كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الولايات المتحدة قدمت عروضًا متعددة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، بهدف قطع علاقاته مع إيران وتقويض نفوذها في المنطقة.
وبيّن التقرير، الذي نشرته الصحيفة اليوم الخميس، أن التطورات الأخيرة في سوريا تؤكد أن احتمالية نجاح هذه المحاولات باتت أقل من أي وقت مضى، مع تعزز دور إيران وروسيا في دعم النظام السوري في مواجهة الضغوط المتزايدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن ودول خليجية، عبر قنوات دبلوماسية سرية، قدمت للأسد عروضًا تضمنت مساعدات اقتصادية خليجية، وانسحاب القوات الأميركية من شمال شرقي سوريا، وتقليص العقوبات الأميركية أو رفعها جزئيًا، وفقًا لما ورد في تقرير "نيويورك تايمز".
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الولايات المتحدة قدمت عروضًا متعددة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، بهدف قطع علاقاته مع إيران وتقويض نفوذها في المنطقة.
وبحسب الصحيفة، تهدف هذه العروض إلى إبعاد الأسد عن تحالفه الاستراتيجي مع إيران وحزب الله، وإغلاق خطوط إمداد الأسلحة إلى لبنان. ومع ذلك، وعلى الرغم من الضغوط الدبلوماسية والعسكرية، أشار مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إلى أن الأسد يعتمد بشكل كبير على إيران للبقاء في السلطة، خصوصًا في ظل ما وصفوه بـ"ضعف شركائه التقليديين".
ومع تفاقم الهجمات الإسرائيلية على سوريا، تعهدت إيران وروسيا بتقديم مزيد من الدعم للأسد، مما يعزز التحالف بين الأطراف الثلاثة. ووفقًا لأندرو تابلر، المسؤول السابق في البيت الأبيض، فإن أي تحول كبير في سياسة الأسد تجاه إيران أصبح "غير مرجح في ظل الظروف الحالية"، حيث أصبحت إيران أكثر أهمية للنظام السوري من أي وقت مضى.
وعلى مدار الأشهر الماضية، صعّد الاحتلال الإسرائيلي هجماته الجوية على سوريا، مستهدفًا مواقع تابعة لحزب الله وإيران، من دمشق إلى تدمر، بهدف تعطيل عمليات تهريب الأسلحة. ومع ذلك، أكد مسؤول إسرائيلي للصحيفة أن هذه العمليات لم تتمكن من وقف تدفق الإمدادات إلى لبنان عبر الحدود والأنفاق السرية.
وأشار المسؤول ذاته إلى أن الجهود الدبلوماسية، بقيادة إسرائيل وبدعم من الولايات المتحدة ودول خليجية، تسعى للضغط على الأسد لقطع العلاقات مع طهران، لكنها تواجه تعقيدات كبيرة.
وتحدثت الصحيفة عن محاولات إسرائيلية للاستفادة من النفوذ الروسي في سوريا، حيث تضغط تل أبيب على موسكو للحد من نفوذ إيران في المناطق الجنوبية القريبة من الحدود الإسرائيلية. ومع ذلك، أكد دبلوماسيان أوروبيان للصحيفة أن الميليشيات المدعومة من إيران ما تزال تعمل بحرية في تلك المناطق، مما يحد من فعالية الدور الروسي.
وأضافت الصحيفة أن العلاقة بين موسكو وطهران معقدة، إذ تتنافس الدولتان على النفوذ والموارد في سوريا، لكنهما تتعاونان في دعم النظام السوري. كما تعتمد روسيا بشكل متزايد على إيران، سواء لتوفير طائرات مسيّرة في حربها ضد أوكرانيا، أو لدعم عملياتها العسكرية في سوريا.
وحذر دبلوماسيون وخبراء إقليميون في التقرير من أن استمرار القصف الإسرائيلي وتقدم المعارضة المسلحة في شمال سوريا قد يؤدي إلى تصعيد واسع النطاق. وأشاروا إلى أن انهيار النظام السوري أو زيادة الضغوط عليه قد يتسبب في فوضى إقليمية تمتد تداعياتها إلى الدول المجاورة، بما في ذلك لبنان والعراق.
وأشار موقع "العربي الجديد"، في تقرير له اليوم الخميس، إلى أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، طلب من رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، دعمًا مباشرًا لمواجهة قوات المعارضة السورية التي تواصل تقدمها في عدة مناطق، أبرزها على مشارف مدينة حماة. وجاء هذا الطلب خلال اتصال هاتفي بين الطرفين، وفقًا لمصادر مطلعة تحدثت لموقع "العربي الجديد"، والتي بيّنت أن الطلب السوري أثار نقاشات حادة داخل الأوساط السياسية العراقية، وسط تباين الآراء بشأن التدخل في الأزمة السورية.