26-يناير-2022

من مواجهة الفريقين في نهائي كان 2006 (Getty)

الترا صوت - فريق التحرير

تنطلق اليوم الأربعاء لقاءات اليوم الأخير من دور الـ16 في كأس أمم أفريقيا،  فتستضيف أرضية ميدان ملعب جابوما بمدينة دوالا الكاميرونية قمة مباريات ثمن النهائي بين الفراعنة والأفيال الإيفوارية، في مواجهة تعد بالكثير من الإثارة والحماس.

تمثل مواجهة مصر وساحل العاج نهائيًا سابقًا لأوانه بالنظر لتاريخ وحاضر المنتخبين على المستوى القاري، فالتاريخ حافل بتسعة ألقاب إفريقية سبعة منها لمصر ولقبين لساحل العاج، أما الحاضر فيتميز بنخبة من النجوم العالميين تتزين بها قائمة المنتخبين.

سبق للمنتخبين أن تقابلا في 21 مباراة في كل المسابقات، 15 رسمية وستة ودية، مالت الكفة خلالها بشكلٍ ساحق للمصريين الذين فازوا بعشرة مناسبات، مقابل ستة انتصارات للإيفواريين، بينما حسمت نتيجة التعادل خمس لقاءات.

تاريخ لقاءات المنتخبين في أمم أفريقيا منذ أول لقاء بينهما في السودان 1970 سيطر عليه الفراعنة بشكلٍ لافت، ففي عشر مواجهات جرت حققت مصر سبع انتصارات كان أشهرها نهائي بطولة 2006 التي أقيمت بمصر، عندما تمكن الفراعنة من حسم اللقب لصالحهم بركلات الترجيح، كذلك لا تقل أهمية عن ذلك مباراة نصف نهائي كان 2008 التي اكتسح فيها زملاء أبوتريكة كتيبة الأفيال المدججة وقتها بالنجوم برباعية،  بينما كان الفوز الوحيد للأفيال  في كان الجزائر 1990، عندما استغلوا مشاركة مصر بالصف الثاني بقرار من المدير الفني محمود الجوهري.

 وفقاً لهذه الأرقام يسعى الفراعنة لمواصلة هيمنتهم على الإيفواريين بالمسابقة الإفريقية، خاصة وأن الفوز على ساحل العاج مثل دائماً طالع خير على المصريين بالبطولة، حيث فازوا بأربع بطولات أزاحوا فيها المنتخب البرتقالي، في حين يسعى رفاق كيسي لإثبات أن للحاضر حسابات أخرى، وأنه لا يعترف إلا بحقيقة الميدان التي ترشح كفتهم، فهل سيضاعف الفراعنة تفوقهم التاريخي، أما سيثبت الإيفواريين أن للميدان الحاضر لا يعترف بالتاريخ؟

في مشاركتهم الخامسة و العشرين بالكان، يدخل المنتخب المصري مواجهة الثمن نهائي وهو يهدف  لبلوغ الدور الربع نهائي للبطولة للمرة العاشرة بتاريخه، مسار الفراعنة بالدور الأول لم يكن مثالياً، بل شهد مراحل مدٍ و جزر، فبعد خسارةٍ أولى بالأداء والنتيجة أمام نيجيريا، تحسن مردود الفريق بالمباراتين الثانية والثالثة، فانتصر على كل من غينيا بيساو والسودان بنتيجة هدف لصفر، ليضمن التأهل بستة نقاط.

 لكن الاقتصار على تسجيل هدفين فقط أمام منتخبين يتميزان بضعف فادح في الخط الخلفي، وكذلك العجز عن خلق ولو فرصة واحدة سانحة للتسجيل بمواجهة نيجيريا، أثارا موجة من اللغط والانتقادات بالأوساط الرياضية المصرية، والتي اعتبرت أن المستوى الهجومي للمنتخب غير مطمئن إن كان من ناحية الفاعلية أمام المرمى، أو من ناحية التنشيط وصناعة الفرص، خاصة بالخطة الجديدة التي يعتمد عليها المدرب البرتغالي، حيث ألغي مركز صانع الألعاب في هيكل ال4-3-3 الذي يعتمد عليه كيروش، مع سوء توظيف لثلاثي الوسط نتج عنه ضعف كبير في التحول من الحالة الدفاعية للهجومية، وشح في التمريرات المفتاحية للمهاجمين.

 وفي رده عن ذلك عبر المدير الفني كارلوس كيروش خلال المؤتمر الصحفي عن أن أداء المنتخب في مثل هذه البطولات المجمعة يكون في شكل تصاعدي حيث قال "منتخب مصر يزداد قوة في البطولة، ويتحسن مستواه من مباراة لأخرى، وهو ما يبدو واضحاً بعد انتهاء مشوارنا في الدور الأول"، وبالرغم من ذلك فإن الجماهير المصرية تتفاءل بالتفوق التاريخي لمنتخبهم على ساحل العاج، ولكن كيروش يرى عكس ذلك معتبراً أن احصائيات التاريخ تختلف عن الواقع وقال "لن نلتفت للماضي، كل تركيزنا على المستقبل، التفوق التاريخي لمصر على كوت ديفوار لن يساعدنا، فالإحصائيات مهمة لدى وسائل الإعلام ولكن الواقع مختلف على أرض الملعب".

