14-يناير-2022

نيكول كيدمان (Getty)

ألترا صوت - فريق الترجمة

وهي طفلة في أستراليا، لم يكن يُسمح لنيكول كيدمان أن تقضي الكثير من الوقت على الشاطئ مثل بقية الأطفال، وذلك لحساسية بشرتها التي كانت تتعرض للاحتراق بسهولة من الشمس حين تسفعها بحرارتها العالية في منتصف النهار. بدلًا من ذلك أمضت معظم وقتها في البيت، برفقة الكتب.

ترى نيكول كيدمان أنّها قد كانت محظوظة للغاية فيما يتعلق بوالديها وعلاقتها بهما، وكيف ساعداها وشجعاها على الخروج إلى العالم في سن مبكرة

تقول كيدمان في حوار لها مع شبكة NPR الأمريكية، إنها تقمصت جميع شخصيات إحدى مسرحيات تشيخوف، وهي في غرفتها، في مختلف الأوقات من النهار أو الليل. وتضيف الممثلة الشهيرة: "لم أكن أعلم أن ذلك سيقودني إلى عالم التمثيل".

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "Dogville".. الميزانية ليست عائقًا أمام الإبداع

ترجع كيدمان الفضل في موهبتها في التمثيل إلى القراءة، وليس من الغريب أن مسيرتها قد بدأت في سن مبكرة جدًا، وهي لم تتجاوز بعد 14 عامًا، حيث مثلت دورًا أساسيًا في فيلم "Dead Calm" عام 1989. واستمرّ صعود كيدمان العالمي حتى حازت على الأوسكار عام 2003، عن دورها المعروف في فيلم "The Hours".

ترجو كيدمان أن تستمر القيام بما تحبّ حتى نهاية أيامها، مشيرة إلى أنّها تشعر بالرضا عن نفسها، لأنها حين بلغت الأربعين كانت قد عملت مع بعض كبار المخرجين في هوليوود، من أمثال ستانلي كوبريك، وجين كامبيون، وباز لورمان، وغيرهم، وهي قائمة تقول إنّها تشعرها بالرهبة كلما فكرت بها.

وفي ذات الحوار، تطرقت كيدمان للحديث عن علاقتها بأبيها، وهو طبيب نفسي مارس أساليب العالج السلوكي الإدراكي، وتقول إنها لطالما قاومت ورفضت أن يمارس أبوها هذا الطبّ عليها، وتقول له: "إياّك وأن تجرب ذلك عليّ". تقول كيدمان: "حين كان يبدأ أبي بالحديث بلغته العلاجية تلك، كأنّه يمهّد لخطوة لاحقة، أبادره بالقول: "كفّ عن ذلك، دعك من هذا!، أنا ابنتك، لا تتكلم معي بهذه الطريقة!". وتقول كيدمان إن ردّها ذاك كان ردًا طبيعيًا من فتاة مراهقة أمام محاولة أبيها للمساعدة، والتي تبدو لها كأنها محاولة للسيطرة. وتتابع: "كنت بعدها حين أقع في مشكلة أناديه وأقول: "ساعدني"، فيأتي أبي ويتحدث إلي، وقد أفادني ذلك وساعدني كثيرًا".

مع ذلك ترى كيدمان أنّها قد كانت محظوظة للغاية فيما يتعلق بوالديها وعلاقتها بهما، وكيف ساعداها وشجعاها على الخروج إلى العالم في سن مبكرة، رغم آثار البعاد عليها. تقول كيدمان: "بدأت العمل بسن الرابعة عشرة، ولم يتمكنا من التواجد معي كثيرًا، فاتفقا مع مرافقة أو معلمة لتكون بصحبتي أثناء غيابي. دخلت عالم السينما، في سنّ مبكرة جدًا، ومنذ دخولي هذا المجال، في سن الرابعة عشرة، تضاءل حضور الوالدين في حياتي، وكان لذلك آثاره بالطبع. غير أن اتصالي لم ينقطع معهم طويلًا، وكثيرًا ما لجأت إلى الهاتف، لاتصل بهما، فيتحدثان معي كلّ مرّة مطولًا، بلا حدود".

عملت نيكول كيدمان مع كبار المخرجين في هوليوود، من أمثال ستانلي كوبريك وجين كامبيون وباز لورمان، وهي تشعر بالرهبة كلما فكرت بهم

كما يُعرف عن نيكول كيدمان علاقتها المتينة بالمخرج الراحل ستانلي كوبريك، وقد سألها المذيع عن كيف تلقّت نبأ وفاته وقالت: "يوم وفاته، قال لي، سأتصل بك غدًا، ولكن خطر لي أن أبادر وأتصل به ليلتها، وقبل أن أفعل، وردني اتصال صباح اليوم التالي، وكنت رفقة طفليّ الصغيرين، وتلقيت خبر الوفاة، فأسقط في يدي، ورميت الهاتف، وبدأت بالعويل، وهو أمر ما كان يجب أن أفعله أمام الأطفال. لم أتمالك نفسي، كان خبرًا فظيعًا، فظيعًا".

اقرأ/ي أيضًا: أجمل أفلام العبقري ستانلي كوبريك..الشغف وهوس الكمال

وتتابع: "لقد أحببت ستانلي، وقد كان رحيله المفاجئ المبكر مرعبًا. لكني كذلك فقدت أبي فجأة، وكذا المخرج الراحل جان مارك فاليه، وكلهم رحلوا مبكرًا، لكنك سرعان ما تقول في نفسك معزيًا، إنهم على الأقل رحلوا بلا ألم. الألم أصابنا نحن، أما هم، فرحلوا بسلام".

 

اقرأ/ي أيضًا:

أفضل 16 فيلمًا على الإطلاق للمخرج الأمريكي ستانلي كوبريك

أودري تاتو.. من هو الفنّان؟