16-مايو-2022
الانتحار في الولايات المتحدة

يعد الانتحار رابع أبرز سبب للوفاة بين المراهقين في الولايات المتحدة (NYT)

كشف تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز أن مئات المراهقين الأمريكيين الذي يحاولون الانتحار يخضعون للمراقبة الحثيثة في أقسام الطوارئ عبر المستشفيات المختلفة، كلّ ليلة، في ظلّ عدم توفّر متسع لهم في مراكز العناية النفسية المتخصصة بهذه الحالات.

يبلغ معدل الانتحار في الولايات المتحدة 14.5 حالة بين لكل 100 ألف نسمة 

وقد أوضح التقرير أن مراهقين يتم نقلهم إلى غرف الطوارئ بعد محاولتهم الانتحار، لتلقي العلاج الأولي، ولا يغادرون إلى المراكز المتخصصة لمتابعة حالاتهم إلى بعد فترة تتجاوز 10 أيام بالمعدّل، إلى أن يتاح شاغر للانضمام إلى برنامج رعاية نفسيّة ومتابعة من قبل المختصين النفسيين، وهو ما يلقي الضوء على كارثة وطنية في الولايات المتحدة بشأن ظاهرة الانتحار بين الشباب صغار السنّ وصحتهم النفسية والذهنية.

انتحار المراهقين في الولايات المتحدة

فعبر الولايات المتحدة تعجّ أقسام الطوارئ كل ليلة بمراهقين ومراهقات قرروا محاولة إنهاء حياتهم بطريقة أو بأخرى، حيث يتم استقبالهم في تلك الأقسام وإنقاذهم، وإبقاؤهم فيها بعيدًا عن مصادر الخطر إلى أن يتوفّر لهم مكان ملائم لتحويلهم إليه ومتابعة أوضاعهم الصحية النفسية، لضمان عدم تكرار محاولة الانتحار، خاصة أولئك الذين يقرر الطبيب أنهم يشكلون خطرًا على أنفسهم أو على الآخرين، ولا يمكن السماح لهم بالعودة إلى منازلهم. ومع الارتفاع المتواصل بعدد هذه الحالات، فإن النظام الطبي في الولايات المتحدة قد فشل وعجز عن استيعاب المعضلة الكارثية.


مقالات قد تهمك: 

الناجون من الانتحار في الأردن... ما الذي يحدث بعد أن تكتب لهم الحياة؟

الانتحار "جريمة" في 20 دولة حول العالم.. تعرّف إليها

إنه لأمر فظيع أن تقدِم على الانتحار


ففي الولايات المتحدة، يبلغ عدد مرافق العلاج التي توفّر خيار الإقامة فيها للأشخاص تحت سن 18 عامًا حوالي 592 مركزًا في العام 2020، علمًا أن عددها كان 848 في العام 2012، وهو تراجع بنسبة ثلاثين بالمئة بحسب آخر البيانات التي استعرضها تقرير نيويورك تايمز. ويعزى هذا التراجع في أعداد هذه المراكز إلى سياسة لدى الهيئات المعنيّة افترضت أن حالات الصحة الذهنية بين هذه الفئة من الأمريكيين تتجه نحو الانخفاض، هذا بالإضافة إلى الظروف التي فرضتها جائحة كوفيد-19 والتي زادت الضغط على المرافق واضطرار تحويل بعضها لصالح التعامل مع حالات العدوى والإصابات التي تحتاج إلى متابعة، علمًا أن عدد الوفيات في الولايات المتحدة بسبب كورونا يقدّر بحوالي مليون مواطن أمريكي بحسب آخر التقديرات.

ضمن هذا السياق، يضطر الأطباء في أقسام الطوارئ في المستشفيات الأمريكية إلى التعامل مع الحالات الأشد خطورة للمراهقين الذي يعانون من مشاكل ذهنية ونفسية بالغة، حيث يرفضون إخلاء سبيلهم إلى المنازل خوفًا على حياتهم أو سلامة من حولهم، ويطلب الطبيب الإبقاء على مثل هذه الحالات داخل المستشفى إلى حين توفّر شاغر له في أحد المراكز الحكومية المختصة بالرعاية النفسية، مهما تطلب ذلك من وقت. وعلى الرغم من مطالبة بعض الأهالي السماح لهم بأخذ ابنهم إلى المنزل والتعامل معه ورعايته، إلا أن الطبيب المسؤول يكون حريصًا على التعامل مع سؤال بالغ الدقّة في هذه الحالة، وهو: هل من الآمن للمراهق ومن حوله أن يعود إلى المنزل في هذه الحالة؟ ولاسيما أن حالات سابقة قد أخرجت من المستشفى، لتعاود الانتحار في نفس الليلة.

الانتحار

يذكر أن معدل الانتحار في الولايات المتحدة قد بلغ 14.5 (لكل 100 ألف) في العام 2021، ويعد الانتحار أحد أبرز عوامل الوفيات بين الأمريكيين، وهو في المرتبة العاشرة بين أبرز أسباب الوفاة على مستوى مجمل السكّان، في حين يعدّ رابع أبرز سبب للوفاة بين المراهقين في الفئة العمرية بين 15 إلى 19 عامًا.

يعدّ الانتحار رابع أبرز سبب للوفاة بين المراهقين في الفئة العمرية بين 15 إلى 19 عامًا

وقد تزايد معدل الانتحار بين المراهقين الشباب وحتى الأطفال في العام الماضي، بواقع 13 بالمئة بين الفتيان من سن 10 إلى 14 عامًا. ويعدّ الانتحار أكثر شيوعًا بين الذكور، بواقع أربعة من بين كل خمس حالات. أما المعدّلات الأعلى للانتحار، فكانت بين الرجال فوق 75 عامًا، وبين الرجال من سن 25 إلى 34 عامًا. أما بين النساء، فكان المعدل الأعلى بين الفئة العمرية 45 إلى 54 عامًا. أما إجمالي عدد حالات الانتحار في العام 2021، فقد بلغت 45،855 حالة، بحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ الأمريكية.