27-يونيو-2018

ماركوس روخو ينقذ الأرجنتين ويسجّل هدف الفوز على نيجيريا (Getty)

تنفّست جماهير الأرجنتين الصعداء بعد أن نجح التانغو بشق الأنفس في التأهّل لدور الـ16 من مونديال روسيا 2018، وذلك عقب فوزه الدرامي على نيجيريا بهدفين لواحد في الجولة الأخيرة من المجموعة الرابعة، فوزٌ منح زملاء ليونيل ميسي بطاقة التأهل إثر انتهاء مباراة كرواتيا وآيسلندا في المجموعة ذاتها بفوز الكروات 2-1، فتصدّروا المجموعة بتسع نقاط، وحلّت الأرجنتين بالمركز الثاني بعد تحصيلها لأربع نقاط، تاركة لنيجيريا المركز الثالث بثلاث نقاط، فيما اكتفت آيسلندا بنقطة يتيمة.

فازت الأرجنتين على نيجيريا في كل لقاءاتهما المونديالية الخمس التي جمعتهما بفارق هدف

تعرّضت الأرجنتين لنكبة في الجولة الأولى بتعادلها الخاسر مع آيسلندا، أتبعت ذلك بنكسة تاريخية في الجولة الثانية، عندما تلقّت خسارة موجعة بأقدام كرواتيا 3-0، وهنا كان لزاماً على كتيبة المدرّب خورخي سامباولي الفوز على نيجيريا بفارق يفوق الفوز التي ستحقّقه آيسلندا على كرواتيا إن حدث، فالفريق الإسكندنافي تعادل مع الأرجنتين بعدد النقاط وفي المواجهات المباشرة، لكنّه تفوّق عليه بفارق الأهداف، ولكنّ مهمّة الأرجنتين الصعبة عاشت بين متناقضَين اثنين، فالفريق الأفريقي يطمح كثيراً لتحصيل نقطة التعادل الكافية لمرافقة كرواتيا إلى دور الـ16، وهو ما سيشكّل حافزاً هائلاً لهم في مواجهة زملاء ميسّي، ولكنّهم مهزومون تاريخياً أمام التانغو بدرجة كبيرة، وهو ما عوّل عليه مارادونا والملايين من محبّي الفريق المخطّط باللونين السماوي والأبيض، فبينهم وبين مواجهات نيجيريا في تاريخ بطولات كأس العالم قصّة عشق لا تنتهي.

اقرأ/ي أيضًا:  كرواتيا تصفع الأرجنتين في كأس العالم.. وأداء هزيل لميسي ورفاقه

شاركت نيجيريا بكأس العالم ست مرّات أعوام 1994 و 1998 و 2002 و2006 و2014 ، إضافة إلى النسخة الحالية في روسيا 2014، ووضعتها القرعة في خمس من المرّات الست بجوار الأرجنتين في مجموعة واحدة، وجعل الفريق الأفريقي من نفسه بوّابة لعبور التانغو إلى الدور التالي، وذلك على الرغم من قهره للعديد من الفرق الكبرى كما فعل مع بلغاريا القويّة في 1994، وإسبانيا في 1998، وهي النسخة الوحيدة التي لم تضع القرعة بها نيجيريا مع الأرجنتين في ذات المجموعة.

لهذا تفاءل الأرجنتينيون كثيراً عندما تأكّدوا أن الحسم سيكون مع نيجيريا، ففي المواجهات المونديالية السابقة انتصرت الأرجنتين بنسخة 1994 في أمريكا 2-1، وكرّرت فوزها في 2002 بهدف لباتيستوتا، واكتفت بالنتيجة ذاتها في مونديال ألمانيا 2006، وعادت وانتصرت في كأس العالم 2014 بالبرازيل 3-2. وفي البطولة الحالية احتاجت الأرجنتين لنيجيريا مرّتين، كانت الأولى عندما كسرت كرواتيا ظهرها بخسارة ثقيلة، فاضطر ميسي ورفاقه لتشجيع الفريق الأفريقي عبر شاشات التلفزة، من أجل انتظار خدمة ذهبية تتجلّى بإلحاق الخسارة بالفريق الآيسلندي والحفاظ على آمال الأرجنتين في البقاء، واحتاجت التانغو نيجيريا في المرّة الثانية بالطبع عندما رغبت أن تواجهها هي بالذات في مباراة الحسم، لأنّها تدرك مدى النحس الذي سيلازم النيجيريين إن قابلوهم في كأس العالم، وهو ما حدث بالفعل، فانتصرت الأرجنتين على نيجيريا للمرة الخامسة موندياليّاً 2-1، وكان من اللافت أن كلّ المباريات السابقة التي جمعت بين الفريقين انتهت بفارق هدف واحد.

اقرأ/ي أيضًا: الجميع يبكي الأرجنتين في كأس العالم 2002

 استمع خورخي سامباولي لكلمات اللّوم التي طالته عندما عدّل تشكيلته التي خاضت مباراة كرواتيا، إذ لعب أساسياً في هذا اللقاء كل من ماركوس روخو ودي ماريا وبانيغا، ومع بداية المباراة استطاع ليونيل ميسّي أن يكسر صيامه عن التسجيل في كأس العالم، والذي لازمه منذ الدور الأول في مونديال البرازيل 2014، وتحديداً في دور المجموعات أمام نيجيريا نفسها..!

كان آخر هدف لميسي في كأس العالم بمونديال البرازيل 2014، وأتى هذا الهدف في مرمى نيجيريا نفسها

ولم يستغلّ غونزالو هيغواين انفراده بحارس مرمى النسور الخضر في الدقيقة 38، فسدد الكرة بجسم الحارس الشاب فرانسيس أوزهو، والذي يبلغ من العمر 19 عاماً، وهو أصغر حارس في البطولة، وفي الشوط الثاني بادرت نيجيريا للهجوم، وسنحت لها ركلة جزاء ترجمها بنجاح فيكتور موسيس، وهنا عاد الإحباط في صفوف الأرجنتين، وسادت العصبية وعدم التركيز الشديدان بين اللاعبين، فافتقدوا الكرة بين أقدامهم أكثر من 4 مرّات لأسباب غريبة جدّاً، فطوراً يسقط اللاعب فجأة دون أي ضغط من لاعب منافس، وتارةً يركض مع الكرة وتطول عنه دون أي مزاحمة عليه.

مع تكتّل نيجيريا الدفاعي الناجح والمنظّم دخل اليأس في نفوس زملاء ميسّي، استغلّ رفاق أحمد موسى ذلك وشنّوا هجمات مرتدّة بالغة الخطورة، ومع اقتراب المباراة من نهايتها استطاع المدافع ماركوس روخو أن يترجم كرة عرضيّة داخل شباك نيجيريا، معلناً إنقاذ بلاده من فضيحة كرويّة تاريخية كادت أن تعصف بها، ومؤكّداً على تفوّق الأرجنتين التاريخي، وأن نيجيريا أكثر فريق يجلب السعد لأبطال العالم مرّتين.     

 

اقرأ/ي أيضًا:

ألمانيا تعود في الرمق الأخير.. قلب القواعد على عادة "المانشافت"

عندما قام مارادونا بكلّ شيء في كأس العالم 1986