المنشدينَ

واخترق الحنينَ

وسلّم الشعراء ريشتهم هناكْ

حيث مالُ معاويةْ

ومالوا واستمالوا كلّ رأس طاغيةْ

واستراحوا في سباتْ

في حضن أنثى غاويةْ

لم يعودوا الكهنةْ

فكيف أقول؟

وأين من يمضي معي لنعيد صوغ الأغنياتِ

على وقْع الوترْ

في ظل خضراءِ الشجرْ

يا ليتني وقصيدتي كنّا حجرْ

وفؤاد طيري من حجرْ

لعرفت ساعتها بأنّي أشعر الشعراء قافيةً وأندى من حضرْ

لكنّني ما كنتُ إلّا مثلهم عرّاب أحلام الضجرْ

 

اقرأ/ي أيضًا:

المحاورة ما بعد الأخيرة بين آخيل وهكتور

عزيزي فنسنت.. ما زال للحياة تتمة!