18-أغسطس-2017

عرف رفعت السعيد بين الأوساط السياسية كأحد أذرع النظام (المجلة)

يقول مارتن لوثر كينج، إن "أسوا مكان في الجحيم، مخصص لأولئك الذين يقفون على الحياد في المعارك الأخلاقية الكبرى"، ويقول المصريون: "لا شماتة في الموت. واذكروا محاسن موتاكم"، ولكن ماذا إن كان الميت اتخذ صف الطغاة في أكبر مذبحة إنسانية عرفها تاريخ مصر الحديث؟

يُعرف عن رفعت السعيد في الأوساط السياسية أنه من أذرع النظام، يُمثّل المعارضة الطيّعة التي تردد ما يريده السادة

توفي بالأمس السياسي المصري رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع السابق، أحد أكبر الأحزاب اليسارية في مصر. وإنه لمن العار أن تتقاسم المناضلة السورية العظيمة فدوى سليمان يوم وفاتها مع اسم رفعت السعيد، الذي لا أذكر حسنة له إلا مكتبة حزب التجمع التي لطالما أخذنا منها كتب اليسار دون أن يلتفت إليها أحد أو أن يلقي لها بالًا. ربما لأنها لم تُقرأ من الأساس، وكانت فقط لتزيين جدران الحزب؛ أنتيكة ورقية لا تختلف عن الكراسي والسجاجيد والمفارش.

اقرأ/ي أيضًا: رحيل فدوى سليمان.. صوت الثورة السلمية

ومن المعروف عن رفعت السعيد في الأوساط السياسية والثورية، أنه ذراعٌ من أذرع النظام، يمثل المعارضة الطيّعة التي تردد ما يريده السادة بالحذافير دون خروجٍ عن النص. وقد عُرف عنه لقب "الأمنجي" صاحب التاريخ الحافل بتسليم نشطاء شباب وفاعلين في المجال العام للأمن المصري.

وفي هذا الصدد يذكر الصحفي أحمد عابدين واقعتين مخجلتين لرفعت السعيد، الأولى في السادس من نيسان/أبريل 2008، عندما احتمت مجموعة من الفتيات بمقر حزب التجمع هربًا من القبضة الأمنية، وعندما رآهم رفعت السعيد قام بطردهم ليجدوا ظابطًا في استقبالهم أمام مقر الحزب. أما الواقعة الثانية في عام 2010، عندما قرر بعض الشباب العمل التطوعي من أجل حملة انتخابية لمرشح حزب التجمع لبرلمان 2010، فاجتمع بهم رفعت السعيد وأثنى عليهم وعلى نشاطهم ووعدهم بتكريمهم من الحزب، ثم طالبهم بأسمائهم وصور من بطائقهم الشخصية، ليُلقى القبض عليهم في نفس اليوم!

 

 

كان رفعت السعيد من أشد المعارضين للإسلام السياسي وفي المقابل من أشد المؤيدين للنظام العسكري. وبشكل شخصي أعتبره أحد أذكى المتملقين والمنافقين الذين وقفوا على مسافة واحدة من كل الأنظمة، ولم يخض معركة من أجل المبادئ ولا من أجل قيم أيديولوجيته السياسية التي يدعيها.

ثمّة العديد من الشهادات على عمالة السعيد لصالح الأجهزة الأمنية، وتسليمه نشطاء ومن أعضاء حزبه للشرطة 

وفي هذا السياق يُذكر إجراؤه مداخلة هاتفية على قناة دريم الخاصة المصرية، في الذكرة الثالثة لفض اعتصام رابعة العدوية، قال فيها إن "فض الاعتصام كان ضرورة حتمية"، مُضيفًا: "وإلا نترك المعتصمين يُؤسسوا جمهورية جديدة داخل الميدان يحكمها حزب الله أو أيًا كان" على حد قوله.

اقرأ/ي أيضًا: حكايات شخصية من قلب "المجزرة".. شهادات جديدة عن فض اعتصام رابعة

وادعى رفعت السعيد كذبًا أن "فض الاعتصام تم بطريقة غاية في الليبرالية وغاية في التسامح وغاية في الأخوة"، مدعيًا وجود ممرات آمنة لخروج المعتصمين دون أن يترصد لهم الأمن بالقنص أو الاعتقال كما تقول مئات الشهادات وتقارير حقوقية. ومن المفارقة أن يتوفى رفعت السعيد بعد عام بالتمام على تصريحاته هذه، وفي أيام ذكرى فض اعتصام رابعة.

وعزائي الوحيد مع حالة رفعت السعيد، أن أغلب المنتمين للتيارات السياسية باختلافها، اتفقوا على وضاعة رفعت السعيد، وانهالت منهم منشورات تُهاجمه، وتُذكّر بتاريخه، لتكون نهايةً لائقةً به وبتاريخه المخزي.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

هل "الكائن الإخواني" مواطن مصري؟

أدون لكي لا أنسى الحرية