01-مايو-2016

أحد الطواقم الإسعافية في حلب في محاولة للدخول لمكان تم قصفه لإنقاذ جرحي 30/4/2016 (Getty)

أطلق نشطاء مصريون على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، حملًة إلكترونية طالبوا فيها رواد الموقع الأكثر شهرًة على مستوى العالم الافتراضي، بتعطيل حسابتهم الشخصية اعتبارًا من الساعة الثانية عشرة ليلًا من منتصف ليل 30 نيسان/أبريل، وحتى الساعة الثانية عشرة ليلًا من منتصف ليل 1 أيار/مايو، تضامنًا مع ما تتعرض له مدينة حلب، من حملة عسكرية منظمة يقودها النظام السوري بالاشتراك مع الطيران الحربي الروسي.

طالب ناشطون موقع الفيسبوك بإتاحة تطبيق يسمح بتلوين صور الحسابات الشخصية باللون الأحمر، مثلما فعل الموقع عندما تعرضت باريس لهجمات إرهابية

وعبر منظمو الحملة عن غضبهم تجاه ما يحصل في حلب، من استهدافه للسكان المدنيين والمرافق الصحية، بقولهم: "إن حلب تحترق والنظام الأمريكي يدعم هذا الدمار، والفيسبوك مسيس يسكت عن هذه الفوضى مثل النظام الأمريكي"، آملين أن يتمكنوا من المساعدة، ولفت "أنظار العالم للدم اللي نازل من أطفالنا.. سوريا مش أقل من فرنسا اللي العالم كله ساندها".

اقرأ/ي أيضًا: حلب..الحداد أحمر

وعقب انتشار الحملة على موقع الفيسبوك، أبدى نشطاء الثورة السورية تفاعلهم مع الحملة، وبدأوا بنشرها عبر صفحات المواقع الاجتماعية في محاولة منهم لإيقاف نزيف الدم المتواصل منذ تسعة أيام في الأجزاء التي تسيطر عليها المعارضة السورية من حلب، بعد أن رفض النظام الروسي ضمها إلى ما عرف باسم "هدنة الصمت"، التي بدأت منذ منتصف ليل أمس، في كل من دمشق واللاذقية.

وبالتزامن مع الحملة التي أطلقت عبر موقع فيسبوك، ينظم النشطاء السوريون، في مختلف عواصم الشتات العربية والأوروبية، وقفًات تضامنية مع مدينة حلب، أمام مقرات السفارة الروسية، والسفارة السورية التابعة للنظام السوري، يطالبون فيها المجتمع الدولي بالتحرك العاجل، لإيقاف مجازر النظام السوري التي سقط فيها خلال الأيام الماضية المئات من القتلى وأكثر من ألف جريح.

كما تفاعل عدد كبير من المواقع الإلكترونية والمحطات الفضائية مع هاشتاغ حلب تحترق، الذي تصدر موقع تويتر يوم أمس، إلى جانب هاشتاغ أنقذوا حلب، وحلب تباد، الذي يبدوا أنه لم يحرك ساكنًا لدى الأمم المتحدة، بعد تصريحات موسكو الأخيرة، التي قالت بأنها لا تعتزم الضغط على نظام الأسد لإيقاف حملته العسكرية على حلب.

وفي محاولة من نشطاء الثورة السورية للفت الرأي العالمي لما تتعرض له مدينة حلب، توجه ناشطون إلى صفحة مؤسس موقع فيسبوك مارك زوكربيرغ، مطالبين من خلال التعليقات على منشوراته وصوره الشخصية، بإتاحة الموقع تطبيقًا يسمح بتلوين صور الحسابات الشخصية باللون الأحمر، مثلما فعل الموقع عندما تعرضت باريس وبلجيكا للهجمات الإرهابية.

اقرأ/ي أيضًا: الصمت الذي يليق بحلب

وكتب الناشطون على صفحة زوكربيرغ تعليقات باللغتين العربية والإنجليزية، قالوا فيها إننا "نطالب السيد مارك المحترم أن يضفي الصبغة الحمراء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وذلك تعبيرًا عن الاعتراض على مجازر بشار الأسد بحق المدنيين في حلب من باب الإنسانية وحق المساواة مع ضحايا فرنسا وبلجيكا".

بينما تصدر اللون الأحمر يوم أمس، الشاشة الخلفية لاستوديو قناة الجزيرة الفضائية عند بث برنامج حصاد اليوم، تضامنًا مع ضحايا الذين قصفوا بالطيران الحربي السوري، ومثلها فعلت شبكة تلفزيون العربي، التي وضعت إلى جانب الشاشة، هاشتاغ حلب تحترق داخل اللون الأحمر، الذي صبغ موقع الفيسبوك منذ صباح الأمس.

الحملات الإلكترونية التي ينظمها نشطاء الثورة السورية، لم تتوقف منذ أيام، إلا أن تكثيف النظام السوري قصفه للمناطق السكنية، ضاربًا بذلك جميع المواثيق الدولية، جعل الفيسبوك مصبوغًا بالأحمر، وهو غالبًا ما سيعود إلى اللون الأزرق، منذ منتصف ليل اليوم، إذ إن الحملة التي طالبت بتعطيل الحسابات الشخصية لمدة 24 ساعة، وصل عدد المشاركين فيها إلى ما يقارب مائة ألف مشارك، مع توقع بازدياد عدد المشاركين كل دقيقة، ما يجعلها من الحملات التي من الممكن أن تؤثر ولو جزئيًا على الصمت الدولي، تجاه ما يحصل في حلب الشهباء.

اقرأ/ي أيضًا:

غامبيا..دكتاتورية مخيفة لرئيس يحكم بالخرافة

كيف تواطأت داعش مع الأسد لجني 40 مليون دولار شهريًا