06-أكتوبر-2018

مورينو ينجو من خسارة محقّقة على أرضه أمام نيوكاسل (Getty)

نجا مانشستر يونايتد ومدرّبه البرتغالي جوزيه مورينيو من خسارة محققة في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد أن قلب تأخّره أمام ضيفه نيوكاسل يونايتد بهدفين دون رد، إلى انتصار بثلاثة أهداف لاثنين، وذلك في لحظات المباراة الأخيرة التي جمعتهما على ملعب الأولد ترافورد ضمن المرحلة الثامنة من البريميرليغ.

لكلّ زمان في البريمير ليغ دولة ورجال، فقبل أكثر من 10 أعوام، كان الإسباني رافائيل بينيتيز يدرّب ليفربول، وحينها استلم إدارة نادي تشيلسي جوزيه مورينيو، وكم كانت المنافسة شرسة بين المدرّبين المميّزين حينها فيما بينهما على كافّة الأصعدة، إلى جانب مدرّبي مانشستر يونايتد وآرسنال آنذاك السير أليكس فيرغسون والفرنسي آرسن فينغر، فمواجهة أيّ فريق يدرّبه هؤلاء مع آخر تعني حرباً كلاميّة تزيد مبيعات الصحف المحلّية، والآن عصفت الأقدار بالمدرّب الإسباني الذي يقود دفّة نيوكاسل يونايتد، ولم يحقّق معه أيّ انتصار في المسابقة، كذلك كسرت نتائج اليونايتد ظهر المدرّب البرتغالي الذي كان له اسم استحقّه في السابق "السبيشال ون"، فالمدرّبان لم يعودا كما في السابق، بل أصبحت الفرق التي تسلّموا قيادتها محطّة لاقتناص النقاط من قبل الفرق المنافسة.

شكّلت مواجهة اليونايتد مع نيوكاسل مسألة حياة أو موت لمدرّبي الفريقين، لأن الإقالة بانتظارهما

شكّلت مواجهة اليونايتد مع نيوكاسل مسألة حياة أو موت لكلا المدرّبين، وهما يعلمان جيّداً أن الإقالة من تدريب فريقيهما قادمة لا محالة، ولكنّهما كمن يتشبّث بآخر أنفاسه لحظة الموت، رغبا بالفوز لتأخير أيّام الإقالة ولو إلى حين، والفوز بمباراة كهذه سيؤجّل نبأ الإقالة إلى أسبوعين ربّما، لأن الجميع سينشغل بمتابعة مباريات دوري أمم أوروبا من جهة، ومن جهة ثانية ستنتظر إدارتي الناديين تعثّراً جديداً للفريق كي تقيل المدرّب، ولن يكون هنالك أي مباريات للناديين في هذه الفترة الممتدّة لأسبوعين، وعلى الرغم من ذلك بات المدربان في أتمّ الاستعداد للكلمات الوداعية التي ستُقال عقب الإقالة أياً كان وقتها.

اقرأ/ي أيضًا: الدوري الإنجليزي الممتاز.. عودة صلاح.. وخيبة فيرغسون 

بدأ نيوكاسل المباراة بسيناريو أرعب مورينيو، فسجّل هدفين في أوّل تسع دقائق من المباراة، وهو أمر لم يحدث بالأولد ترافورد في تاريخ النادي الذي تأسس عام 1878، إذ لم يستفق الحارس ديخيا من هدف البرازيلي روبرت كينيدي حتّى صفعه الياباني يوشينوري موتو بهدف ثان في غضون 3 دقائق، وكم كانت حالة مورينيو محرجة عندما أنقذ دي خيا فريقه من هدف ثالث لشيلفي مع انقضاء ربع ساعة من اللقاء، عندها أجرى المدرّب البرتغالي تبديلاً مبكّراً أدخل به لاعب خطّ الوسط خوان ماتا وأخرج المدافع الإيفواري إيريك بايلي.

بعد ذلك ضغط اليونايتد بقوّة على دفاعات الفريق الضيف، وكادت رأسيّة راشفورد  أن تقلّص الفارق بالدقيقة 23، لكنّها جاورت القائم، بعد ذلك استحوذ الشياطين الحمر على المباراة، فسيطروا على الكرة بنسبة 70%، لكنّ لدغات مهاجمي نيوكاسل كانت خطرة للغاية، إذ كاد يوشينوري موتو أن يضيف هدفاً ثانياً لولا براعة دي خيا، كذلك حرم حكم اللقاء الضيوف من ركلة جزاء واضحة، عندما ارتطمت الكرة بيد قائد الفريق أشلي يونغ داخل المنطقة المحرّمة، فانتهى الشوط الأوّل دون استطاعة نجوم اليونايتد أن يسجّلوا أي هدف يعيدهم لأجواء اللقاء.

سجّل نيوكاسل هدفين في أوّل تسع دقائق من المباراة، وهو أمر لم يحدث بالأولد ترافورد في تاريخ النادي الذي تأسس عام 1878

تسلّل اليأس لنفوس لاعبي اليونايتد مع بداية الشوط الثاني، فهم حاولوا تقليص الفارق عبر تسديدة بول بوغبا، لكنّها ارتطمت بالمدافع وانحرفت تجاه زاوية صعبة أنقذها حارس نيوكاسل السلوفاكي دوبرافكا، ناهيك عن مرتدّات الضيوف الخطرة، عندها أطلقت جماهير اليونايتد صافرات الاستهجان بحقّ الفريق ومدرّبه الذي غابت عنه الانتصارات منذ 19 من الشهر الماضي، عندما تخطّى يونغ بويز السويسري في دوري أبطال أوروبا.

اقرأ/ي أيضاً: ليفربول ينجو من جحيم ستامفورد بريدج.. و"المطارق" توجع مورينيو

رمى مورينيو بآخر أوراقه التبديليّة علّه يزيد الضغط الكثيف على خصومه، فأشرك التشيلي أليكسيس سانشيز، والذي خيّب آماله في كثير من المناسبات السابقة، وبعد هذا التبديل قُطعت سُبحة دفاعات نيوكاسل، فتلقّوا هدفاً أوّل عبر ركلة حرّة مباشرة نفّذها بإتقان البديل خوان ماتا في الدقيقة 70، وأنقذ بعد ذلك الحارس السلوفاكي فريقه مرّتين من تسجيل أصحاب الأرض هدف التعادل، قبل أن ينجح الفرنسي انتوني مارسيال بعد عملي ثنائي رائع مع زميله ومواطنه بول بوغبا في تسجيل هدف التعادل بالدقيقة 76، عندها آمن الجميع بأن اليونايتد سيخرج منتصراً من المباراة بعد أن كسر جدار الدفاع الذي عذّبه طيلة 70 دقيقة، لكنّ الفريق الضيف أصرّ على إحباط هذه التكهّنات بتسجيل هدف ثالث، لكنّ محاولاتهم ذهبت سدى، إلى أن نجح البديل سانشيز بتسجيل هدف الفوز لمانشستر يونايتد في الدقيقة الأخيرة من المباراة، بذلك أجّل اللاعب التشيلي إقالة مورينيو إلى حين آخر، وأجبر مدرّب نيوكاسل يونايتد رافائيل بينيتيز على مراقبة هاتفه المحمول، في انتظار ورود مكالمة تؤكّد خبر إقالته من تدريب الفريق.

 

اقرأ/ي أيضًا:

طفح الكيل.. جماهير اليونايتد تطالب بإقالة مورينيو!

لامبارد يصدم أستاذه مورينيو.. ويطرده من كأس رابطة المحترفين