02-فبراير-2023
Chenini

موجات الهجرة الجماعية من القرية الأثرية تهدد بقاءها (GETTY)

أفاد تقرير للنيويورك تايمز أن موجات الهجرة الجماعية من قرية شنيني التونسية باتت تهدد وجود القرية التاريخية المنشأة في كهوف جبال مدينة تطاوين التونسية التي تعتبر امتدادا لجبال أطلس. التقرير أشار إلى أن الظروف المناخية القاسية وموجات القحط التي تؤثر على المنطقة، بالإضافة إلى الرغبة في نمط حياة أكثر حداثة، كل ذلك دفع بأهل القرية للهجرة بأعداد كبيرة. 

القرية الواقعة في عمق الصحراء التونسية جنوبا في مدينة تطاوين، يقطن كهوفها اليوم ما لا يزيد عن 500 شخص

القرية الواقعة في عمق الصحراء التونسية جنوبا في مدينة تطاوين، يقطن كهوفها اليوم ما لا يزيد عن 500 شخص معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن من الأمازيغ الذين يعملون في الزراعة والرعي، إذ إن الأجيال الجديدة تميل أكثر إلى اتباع أنماط عيش وعمل حديثة بعيدا عن القرية، ولم تفلح المبادرات الحكومية الخجولة لتحديث القرية في ثني الكثيرين عن الهجرة، وفقا للتقرير.

Chenini
يقطن كهوف شنيني اليوم ما لا يزيد عن 500 شخص معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن من الأمازيغ الذين يعملون في الزراعة والرعي. (GETTY)

فقد أنشأت الحكومة التونسية قرية جديدة أطلقت عليها اسم "شنيني الجديدة" بعيد إعلان استقلال تونس بهدف تشجيع السكان على النزول من أماكن سكنهم في أعالي الجبال وتوفير نمط معيشة أكثر حداثة، كما وفرت شبكات المياه والكهرباء والطرق المعبدة في القرية الجديدة تاركة القرية القديمة من دون أي من هذه الخدمات التي لم تتوفر لهم إلا في العقدين الماضيين فقط، كما أن بيوت القرية الجديدة على أماكن للنوم، في حين خصصت أماكن أخرى خارج البيوت للطبخ وللمواشي.

تحتوي شنيني اليوم على مسجد ومقهى ومحل للبقالة ومدرسة للتعليم الأساسي، كما أن فيها عيادة طبية يعمل فيها طبيب مرة واحدة في الأسبوع، أما في حال الحاجة إلى مستشفى أو إلى مدرسة ثانوية، فلا بد من الانتقال إلى مركز مدينة تطاوين الذي يقع على بعد 20 كم من القرية. 

أنشأت الحكومة التونسية قرية جديدة أطلقت عليها اسم "شنيني الجديدة" بعيد إعلان استقلال تونس بهدف تشجيع السكان على النزول من أماكن سكنهم في أعالي الجبال وتوفير نمط معيشة أكثر حداثة، إلا أن ذلك لم يثن السكان عن الهجرة. 

أنشئت قرية شنيني قبل ألف عام بين الجبال بهدف حماية محاصيلها من أي غزاة، وقد غدت بعض الجبال المجاورة لها فارغة تماما اليوم، الأمر الذي حولها إلى منطقة جذب للسياح ولصناع الأفلام. 

يعتقد السكان أن قريتهم كانت مسرحا لقصة أصحاب الكهف الواردة في القرآن الكريم وهم يطلقون على مسجد قريتهم اسم مسجد "الرقود السبعة"، كما صنفت بعض معالم القرية ضمن التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو.