25-يوليو-2020

باريس سان جيرمان بطلًا لكأس فرنسا (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

توّج باريس سان جيرمان بكأس فرنسا، بفوزه الصعب على سان إيتيان في المباراة النهائيّة، والتي مثّلت أولى اللقاءات الرسميّة في فرنسا بعد توقّف لأشهر بسبب فيروس كورونا، ليظفر النادي الباريسي بالثنائيّة المحلّية هذا الموسم، إثر فوزه بلقب الدوري الفرنسي الذي لم يكتمل.

توقّفت المنافسات الكروية في فرنسا بسبب انتشار فيروس كورونا منذ أواسط شهر آذار/مارس الماضي، مرّ أكثر من أربعة أشهر على آخر مباراة رسميّة، وتلا التوقّف قرارًا وصفه البعض بالمتسرّع، تمثّل باستعجال إنهاء مسابقة الدوري المحلّي، مع اعتماد ترتيب معيّن خاص بمنح البطولة وتوزيع المقاعد المؤهّلة للمسابقات الأوروبيّة، وتحديد الفرق الهابطة لدوري الدرجة الثانية، كان ذلك قبل اتّخاذ رابطة الدوري الألماني قرار عودة البوندسليغا، وفق إجراءات صحّية صارمة، لتنجح التجربة بشكل لافت، وتحذو دول أوروبا حذوها، وتدرك فرنسا لاحقًا أن قرارها فيما يخصّ بطولة الدوري كان متسرّعًا للغاية.

حقق باريس سان جيرمان كأس فرنسا على حساب سان إيتيان، بعد فوز شاق كلّفه إصابة نجمه كيليان مبابي

مثّلت مواجهة نهائي كأس فرنسا بين باريس سان جيرمان وسان إيتيان مناسبة مثاليّة لإثبات قدرة فرنسا على العودة رياضيًّا، في مرحلة ما بعد كورونا، سُمح لعدد محدود من الجماهير حضور المباراة التي جرت في ملعب فرنسا، وفق تدابير صحّية صارمة، كما أراد الجميع جعل هذا اللقاء كبوّابة لنجاح البلاد في التعاطي مع أزمة الفيروس، فحضر اللقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وحظيت المباراة بتغطية إعلاميّة كبيرة في البلاد.

تعتبر مواجهة باريس سان جيرمان وسان إيتيان من كلاسيكيات كرة القدم الفرنسية، يدرك الجميع ماهيّة نادي العاصمة، ومدى تخمته بالنجوم وسيطرته على اللعبة في البلاد طيلة السنوات القليلة الماضية، لكن ورغم ذلك يرفض سان إيتيان الاعتراف بسيادة نيمار ورفاقه، ويصرّ على أنّه أكثر عراقة من خصمه، وسيبقى سيّدًا على فرنسا إلى أن يتخطّاه الباريسيّون في أرقام الدوري الفرنسي، لأن سان إيتيان يحمل الرقم القياسي كأكثر فريق نال بطولة الليغ آن برصيد 10 بطولات، يليه باريس سان جيرمان ومارسيليا بتسع، سبعة من ألقاب باريس التسعة أتت في السنوات الثمانية الماضية.

اقرأ/ي أيضًا: رصاصة كورونا الموجعة.. إنهاء الدوري الفرنسي والبطل باريس سان جيرمان

هي المباراة الأخيرة لسان إيتيان في هذا الموسم، بينما ينتظر رفاق نيمار استحقاقات هامّة بعد هذه المواجهة، عليهم خوض نهائي كأس الرابطة بعد أسبوع ضدّ ليون، وينتظرهم البطولة الأهم بالنسبة لهم دوري أبطال أوروبا أواسط شهر آب المقبل، حينما يواجهون أتلانتا في ربع النهائي، كلّ ذلك يحصل والفريق لم يلعب أي مباراة رسميّة منذ فوزه على بوروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا، أواسط شهر آذار/مارس الماضي، النادي يحتاج إلى الكثير من الاحتكاكات الجدّية استعدادًا لخوض هذه المباريات الهامّة.

