09-يونيو-2020

فاسيلي كاندنسكي

اخترت أنْ أكون قطعة طينٍ بين يديك

ألَيس أصلُ الخلق طينًا و أصل الفنّ هو أناملُك

أنا رمّال أنثر كلمات الحبّ و فوقها أرمي بعضًا من حصى أوجاعي، و أصدافٍ لا تردد صوت أمواج البحر،

فقط صوتٌ يُقال عنه الأمل،

محبوسٌ داخلها كجنّي..

أصنع بينها خطوطا للعابرين و أقرأ لهم حظًّا ليس كحظّي و مستقبلا لا أعلمه.. أمارس هذه الحيلة حتى أقتات في زمن لست فيه مثلما أريد..

أعيدي تشكيلي كما تريدين،

لكن لا تجعليني أنا.. المتعب،

خذي بشغفٍ حفنة من طين و احكمي بقبضتيك و انفخي فيها..

أنا رجل هوائي فلا تخلطيني بالماء حتى لا أغرق،

أحمل أسْفارا من الحُبِّ،

و أجوبُ ثنايا القلب علّني أصِل،

أقتاتُ الشّوق و راحلتي مرهقة،

فمتى ارتاح حتى أجفِّف دمع الأحزان..؟!

ذات يوم حطّ نورسٌ فوق كتفي،

حسِبت أنّ لي جناحين و أنّي سيّد الأرض و السّماء..

جرّبت الطيران،

خفّقتُ عاليًا،

حتّى نسيتُ نفسي و نسيتُ أنّ الطيور لأوكارها تعود..

اختفى ذلك النّورس بين الغيوم و تركني،

بلا جناح..

من يومها و أنا أخاف النوارس..

و ذلك الصدى في صدري يردّد،

لا تكتُب نصًّا فوق يديّ امرأة فاتنة،

لأنّ نهديها سيتوسّلان الحُبّ..

ستخبُز أنوثتها بقليل من الشّغف و بعضًا من زهر اللوز،

تتذكّرُ أنّها تُفضِّل شذى الفانيليا ذلك المنبعث من جسدها،

فتضيفه أيضًا غير آبهة..

و تنسى أنّ لكَ طعما..

لا تكتُب نصًّا و أنتَ منتشٍ بالحُبّ،

فصفعة خذلان ستجعلُك معلّقًا بالمنتصف،

منكسرًا،

مُشرّدًا بلا خطى..

و تمرّ هي إلى حيثُ لن تصِل أبدًا..

لا تكتب شيئًا،

ما دُمتَ غارقًا تبحثُ عن المعنى المفقود..

 
 
اقرأ/ي أيضًا:
دلالات: