21-أغسطس-2021

يواجه بايدن عاصفة من الانتقادات بشأن عمليات الانسحاب من أفغانستان (Getty)

ألتراصوت- فريق الترجمة 

تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن في كلمة له يوم الجمعة، 20 آب/أغسطس، بإتمام عمليات إجلاء كافة الأمريكيين من أفغانستان، ودافع مجددًا عن الخطوات التي اتخذتها إدارته في عملية الانسحاب، والتي واجهت العديد من الانتقادات المحلية والدولية.

 اشتملت الكلمة التي ألقاها بايدن يوم أمس على عدد من المغالطات أو الادعاءات المضللة بشأن عمليات الانسحاب والإجلاء

وقد اشتملت الكلمة التي ألقاها بايدن يوم أمس على عدد من المغالطات أو الادعاءات المضللة بشأن عمليات الانسحاب والإجلاء، والتي شابتها حالة عارمة من الفوضى والهلع، خلال محاولة الأمريكيين وآلاف الأفغان مغادرة أفغانستان عبر مطار كابول.

وقد قدّمت نيويورك تايمز مراجعة لهذه الادعاءات المغلوطة ننقل ترجمتها هنا بتصرّف.

اقرأ/ي أيضًا: مقتل 12 أفغانيًا منذ بدء عمليات الإجلاء من كابول وتعقيدات مستمرة

 

  1. لم يشكّك أحد من حلفائنا حول العالم بمصداقيتنا

مضلّل: صحيح أن قادة الدول الحليفة للولايات المتحدة قد أبدوا تحفظًا على تقديم انتقادات علنية بشأن عملية الانسحاب الأمريكية والأخطاء التي وقعت في أفغانستان خلال الفترة الماضية، إلا أنّ شخصيات سياسية بارزة في حكومات تلك الدول أعربوا وبشكل صريح عن موقف ناقد يشكّك بسلامة الخطوات التي أقدمت عليها الإدارة الأمريكية ومصداقيتها.

ففي ألمانيا، وصف رئيس اللجنة البرلمانية للعلاقات الخارجية، الانحساب الأمريكي بأنه "سوء تقدير خطير من قبل الإدارة [الأمريكية] الحالية، وله تبعات طويلة المدى"، مؤكدًا على أنّ خطوة الانسحاب على النحو الذي جرت عليه قد تسببت "بإساءة بالغة للمصداقية السياسية والأخلاقية للغرب". أما آرمين لاشيت، زعيم حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، والمرشح خلافة أنجيلا ميركل، فقد وصف ما حصل بأنه "أكبر إخفاق" في تاريخ الناتو. أما ميركل نفسها، فقد انتقدت عملية الانسحاب بشكل غير علني، وفق ما نقلت وسائل إعلام ألمانية.

ولم يقتصر انتقاد الانسحاب الأمريكي بأخطائه العديدة التي تكشفت خلال الأسبوعين الماضيين على ألمانيا، فقد شكّك عدد من البرلمانيين في المملكة المتحدة بصورة الولايات المتحدة كحليف يمكن الاعتماد عليه، وقال توم توغندهات، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم البريطاني عن حزب المحافظين، إن ما حصل في أفغانستان يعدّ "أكبر كارثة في السياسة الخارجية" منذ أزمة قناة السويس عام 1956. وقال توغندهات: "علينا إعادة التفكير بكيفية التعامل مع الأصدقاء ونحدّد من هو الحليف الذي يمكن الاعتماد عليه، وأن نعطي أولوية لمصالحنا".

شابت عمليات الإجلاء في مطار كابول الكثير من الأخطاء (Getty)
  1. لقد قضينا على القاعدة في أفغانستان

مضلّل: صحيح أن تواجد تنظيم القاعدة في أفغانستان قد تراجع بشكل كبير منذ الغزو الأمريكي عام 2001، إلا أن بايدن قد جانب الصواب بادعائه أن تنظيم القاعدة لم يعد موجودًا في أفغانستان.

فوفق تقرير لمجلس الأمن في الأمم المتحدة في حزيران/يونيو الماضي، فإن للقاعدة وجودًا في 15 ولاية على الأقل من ولايات أفغانستان التي يبلغ عددها 34 ولاية. كما كشف مكتب المفتش العام في وزارة الدفاع الأمريكية في تقرير نشر يوم الأربعاء الماضي، 18 آب/أغسطس، أن "طالبات ما تزال متمسكة بعلاقاتها مع القاعدة، وتوفر لأعضاء التنظيم الإرهابي حاضنة في أفغانستان".

وفي تعليق مباشر على هذا الادعاء، أكّد جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون، في مؤتمر صحفي، أنه ما يزال للقاعدة حضور في أفغانستان.

  1. جميع الأمريكيين في أفغانستان تمكّنوا من الوصول إلى المطار

مضلّل: تشير تقارير من أفغانستان إلى عكس ذلك، وهو ما أكّده مسؤولون آخرون في الحكومة ممّن تحدثوا عن الظروف الصعبة التي يواجهها الأمريكيون في أفغانستان للوصول إلى المطار بشكل آمن.

وقد نشرت سفارة الولايات المتحدة في كابول تحذيرًا أمنيًا يوم الأربعاء الماضي جاء فيه أن "حكومة الولايات المتحدة قد لا تكون قادرة على ضمان الوصول الآمن إلى مطار حامد كرزاي الدولي".

وفي إجابة على سؤال صحفي يشكّك بادعاء الرئيس بايدن بشأن الوصول الآمن إلى المطار، قال نيد برايس، المتحدث الرسمي في وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزارة "تلقت عددًا محدودًا من التقارير التي تشير إلى تعرض مواطنين أمريكيين في أفغانستان إلى معيقات تحول دون وصولهم إلى المطار بطريقة أو بأخرى، أو أنهم واجهوا أي مصاعب أو مقاومة تمنعهم من ذلك".

تعرض العديد من المواطنين لصعوبات جمة قبل الوصول إلى مطار كابول (Getty)

كما أفاد جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون، في مؤتمره الصحفي، بأنه قد اطلع على "تقارير متفرقة بشأن عدم تمكّن بعض الأمريكيين من تجاوز بعض نقاط التفتيش [التي فرضتها قوات طالبان]، إلا أنّ الغالبية العظمى منهم قد تمكنوا من العبور".

وقد نقلت مجلة "بوليتيكو" أن وزير الدفاع الأمريكي ليود أوستين قد تحدث لأعضاء في الكونغرس يوم الجمعة، 20 آب/أغسطس، عن تعرض بعض الأمريكيين أثناء محاولة الوصول إلى المطار في كابول إلى أشكال من المضايقة والضرب من مسلحي الحركة.

تشير تقارير متفرقة إلى تعرض العديد من الأمريكيين لمضايقات واعتداءات من قبل مسلحين تابعين لحركة طالبان

كما ادعى مواطن أمريكي مقيم في أفغانستان، في حديث له مع قناة "إي بي سي نيوز" الأمريكية، بأنه شهد تعرّض مواطنين يحملون جواز السفر الأمريكي إلى مضايقات على نقاط تفتيش لحركة طالبان، وأن بعضهم قد منع من العبور إلى المطار. كما تحدثت مراسلة سي أن أن في كابول، كلاريسا وورد، عن تعرضها لصعوبات أثناء محاولتها الوصول إلى المطار.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

بايدن: قواتنا ستبقى في كابول حتى إخلاء آخر أمريكي

مقتل 12 أفغانيًا منذ بدء عمليات الإجلاء من كابول وتعقيدات مستمرة