31-مايو-2019

لم يسبق للمدرّبَين أن رفعا كأس البطولة، فهل سيفعلها كلوب أم سيسبقه إليها بوتشيتينيو؟(Getty)

تختتم ليلة السبت منافسات دوري أبطال أوروبا، بلقاء تاريخي يجمع بين ليفربول وتوتنهام الإنجليزيين، في النهائي الحلم الذي يجمع الفريقين على ملعب الواندا متروبوليتانو بمدريد. ويسعى ليفربول لنيل البطولة للمرة السادسة في تاريخه، وبالتالي الانفراد بالمركز الثالث كأكثر فريق حاز على اللقب بالقارة العجوز، فيما يطمح توتنهام لدخول التاريخ ونيل اللقب للمرة الأولى، كسادس نادٍ إنجليزي رفع الكأس بعد مانشستر يونايتد وليفربول ونوتنغهام فورست وتشيلسي وأستون فيلا.

سيحمل نهائي السبت طابعًا استثنائيًّا في مسيرة اللعبة، لأن الأندية الإنجليزية استطاعت هذا الموسم أن تحقّق إنجازًا غير مسبوق، حينما احتلّت فرقها أطراف نهائي دوري الأبطال والدوري الأوروبي، حيث تفوّق تشيلسي على آرسنال في نهائي الدوري الأوروبي الذي أقيم في باكو بأربعة أهداف لواحد قبل أيام قليلة، وإن نجح توتنهام في نيل اللقب ستكون مدينة لندن الثانية بعد ميلان التي ينال فريقان منها دوري الأبطال، حيث انفردت المدينة الإيطالية بهذا الشرف نتيجة لوجود عملاقين فيها اسمهما إنترميلان وإي سي ميلان.

ساهمت التفاصيل الصغيرة بشكل كبير في وصول ليفربول وتوتنهام لنهائي دوري الأبطال، حيث تعادلا مع صاحبي المركز الثالث بمجموعتيهما بعدد النقاط وحصيلة الأهداف

 شهدت مسيرة ليفربول وتوتنهام الوعرة نحو المباراة النهائية الكثير من المحطّات الصعبة، وفي أكثر من مرّة كاد ليفربول أن يودّع البطولة لولا تدخّل التفاصيل الصغيرة جدًّا في عالم كرة القدم، كذلك الحال بالنسبة لتوتنهام الذي كان ينجو من الخروج جولة تلو أخرى إلى أن وجد نفسه في نهائي الحلم هذا، ويؤكّد ذلك حقيقة نادرة مفادها أن طرفي المباراة النهائيّة تخطّيا دور المجموعات بصعوبة كبيرة، فتعادلا مع صاحب المركز الثالث بعدد النقاط وفارق الأهداف، لكنّهما تفوقا عليه بأفضليّة زيادة الأهداف المسجّلة، وهو أمر لم يحدث من قبل في تاريخ البطولة الطويل.

اقرأ/ي أيضًا: دوري أبطال أوروبا 2019.. نسخة الجنون والإثارة والأرقام القياسية

 حيث عاد توتنهام بأعجوبة للمنافسة في المجموعة الثانية التي جمعته مع برشلونة وإنترميلان وآيندهوفن، وحقّق 7 نقاط في الجولات الثلاث الأخيرة، وهو ما يعادل سبع أضعاف ما جمعه في الأولى، ليتخطّى إنترميلان ويبلغ الدور التالي، قبل أن يتفوق بسهولة على بوروسيا دورتموند ذهابًا وإيابًا بدور الستة عشر، ويصطدم بمواطنه مانشستر سيتي في دور الثمانية، وعندها أدى الفريقان لوحات كروية خالدة في تاريخ المستديرة، أسفرت أخيرًا عن تأهّل تاريخي لتوتنهام لمربّع الكبار، ليواصل فيه رفاق الكوري سون إبهار الجميع بعدما قلبوا تأخّرهم في لندن بهدف أمام أياكس آمستردام، إلى فوز جنوني بهولندا 3-2، وهو أمر منح فريق بوتشيتينو بطاقة الحضور لنهائي دوري الأبطال للمرّة الأولى في تاريخه، وبالمحصّلة خاض توتنهام في هذا الموسم بدوري الأبطال 12 مباراة، خسر في أربع منها وتعادل في اثنتين وفاز في ست، وسجّل 20 هدفًا وتلقّت شباكه 17.

كما حرمت التفاصيل الصغيرة فريق ليفربول من نيل الدوري الإنجليزي الممتاز، ابتسمت له هذا الموسم في دوري الأبطال، وتدخّلت في أكثر مرّة من أجل الحفاظ على حظوظه في المنافسة على اجتياز المراحل خصوصًا دور المجموعات، فالفريق تعرّض للهزيمة في كلّ المباريات التي لعبها خارج ميدانه في المجموعة التي وضعته مع باريس سان جيرمان ونابولي والنجم الأحمر الصربي، لكنّه حقّق الفوز في كلّ المباريات على ميدانه وضمن التأهّل لدور الستة عشر كثاني للمجموعة، بعد تعادله مع نابولي الثالث بعدد النقاط وفارق الأهداف، وتفوّقه بزيادة الأهداف المسجّلة، علمًا ان ليفربول تفوّق على باريس سان جيرمان في الوقت بدل الضائع، كذلك أنقذ حارسه البرازيلي أليسون بيكر الفريق من هدف التعادل لنابولي في آخر لحظات الجولة الأخيرة التي أقصت الفريق الإيطالي من البطولة، وأجهز ليفربول على بايرن ميونيخ في ميدانه بدور الستة عشر وطرده من البطولة، قبل أن يفعل الأمر ذاته مع بورتو البرتغالي ويطيح به ذهابًا وإيابًا، إلى أن صنع المعجزة في مربّع الكبار وأقصى برشلونة برباعيّة تاريخيّة، بعد هزيمته ذهابًا بثلاثة دون رد، بالعموم خاض ليفربول في دوري الأبطال هذا الموسم 12 مباراة خسر في 4 منها وتعادل في واحدة وانتصر في 7، وسجّل لاعبوه 22 هدفًا، بينما دخل في مرماه 12 هدف.

لم يستطع أي من توتنهام وليفربول أن يظفر بلقب هذا الموسم، ورفع الكأس الأوروبي سيعتبر بشكل كبير إنقاذًا للموسم، خصوصًا ليفربول الذي استحقّ مدرّبه يورغن كلوب العديد من الألقاب مع الفريق ولم ينل أي منها، فنال وصافة الدوري الأوروبي، ووصافة دوري الأبطال الموسم الماضي، والمركز الثاني في الموسم الحالي بالبريميرليغ، والأوان آن لكسر النحس الذي لازم المدرّب الألماني في هذه البطولة التي عبست بوجهه مرّتين كانت الأولى عام 2013 عندما درّب دورتموند، بينما يعتبر لقاء المتروبوليتانو أهم مباراة في مسيرة بوكيتينيو التدريبيّة، وأيًا كانت النتيجة سيخرج مرفوع الرأس وستتهافت الأندية للظفر بتوقيعه، كيف لا وهو لم يكلّف ناديه أية جنيه استرليني من أجل التعاقدات مع لاعبين جدد، فحافظ على تشكيلته دون أن يستقدم أي لاعب في مواسم الانتقالات السابقة، وذلك من أجل المساهمة مع الإدارة بمشروع بناء الملعب الجديد، تمّ الانتهاء من العمل على المشروع، وبُني الملعب وبدأ الفريق في خوض اللقاءات به، ولم يتعرّض الفريق الأوّل لنكسات ماليّة بسبب حنكة بوتشيتينيو، فوصل لدوري الأبطال الموسم المقبل بعد احتلاله المركز الرابع في البريميرليغ، وحجز مكانًا تاريخيًا في نهائي دوري الأبطال الموسم الحالي.

اقرأ/ي أيضًا: يورغن كلوب المنحوس.. هل يفك العقدة في نهائي دوري الأبطال؟

تميل قلوب المتابعين العرب لفريق ليفربول الذي يضمّ النجم المصري محمّد صلاح، حيث استطاع أبو مكّة أن يكون أوّل لاعب عربي يبلغ نهائي دوري الأبطال لنسختين متتاليتين، بينما يطمح لرفع الكأس كي يصبح ثاني لاعب شارك في النهائي وظفر به بعد الجزائري رابع ماجر عام 1987، علمًا أن المغربي أشرف حكيمي نال الكأس الموسم الماضي مع ريال مدريد لكنّه لم يشارك في المباراة النهائيّة ضدّ ليفربول نفسه.

استضافت إسبانيا نهائي دوري أبطال أوروبا في سبع مناسبات سابقة، 4 منها على ملعب سانتياغو بيرنابيو الخاص بريال مدريد و2 في ملعب الكامب نو الخاص ببرشلونة، وواحدًا في استاد رامون سانشيز بيزخوان الخاص لنادي إشبيلية، وهذه المرّة الأولى التي يُلعب بها النهائي في ملعب يخصّ نادي أتلتيكو مدريد، ومن أجل ذلك أعلنت الشرطة الإسبانيّة اتّخاذ كافّة الاحتياطات الأمنية اللازمة لإيصال مباراة السبت لبرّ الأمان، فسيتولّى آلاف عناصر الشرطة المهام الأمنية مستعينين بطائرات مروحية وطائرات مسيّرة، كما سيتم رفع حالة التأهّب إلى الدرجة القصوى مخافة حدوث ما لا تحمد عقباه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

توتنهام يحقّق أحدث معجزات كرة القدم.. نهائي إنجليزي خالص في دوري الأبطال

ليفربول يصنع معجزة الموسم.. وميسي يمشي وحيدًا خارج دوري الأبطال