25-أكتوبر-2015

من بائعة النعناع (مي مصطفى)

افتتحت مساء الجمعة 23 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، الدورة العاشرة من "مهرجان نواكشوط للفيلم القصير" بعرض الفيلم الموريتاني "بائعة النعناع" لمخرجه سالم دندو، الذي يعتبر أول فيلم روائي طويل من إنتاج موريتاني، وهو مُهدى إلى روح المصور الفوتوغرافي والسينمائي الموريتاني الراحل محمد ولد السالك.

يعتبر فيلم "بائعة النعناع" أول فيلم من إنتاج موريتاني 100%

المهرجان احتفى أيضًا بتأبين عدد من الراحلين الموريتانيين في مجالات الثقافة والسينما، وهم السينمائي محمد ولد همام أحد أوائل المختصين الأكاديميين في مجال الإنتاج والعرض السينمائي، والمؤرخ الثقافي والمسرحي محمد سعيد ولد همدي، والشاعر الموريتاني الزنجي "جبريل همت لي" الذي دعا خلال حياته ونصوصه إلى وحدة الشعب الموريتاني والاعتناء بتنوعه الثقافي.

وقال مخرج فلم بائعة النعناع سالم دندو في تصريح لـ "ألترا صوت": "إن الفيلم ما كان ليرى النور لولا وجود منتج موريتاني قبل تمويل الفيلم والوقوف جنبًا إلى جنب مع السينمائي الموريتاني، وهو يريد صناعة شيء مختلف ويقدم صورة محلية للمواطن، بدلًا من الصور المستوردة والتي لا يرى فيها الجمهور نفسه".

تبلغ مدة الفلم الموريتاني الروائي "بائعة النعناع" 70 دقيقة، تم استغلالها لسرد حكاية فتاة صغيرة تدعى "تيتا" تعيش مع والدتها في بيت فقير ويعيشان على بيع النعناع وسط العاصمة نواكشوط في فترة بداية التسعينيات، "تيتا" ستتعرف على مصور فوتوغرافي موسى يملك معملًا للتصوير وتحميض الصور، تتعلم على يديه فن التصوير وتشرع في تصوير جميع المشاهد التي تمر بها يوميًا في حياتها، معبرة بلغة الصورة، وهي تعاني من مشاكل في النطق والسمع، تلك الموهبة الشابة عند الفتاة سوف تساهم (نهاية الفلم) في تصويرها ملامح رجل يبيع مادة التبغ لأمها لتبيعها في السوق، التي ستتعرض للاعتقال بعد اكتشاف الشرطة أن ما تبيعه هو مخدرات.

اقرأ/ي أيضًا: المغربي الذي عاد حيًّا من سوريا

انتظر المئات من جمهور المهرجان عرض فلم "بائعة النعناع" الذي شهد حدثًا حزينًا، حين يموت المصور موسى وهو يحمل في يده صورة صديقه المصور الفوتوغرافي المتوفى (المصور الموريتاني الراحل محمد ولد السالك). يضم الفيلم العديد من الأحداث التي تبرز ملامح الحياة في مدينة نواكشوط في فترة التسعينيات، وهشاشة البنية التحتية، ونمط حياة الطبقات الهشة من خلال حياة أسرة الفتاة "تيتا" التي تبيع برفقة أصدقائها النعناع الذي تجلبه أمها من الحقول الموجودة في أطراف المدينة، وترتبط من خلال زواج سري مع رجل يستغلها في تجارة المخدرات دون أن تعلم، حين ربطها بموزع للمخدرات سوف يتم اكتشاف أنه أحد ضباط الشرطة الذين حققوا معها.

وعرض ضمن الأمسية السينمائية الأولى بمهرجان نواكشوط للفلم القصير عدد من الأفلام وهي: "الصياد" لمخرجه سيدي محمد بيلاهي، وفيلم "الماريجوانا" لمخرجه عالي ولد ديده المشاركين في مسابقة أفلام الورشات، وفلم "كومن" لمخرجه "دمبا كان" ضمن فقرة ذكريات المهرجان. 

دأب "نواكشوط للفيلم القصير" على دعم مجالات أخرى، وفي الدورة الحالية أدرج في برنامجه مسابقة الفيديو كليب

السودان وهي ضيف شرف المهرجان لهذا العام، تم عرض أحد أفلامها المشاركة في المسابقة الدولية يحمل عنوان "الخطيئة" لسامي الجلابي وتبلغ مدته 23 دقيقة، كما تم عرض الفلم المغربي "دوار السوليما" لمخرجته أسماء المدير ومدته 29 دقيقة.

مدير مهرجان نواكشوط للفلم القصير محمد ولد إدوم قال لـ "ألترا صوت" إن من عادة المهرجان أن ينفتح على مجالات أخرى لدعمها وتشجيعها وأن المهرجان لهذا العام أدرج مسابقة الفيديو كليب وهي مسابقة مستحدثة تنضاف إلى المسابقات الثلاث الورشات للهواة، والوطنية للأفلام المحلية، والدولية للأفلام المشاركة من خارج موريتانيا". ويؤكد ولد إدوم "أن إتاحة الفرصة للمخرجين الشباب والذين برعوا في إنتاج الفيديو كليب مهم للغاية بمقابل عدم السماح لبث إنتاجهم الفنية على القنوات الموريتانية الخاصة ولا الرسمية".

وكان أول عرض ضمن هذه المسابقة لفيديو كليب يحمل عنوان "واقعنا فاصل" لمخرجه أحمد محمد طالب عثمان، وتنافس على جائزة هذه المسابقة العديد من الفيديو كليب من أبرزها "طفيل بحلمي" غناء حمزة براين وإخراج علي باريك، و"ابتسم" غناء وإخراج عبد الرحمن محمد، وفيديو كليب "الاستقلال" غناء خدجو وإخراج سيدي كان.

اقرأ/ي أيضًا: مرحبًا بك في راب العصابات