 من أجل ذلك لعب ثلاث لقاءات استعدادية، انتصر في جميعها، فاز بالتسعة على لوهافر، وبالسبعة على واسلاند البلجيكي، وبالأربعة على سيلتيك الأسكتلندي، مواجهات كهذه لن تُسعف الفريق من الناحية الفنّية، ولا يمكن اختبار قدرة اللاعبين الحقيقية إلّا في استحقاقات هامّة كنهائي كأس فرنسا، وأمام فريق شرس كسان إيتيان.

التقى الفريقان هذا الموسم مرّتين، وفي الاثنتين خاض سان إيتيان المباراة منقوص الصفوف بسبب طرد تعرّض له أحد لاعبيه نظرًا للخشونة، هذا الأمر أرّق كثيرًا مدرّب باريس سان جيرمان توماس توخيل، لأن اللعب الخشن قد يسبّب فقدان الفريق لعناصر أساسيّة، في وقت هو أشدّ الحاجة إليها.

توقّع الجميع بداية ناريّة لباريس سان جيرمان بطل الدوري الفرنسي، لكنّ اللقاء شهد في دقائقه الأولى محاولات خطرة لسان إيتيان، إذ تلاعب دينيس بوانغا بدفاع باريس، وانفرد بالحارس الكوستاريكي نافاس، وسدّد كرة قويّة ردّها القائم الأيسر للمرمى، ردّ على ذلك كلّه كيليان مبابي، حينما توغّل مسرعًا داخل منطقة الجزاء، وسدّد كرة قويّة تصدّى لها الحارس مولين، لكنّها ارتدّت تجاه البرازيلي نيمار، والذي وضعها سهلة في حلق المرمى، ليتقدّم الفريق بهدف مبكّر في الدقيقة 14.

حاول لاعب سان إيتيان بوانغا تسجيل هدف التعديل، لكنّ كرته تسدّى لها نافاس، وأهدر دي ماريا فرصة قتل المباراة بالنسبة للباريسيين، والذين تلقّى مدرّبهم ضربة موجعة في الدقيقة 29، والتي شهدت معركة بين اللاعبين، نشبت إثر عرقلة قائد سان إيتيان لويك بيران للنجم كيليان مبابي، فتحوّلت أرضيّة الملعب لحلبة قتال، أسفرت عن خروج مبابي مصابًا، وطرد القائد بيران، وتوزيع أربع بطاقات صفراء تقاسمها الفريقين، ليثبت سان إيتيان أن الخشونة الزائدة سمة أساسيّة اعتمد عليها ضد الباريسيين، وأن هواجس المدرّب توخيل فيما يخص هذا الشأن أصبحت واقعًا.

ما زال هنالك الكثير من الوقت، وباريس سان جيرمان متقدّم في النتيجة، ويلعب أمام فريق ناقص الصفوف، تنبّأ الجميع بمهرجان أهداف فيما تبقّى من وقت، لكنّ أسبابًا ثلاثة حالت دون تحقيق ذلك، فتسابق نجوم الفريق على إهدار الفرص، أبرزهم سارابيا وإيكاردي ودي ماريا، ولجأ الفريق الخصم للخشونة الزائدة فيما تبقّى من وقت، وعلى هذا الأساس فضّل مدرّب الفريق تهدئة اللعب والاكتفاء بفوز يمنح النادي الباريسي اللقب، لقبٌ عزّز رصيد الفريق بالرقم القياسي الخاص بحمل كأس فرنسا، حمله 12 مرّة قبل ذلك، والآن يبتعد بفارق ثلاث كؤوس عن مارسيليا الذي فعلها 10 مرّات.

اقرأ/ي أيضًا: 

باريس يصعق ريال مدريد في دوري الأبطال.. واليوفي يفرّط بفوز كان بالمتناول

نيمار... الخيانة المشروعة!