14-أبريل-2023
بايرن ميونيخ

"Getty" ودع البايرن كأس ألمانيا أمام فرايبورغ فتبخّر حلم الثلاثيّة

تميّز بايرن ميونيخ على الدوام بالاستقرار الفني والإداري، وقدرة إدارته العالية على حسم الصفقات مبكّرًا وبهدوء تام، والمحافظة على نجوم الفريق وتمديد عقودهم دون أي عقبات، ومن النادر أن يسمع المتابعون عن مشاكل داخل أروقة النادي بين اللاعبين والجهاز الفني والإداري، أو بين اللاعبين أنفسهم، فأصبح الفريق على امتداد العقود مثالًا يُحتذى فيما يخص التنظيم والانضباط، التراتبية، والابتعاد عن الضجيج الإعلامي.

منذ رحيل هانز فليك عن تدريب البايرن تصدّع البيت البافاري، وهو أمر نادر الحدوث

الأمور انقلبت رأسًا على عقب في الأشهر الأخيرة، بعدما ظهرت مؤشرات في السنوات السابقة بأن الأمور لا تسير بالطريقة الصحيحة، وتحديدًا منذ رحيل هانز فليك مدرب الفريق السابق بسبب خلاف في الرؤية مع الإدارة.

تسريبات للصحافة من داخل النادي

الخلافات عادت لتظهر مع خليفة هانز فليك، المدرب الشاب يوليان ناغلسمان الذي أُقيل الشهر الماضي، لأن الإدارة رأت أنه لا يناسب طموحات النادي المتمثّلة بتحقيق الثلاثية، كما أنه لا يسيطر على غرف الملابس بشكل تام، بالإضافة إلى معلومات عن قيام صديقة ناغلسمان، والتي انفصل عنها بعد إقالته، بتسريب معلومات من داخل النادي إلى الصحيفة التي تعمل بها.

بايرن ميونيخ

بالعودة إلى الوراء قليلًا، أشارت الصحافة الألمانية بداية الموسم، إلى خلافات بين ناغلسمان والمدير الرياضي للنادي صالح حميديتش، المدرب قال إن النادي بحاجة لقلب دفاع إضافي، وكان يطالب بالتعاقد مع شلوتر بيك، فيما رأى حميديتش أن عدد المدافعين المتوفرين كاف. 

المؤشرات كلها كانت تدلّ على حدوث عاصفة في النادي، بعد كأس العالم ذهب مانويل نوير إلى رحلة تزلّج وتعرّض لكسر في الساق أبعده عن الملاعب لفترة طويلة، الإدارة انزعجت من تصرّف نوير واعتبرت أنه لا ينمّ عن مسؤولية، أراد ناغلسمان الحصول على حارس بديل لنوير في فترة إصابته، رفضت الإدارة في البداية، وخرج الخلاف إلى العلن، قبل أن يتم التعاقد مع يان سومير. 

بايرن ميونيخ

على ذكر حراسة المرمى، وفي إجراء مفاجئ وغير معهود في بايرن ميونيخ، تمت إقالة مدرب الحراس توني تابالوفيتش من منصبه، بعد اتهامه بتسريب معلومات من اجتماعات النادي إلى الصحافة، نوير أعرب علانية عن انزعاجه من إقالة صديقه، وقال إنه شعر كما لو أن قلبه اقتلع، ليرد عليه الرئيس التنفيذي وحارس الفريق السابق أوليفر كان، ويدعوه إلى تغليب مصلحة الفريق، كما فعل كان عندما كان لاعبًا، على حساب مشاعره الشخصية. 

تبخُّر حلم الثلاثية سريعًا

الصدمة الأولى للفريق تحت قيادة توخيل، تمثّلت بالخروج من كأس ألمانيا على يد فرايبورج، قبل أن يتلقّى الفريق خسارة ثانية قاسية في مباراة توخيل الرابعة، بثلاثية نظيفة أمام مانشستر سيتي في ذهاب ربع نهائي الأبطال، لتنهال الانتقادات على أوليفر كان وحسن صالح حميديتش ومن خلفهما الإدارة، بسبب قرار بتغيير المدرب في مرحلة حرجة من الموسم.

بايرن ميونيخ

عدم ضبط غرفة الملابس، أحد الأسباب التي أُقيل من أجلها ناغلسمان، يبدو أنه استمر هو الأخر بعد رحيله، حيث وقع شجار بين لاعبي الفريق ساديو ماني وليروي ساني بُعيد مباراة السيتي، فقام السنغالي بتوجيه لكمة نحو وجه الألماني، ليتمّ تغريم لاعب ليفربول السابق، وإيقافه لمباراة واحدة. أمور لم نكن نعهدها في السابق في بايرن ميونيخ.

تخبّط في إدارة الصفقات

النقطة الأخيرة تتمثّل في الصفقات وتمديد العقود، والتي كانت تتم في العادة بهدوء وبعيدًا عن الإعلام، إلّا أن الأمور اختلفت مؤخّرًا، بدءًا من الخلاف مع ليفاندوفسكي الذي طلب الخروج من النادي وحاولت الإدارة الحفاظ عليه، ثم لم تقم بتعويضه بمهاجم من الطراز الأول بعد رحيله إلى برشلونة مطلع الموسم، مرورًا بالمشاكل والتأخّر في تمديد العقود كما حصل مع غوريتسكا وجنابري، وصولًا إلى التعاقد مع ماني، الصفقة التي لا يبدو أنها ستعطي ما كان منتظرًا منها، فيما الحديث اليوم الآن عن عدم الرغبة النادي بتفعيل بند شراء كانسيلو، ما يعني أن الإدارة تسرّعت في استعارته. البرتغالي انتقل فقط من مقاعد بدلاء السيتي إلى مقاعد البايرن، مع فارق أن إدارة الأخير هي التي تدفع راتبه اليوم.