31-أكتوبر-2017

يعيش السوريون هلاووينهم بين رعبين أحدهما حقيقي ودامٍ وآخر للعبث (ماك ديارميد/Getty)

كافتريات ونوادٍ صغيرة تتحضر للهالووين السوري في وسط العاصمة التي تعيش فترة انتعاشها إلا من بعض قذائف الهاون التي تخطف بعض الأرواح أو تجرح جسدًا هنا وهناك، وبالمقابل ثمة موت حقيقي لأجسام صغيرة في الغوطة الشرقية تحولت من الجوع ونقص التغذية لأشباه وحوش تقترب من صورة رعب الهالووين في ليلة الاحتفال الكبرى.

بينما تستعد نواد في دمشق للاحتفال بالهالوين، ثمة أطفال في الغوطة الشرقية تحولت أجسامهم لأشباه وحوش تقترب من صورة رعب الهالوين

في دوما وسقبا وجوبر، المدن المتاخمة للعاصمة موت باحتفال مغاير، وهنا في تلك الأمكنة التي طالما كانت زوادة دمشق وسكانها من خضار وفاكهة ولحم صارت ملاذاً للجوعى من أهلها والوافدين إليها، وفيها وحدها هذه الساعات مئات الأطفال ينظرون إلى السماء حيث تنتظر أرواحهم التي تكاد تخرج من شدة السقم.

اقرأ/ي أيضًا: حصار مطبق على الغوطة الشرقية.. وأطفالها يموتون جوعاً

في باب توما وأقبية الفنادق من النجمة إلى الخمسة، تستعد قوافل المنتصرين في العاصمة لاحتفالات الهالووين، وبعضها بدأ ينشر صور التحضيرات واحتفالات بسيطة لأطفال ومراهقات، وهذا ما استفز مشاعر السوريين الذين لم تنته محرقتهم بعد، ولا تزال تستنزف أجيالهم على اختلافها.

الذين يعيشون في مناطق النظام ينظرون إلى الأمر بكونه يخل بأعراف السوريين وتقاليدهم ودينهم، ولكنهم لا يلتفتون إلى أولئك الذين يموتون جوعًا على بعد كيلومترات قليلة من أحيائهم، فالأمر عند وفاء سيوفي لا يتعدى إلا تقليد الغرب لذلك تستنكره. تكتب معلقة على منشور لحفل هالووين بدمشق: "شو عم يصير معنا ليش هنن بيعرفو عيد شو هاد المهم التقليد يا ريت يقلدوا الغرب بشيء ينفعنا"، أما تهاني المصري فلا تراه سوى ضربًا من الجنون: "عن جد وشو.. ناقصين جنان ومسخرا".

ردود الفعل من احتفالات الهالوين في سوريا

الهالووين يعتبره البعض عيدًا غربيًا بامتياز بالرغم ممن يرون أنه عيد شرقي قديم يعني عيد اليقطين، وأن الأمريكيين سرقوه من التاريخ السوري الآرامي بحسب ما جاء في جريدة الثورة السورية بمقال تحت عنوان "كيف سرق الأمريكيون عيد الهالافين "هالوين" السوري الآرامي..؟!).

كاتب المقال يؤكد رأيه بالقول: "لكن من يتعمق في التاريخ سيكتشف أنه سوري آرامي، وأن السوريين القدامى سبقوا الجميع إلى الاحتفال باليوم الأخير من تشرين الأول/ أكتوبر (نهاية موسم الحصاد)، وكان الآراميون يسمونه عيد الجميلات، ويعطون من يتزوج كميات من اليقطين، الأمر الذي يعني أن الأمريكيين سرقوا يوم الاحتفال وهو الليلة الأخيرة من تشرين الأول مع رمزه (اليقطين)".‏

استفزت الاستعدادات لهالوين مشاعر السوريين الذين لم تنته محرقتهم بعد، بينما اعتبرها البعض مخالفة لأعرافهم ودينهم

على الصفحات السورية، تذهب التعليقات نحو استغراب الاحتفال وخروجه عن تعاليم الإسلام، وأنه بدلاً من هكذا احتفالات لماذا لا يتم الاحتفال بعيد الأضحى بنفس البهجة التي يصنعها هؤلاء بالهالووين.. يعلق أحدهم: "يا ريت تحتفلوا بأعياد الأضحى هيك".

آخرون يعتقدون أن هذا العيد يرتبط بعبادة الشيطان وقد نشطت جماعات من الشباب بممارسة طقوس (الميتال) في دمشق منذ أكثر من عقد لذلك يرى البعض أن الهالووين جزء من طقوس هذه العبادة: "لأنه ما بيفهموا إنه الهالوين هو عيد الشيطان".. وتعلق أخرى بأنها طقوس رعب: "قال يعني ناقصنا رعب".

معلق اقترب من حقيقة ما يجري في سوريا على أنه رعب حقيقي وأن حياة السوريين كلهم "هالووين"، فلا يلزم عيد كهذا ليذكرهم بكل الرعب الذي يعيشونه: "حياتنا كلها هالوين مو ناقصنا".

ردود الفعل من احتفالات الهالوين في سوريا

وقد شهدت السنوات الماضية من المقتلة السورية احتفالات دائمة بالهالووين في فنادق الخمس نجوم، وبحضور فنانين ونخب اقتصادية. وهكذا يعيش السوريون "هلاووينهم" بين رعبين أحدهما حقيقي ودامٍ، وآخر للعبث. يذكر أن الهالووين أو عيد القدّيسين، هو احتفال يقام في ليلة 31 تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، عشية العيد المسيحي الغربي عيد جميع القديسين، ويكرس يوم جميع القديسين في التقاليد المسيحية احتفاءً وتكريمًا لجميع القديسين.

اقرأ/ي أيضًا:

المولد النبوي في تونس.. احتفالات وطقوس

رمضان المصري.. كيف كان موكب رؤية الهلال عبر العصور؟