 ومن جهة أخرى تعول الجماهير المصرية على نجمها محمد صلاح لترجيح كفتها بمثل هكذا مباريات، هذا الأخير طالب بدوره من الجماهير أن تلتف حول راية المنتخب وتترك الحسابات الأخرى جانباً، ووعدهم بأنه وزملاءه سيقاتلون من أجل اسعادهم والتتويج بالقب، حيث قال  "أتمنى أن تشجعوا المنتخب مثلما كان يحدث في الماضي، فإذا كنت تحب بلدك، فعليك بمؤازرتنا جميعا وليس لاعبا بعينه، فأنت تضر لاعبك المفضل بهذا الشكل وتجعله يشعر بأنه أهم من الفريق، وهذا غير صحيح، لقد خسرت نسخة سابقة من بطولة الأمم الأفريقية بعد وصولنا للنهائي في 2017، ولكني أسعى وأقاتل وزملائي دون شك للفوز بلقب هذه المرة ونحن في حاجة لدعمكم".

 أما عن مباراة اليوم فقال صلاح "المنتخب المصري جاهز لمباراة الأربعاء ومتحمس من أجل الفوز دون تقليل من المنافس، فالفريقان جيدان وكوت ديفوار يضم عناصر عديدة محترفة في أوروبا، ونحن أيضاً لدينا القوة والرغبة في التفوق والمضي قدماً في البطولة".

اقرأ/ي أيضًا: أداء مغربي أمتع الجميع.. أسود الأطلس إلى ربع نهائي كأس أمم أفريقيا

على المقلب الأخر، بلغ منتخب كوت ديفوار دور الثمن نهائي، بعدما تصدر ترتيب المجموعة الخامسة برصيد سبع نقاط، من تعادل وفوزين، حيث استهل مشواره بفوز بهدف نظيف على غينيا الاستوائية بالجولة الأولى، فيما تعادل بهدفين بكل شباك مع سيراليون بالجولة الثانية، قبل أن يضرب بقوة أمام المنتخب الجزائري بالجولة الثالثة ويفوز بثلاثية لهدف.

يسعى الأفيال للعبور لدور الثمانية للمرة التاسعة بتاريخهم والثانية توالياً، ويعول المدير الفني باتريس بوميل في ذلك على اللياقات الفردية العالية للاعبيه سيما بالشق الهجومي إذ سجلوا ستة أهداف بثلاثة مباريات الأولى بمعدل هدفين لكل مباراة، فالعناصر المتميزة بتشكيلة ساحل العاج والتي تحتل المرتبة الثانية من ناحية أغلى المنتخبات بالقيمة التسويقية، استطاع بوميل توظيفها على أحسن شكل، وخلق منها منظومة هجومية قادرة على ضرب كل الدفاعات، مستفيداً من سرعات نيكولاس بيبي وغراديل على مستوى الأجنحة وفاعلية مهاجم آياكس وهداف أبطال أوروبا سباستيان هالير أمام المرمى، بجانب المساندة الهجومية لكل من الظهرين سيرج أوريي وكونان، مع الاستفادة من طول قامة كيسي وسانجاري في المواقف الثابتة.

 وفي تعليقه عن قوة فريقه الهجومية قال بوميل خلال المؤتمر الصحفي "اللاعبون اكتسبوا ثقة كبيرة في الهجوم، وكما قلت من قبل ستكون مباراة تكتيكية وهناك عمل نفذناه لاحتواء خطورة مصر"، واعتبر بوميل أن مواجهة مصر ستكون مختلفة عن لقاء الجزائر "مواجهة مصر في الدور القادم ستكون صعبة جداً ومختلفة عن مباراة الجزائر نحن نتحدث عن منتخب لديه 7 كؤوس افريقية"، وأضاف أن الجماهير الإيفوارية تنتظر الكثير من الجيل الحالي، وهو قادر على اسعادها "هدفنا الآن الذهاب لأبعد شيء ممكن في البطولة، هذا الفريق له إمكانيات هائلة". من جانبه رفع هداف المنتخب سباستيان هالير راية التحدي بقوله "لم نأت إلى بطولة كأس الأمم الأفريقية من أجل لعب المباريات، بل للفوز باللقب، وطموحي هو أن أساعد هذا الفريق على تحقيق النجاح واقتناص الكأس هنا في الكاميرون".   

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

نسور قرطاج تحلّق عاليًا وتطيح بنيجيريا خارج كأس أمم أفريقيا

أداء مخيّب ونتائج صادمة.. الجزائر تودّع كأس أمم أفريقيا 2022 من الباب الضيّق