30-سبتمبر-2020

الأمير الجديد للكويت نواف الأحمد الجابر الصباح (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

أصدر مجلس الوزراء الكويتي بيانًا يعلن من خلاله بمناداة ولي العهد نواف الأحمد الجابر الصباح (83 عامًا) أميرًا للكويت، وقال المجلس في بيانه الذي نشرته وكالة الأنباء الكويتية إنه "عملًا بأحكام الدستور والمادة الرابعة من القانون رقم 4 لسنة 1964 في شأن أحكام توارث الإمارة فإن مجلس الوزراء ينادي بولي عهده حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أميرًا للكويت".

تشير السيرة الذاتية لأمير الكويت الـ16 نواف الأحمد إلى أنه الابن السادس لأمير الكويت العاشر أحمد الجابر الصباح، كما أنه الأخ غير الشقيق لأمير البلاد الـ15 صباح الجابر الأحمد الصباح 

تشير السيرة الذاتية لأمير الكويت الـ16 نواف الأحمد إلى أنه الابن السادس لأمير الكويت العاشر أحمد الجابر الصباح، كما أنه الأخ غير الشقيق لأمير البلاد الـ15 صباح الجابر الأحمد الصباح (1929 – 2020)، ويرجع تاريخ ميلاد نواف الأحمد إلى حزيران/يونيو 1937 في مدينة الكويت حيث نشأ في قصر دسمان بيت الحكم حينها، وكما الحال مع أشقائه تلقى تعليمه في مدارس الكويت الرسمية.

لا يختلف صعود نواف الأحمد في هرم السلطة بالشيء الذي يذكر عن صعود الأمراء في الأسرة الحاكمة، من حيثُ أنه دخل الحياة السياسية في بداياتها على الصعيد الداخلي بتعيينه في منصب محافظ محافظة حولي الواقعة على ساحل الخليج في عام 1962، واستمر في منصبه محافظًا حتى تعيينه في منصب وزير الداخلية في عام 1978، وفي عام 1988 عين في منصب وزير الدفاع، قبل أن يستلم حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في الفترة التي أعقبت تحرير الكويت من الغزو العراقي في عام 1991.

واستمر في منصبه الوزراي لما يقارب ثلاثة أعوام، قبل أن يصدر أمر جديد بتعيينه نائبًا للحرس الوطني في عام 1994، ثم يعود بعدها إلى الحكومة الكويتية بمنصب وزير الداخلية ونائب رئيس مجلس الوزراء في عام 2003، وفي عام 2006 تمت تزكيته ليشغل منصب ولي العهد في البلاد، وبعد دخول أمير البلاد صباح الجابر الأحمد الصباح إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية، صدر قرار أميري يفوض نواف الأحمد بممارسة "بعض اختصاصات" أمير البلاد "الدستورية مؤقتًا" في تموز/يوليو الماضي.

وينظر لنواف الأحمد على أنه المؤسس لحقيقي لوزارة الداخلية الكويتية والأب الروحي لها، كما ينسب إليه خلال الفترة التي قضاها في وزارة الداخلية عمله على تطوير إستراتيجية لمنظومة أمنية متكاملة، وتحديث القطاعات الأمنية، وتطوير العمل الشرطي والنهوض به، انطلاقًا من هدفه الرئيسي في حفظ الأمن والاستقرار على المستوى الوطني للكويت.

ويعتبر اختيار نواف الأحمد أميرًا للبلاد سابقة في تاريخ الأسرة الحاكمة في الكويت، والتي كانت تخضع للعرف الذي وضعه الأمير مبارك الصباح المعروف بـ"مبارك الكبير" (1837 – 1915)، بإقراره تناوب إمارة البلاد بين ذرية ولديه جابر مبارك الصباح (1860 – 1917) وسالم مبارك الصباح (1864–1921)، على أن تكون مداولة الإمارة وولاية العهد بالتناوب بين العائلتين، غير أن هذا العرف كُسر باختيار صباح الأحمد لأخيه غير الشقيق وليًا للعهد، حيثُ أن كلاهما من فرع جابر مبارك.

لكن اختيار نواف الأحمد قد يثير إشكالية باعتبار أن غالبية الأمراء الذين يتولون منصب أمير البلاد غالبيتهم أعمارهم كبيرة، بحيث يبقى الجيل الجديد بعيدًا عن المناصب القيادية أو الحساسة في البلاد، وهو الأمر الذي أثاره بايلي ويندر في تقرير نشره مركز كارنيغي للشرق الأوسط في آب/أغسطس الماضي.

فضلًا عن وجود تساؤلات عديدة مرتبطة بهوية الأمير الذي من الممكن اختياره لمنصب ولي العهد، ومن المعروف أن الأمير الذي يجري اختياره لمنصب ولي العهد يتوجب عليه الحصول على موافقة الأكثرية في مجلس الأمة، ويرى ويندر بأنه على المرشح للمنصب امتلاك "علاقات وثيقة مع النواب".

وفيما لا تزال هوية ولي العهد الجديد مجهولة، فإن ويندر توقع أن يصوت مجلس الأمة على اختيار وزير الدفاع الأسبق ناصر صباح الصباح (72 عامًا)، الذي أثبت "ثقة بالنفس في الميدان العام"، وغالبًا ما يظهر في الإعلام المحلي موجهًا اتهامات بالفساد لخصومه، وهو الأمر الواضح عند مراجعة تغريداته عبر صفحته الرسمية على منصة تويتر للتواصل الاجتماعي، وحتى عندما قدم استقالته من منصبه على خلفية الإنفاق الحكومي، وأكد أن قضية اختلاس ملايين الدولارات من وزارة الدفاع كانت قبل توليه المنصب.

ينظر لنواف الأحمد على أنه المؤسس لحقيقي لوزارة الداخلية الكويتية والأب الروحي لها، كما ينسب إليه خلال الفترة التي قضاها في وزارة الداخلية عمله على تطوير إستراتيجية لمنظومة أمنية متكاملة

ووفقًا لموقع BBC الإلكتروني فإن ملف العلاقات الخارجية سيكون من ضمن أبرز أولويات أمير البلاد الجديد، حيث يتولى مهامه في وقت تشهد فيه منطقة الخليج تغيرات كبرى، فالأزمة الخليجية لا تزال مستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، والكويت وسلطنة عمان لم تنضما إلى السعودية والبحرين والإمارات في الحصار المفروض على قطر، كذلك لم تنضم الكويت إلى البحرين والإمارات في التطبيع مع إسرائيل. كما تشهد المنطقة توترًا متزايدًا في العلاقات بين السعودية وإيران.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الكويت تنعى أميرها صباح الأحمد الجابر الصباح "عميد الدبلوماسيين العرب"

اتصالات أمريكية بُعمان والبحرين.. وموقف كويتي "لن يتغير" ضد التطبيع