01-يونيو-2023
ونت

تغير لون مياه النهر أثار الفزع بين سكان دمشق. (تويتر)

انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور تظهر تصبغ مياه نهر بردى في دمشق باللون الأحمر، وقد أثارت المشاهد تساؤلات وتكهنات كثيرة عن أسباب هذه الظاهرة الغريبة

النظام السوري من ناحيته قال على لسان مدير الصيانة في محافظة دمشق، نضال الحافظ، "إن اللون الأحمر الذي ظهر في نهر بردى هو نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت فكل شيء من تراب وطين تحول إلى مجرى النهر".

كما أكد الحافظ أن النهر سيعود إلى لونه ووضعه الطبيعي في غضون أيام بعد جفاف الطين والأوحال التي ستزال ليعود النهر كما كان، على حد قول الحافظ لإحدى الصحف التابعة للنظام.

في المقابل سخر سوريون من التصريحات الحكومية واتهموها بالكذب، كما أبدوا خوفهم من أن يكون النظام قد ارتكب مجزرة جديدة تسببت بتغيير لون النهر.

ما السبب الحقيقي وراء هذه الظاهرة؟

حادثة نهر بردى ليست الأولى من نوعها، ففي عام 2016 حدث الأمر ذاته لنهر دالديكان شمال روسيا، الأمر الذي أثار الفزع بين السكان فأطلقوا عليه اسم نهر الدم.

نهر دالديكان يقع بالقرب من المنطقة الصناعية التي تحتوي على مصانع تستخدم مواد كيماوية كانت تلقي بمخلفاتها في النهر، وفقًا لتصريح  من مالك مصنع هو الأكبر في العالم لإنتاج معدن النيكل، إذ قال حينها إن تسريبًا من مخلفات مصنعه وصل إلى مياه النهر.

أما علميًا، فأشارت تقارير إلى أن مثل هذه المصانع التي تحيط بالنهر تنتج مخلفات تحتوي على أكسيد السلفور وأكسيد النيكل وثاني أكسيد النحاس، والرصاص، بالإضافة إلى مركبات أخرى غير عضوية.

نتا

عادة ما ترسل هذه المخلفات والنفايات لتعالج في محطات خاصة، لكن خلطها مع مياه النهر تسبب بتفاعلها مع المياه لينتج مركب كبريتات الحديد ذو اللون الأحمر وتزداد نسبة الحموضة في المياه كما أًصبحت المياه ملوثة بمواد سامة.

أما الإجراءات التي يجب أن تتبع في هذه الحالة، فهي تتمثل في إضافة مركب قاعدي مثل هيدروكسيد الصوديوم أو كربونات الصوديوم، وهو ما من شأنه أن يعادل حموضة المياه.

يشار إلى أن تقارير كثيرة وردت في السنوات الماضية أكدت زيادة نسبة التلوث في مياه نهر بردى واستمرار النظام بتجاهل مطالب السكان بإنقاذه.