26-أبريل-2025
كلاسيكو

كلاسيكو مرتقب في نهائي كأس ملك إسبانيا (إكس)

تتجه أنظار عشاق كرة القدم مساء السبت إلى ملعب "لا كارتوخا" في إشبيلية، حيث يصطدم الغريمان برشلونة وريال مدريد في نهائي كأس ملك إسبانيا، في مواجهة تتجاوز حدود التتويج باللقب إلى رهانات أوسع تشمل مستقبل الفريقين.

ويدخل برشلونة المواجهة بطموحات كبيرة تحت قيادة مدربه هانز فليك، الذي يأمل في تحقيق ثاني ألقابه مع النادي الكتالوني، إذ سبق ونال بطولة السوبر الإسباني على حساب ريال مدريد نفسه، وبخمسة أهداف لاثنين. الفريق يتصدر سباق الدوري الإسباني، ويستعد بعد ثلاثة أيام فقط من النهائي لمواجهة إنتر ميلان في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

لم يسبق لمدرب برشلونة أن هُزم في مباراة نهائية، ويسعى لتحقيق أول ألقاب "الثلاثية" المرتقبة، فيما يطمح الريال لو يستعيد بعضًا من هيبته المفقودة على حساب غريمه الأزلي

وقال فليك في مؤتمر صحفي: "نريد القتال على كل لقب ممكن، ولدينا الآن فرصة للفوز بثلاث بطولات، وهذا هو هدفنا". برشلونة تفوق على ريال مدريد في اللقاءين السابقين هذا الموسم، بفوز ساحق 4-0 في الدوري، ثم انتصار آخر 5-2 في نهائي كأس السوبر الإسباني في بداية العام.

بالنسبة لريال مدريد، تبدو المباراة حاسمة لإنقاذ موسم مهدد بالخروج خالي الوفاض، بعدما ودع دوري أبطال أوروبا على يد آرسنال. ويتخلف الفريق حاليًا بأربع نقاط عن برشلونة في الليغا قبل خمس جولات من النهاية، مع مواجهة كلاسيكو مرتقبة. وقد تكون المباراة أيضًا بمثابة الوداع للمدرب كارلو أنشيلوتي، الذي تشير التوقعات إلى إمكانية رحيله هذا الصيف لتولي تدريب منتخب البرازيل.

غيابات مؤثرة وأوراق بديلة

يعاني برشلونة من غياب هدافه البولندي روبرت ليفاندوفسكي بسبب إصابة عضلية، ومن المتوقع أن يعوضه فيران توريس الذي تألق هذا الموسم، محرزًا 17 هدفًا رغم مشاركاته المحدودة. كما يغيب الظهير الأيسر أليخاندرو بالدي، بينما قد يظهر الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغن للمرة الأولى منذ إصابته في أيلول/سبتمبر العام الماضي.

كلاسيكو

في المقابل، يعاني ريال مدريد من إصابات عدة، أبرزها غياب لاعب الوسط إدواردو كامافينغا والمدافعين داني كارفاخال وإيدير ميليتاو. ويعول أنشيلوتي على البرازيلي فينيسيوس جونيور الذي يبحث عن استعادة بريقه.

أجواء متوترة

تقام المباراة وسط توتر إضافي بعد انتقادات ريال مدريد العلنية لحكم اللقاء ريكاردو دي بورغوس بنغوتشيا، عبر فيديو بثه تلفزيون النادي، مما أجج الجدل بشأن الضغوط الممارسة على طاقم التحكيم.

حيث عبر الحكم الإسباني ريكاردو دي بورغوس بنغوتشيا عن الضغوط الهائلة التي يتعرض لها هو وزملاؤه، إثر الانتقادات العلنية من كبرى أندية كرة القدم، وعلى رأسها ريال مدريد، قبل يوم واحد فقط من نهائي كأس ملك إسبانيا.

وخلال مؤتمر صحفي غير معتاد جمعه مع حكم الفيديو المساعد بابلو غونثاليث فويرتس، تحدث دي بورغوس بتأثر عن الإهانات التي طالت ابنه في المدرسة، بعدما وصفه بعض الأطفال بأن والده "فاسد"، قائلاً: "أقول لابني إن والده شخص شريف. نعم، أرتكب أخطاء كأي رياضي، لكنني شريف وأرغب أن يفتخر بي وبمهنة التحكيم. لا أحد يملك الحق في تعريض زملائي لما يواجهونه الآن".

حكم

وجاءت تصريحات دي بورغوس بعد أن بثت قناة ريال مدريد الرسمية فيديو يتهمه بالتحيز ضد النادي، وجاء فيه أن الفريق الأبيض فاز بـ64٪ من مبارياته بإدارته التحكيمية، مقابل 81٪ لبرشلونة، مع تسليط الضوء على ما وُصف بأخطائه التحكيمية، مصحوبًا بموسيقى درامية دون الإشارة إلى تفاصيل مثل هوية الخصوم أو مكان إقامة المباريات.

يُذكر أن ريال مدريد جعل من انتقاد الحكام عبر قناته التلفزيونية ممارسة منتظمة هذا الموسم، ضمن حملة علنية يعبر فيها عن استيائه من قرارات التحكيم. وكان النادي قد بعث برسالة إلى الاتحاد الإسباني لكرة القدم في شباط/فبراير الماضي، شكا فيها من تعرضه لـ"تحكيم جائر"، معتبرًا أن "تحريف المنافسة والتلاعب بها لا يمكن تجاهلهما".

بدوره، دعم الحكم بابلو غونثاليث فويرتس زميله دي بورغوس، محذرًا من أن الحكام قد يتخذون "إجراءات أكثر جدية" لمواجهة هذه الحملات، دون الكشف عن تفاصيل محددة. وأكد أن خطاب الكراهية ضد الحكام سواء من اللاعبين أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى "مشكلة حقيقية".

في المقابل، أصدر ريال مدريد بيانًا ندد فيه بتصريحات الحكام، معتبراً أنها "غير مقبولة"، ومؤكداً أن الفيديو الذي بثته قناته الإعلامية يندرج تحت حرية التعبير. وأضاف البيان: "هذه التصريحات تُظهر العداء الواضح والعدائية الفاضحة من الحكام تجاه ريال مدريد". وطالب النادي الاتحاد الإسباني لكرة القدم بفرض عقوبات على الحكام المعنيين.

رجل النهائيات

لم يسبق لمدرب برشلونة الحالي، هانز فليك أن خسر مباراة نهائية، حيث سبق أن فاز بست نهائيات سابقة حضرها بصفته مدرب، وفاز بواحد بصفته كمساعد مدرب، وكان خمس من النهائيات الست مع بايرن ميونيخ، توج فيها بألقاب دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية وكأس السوبر الألماني وكأس ألمانيا، وكأس السوبر الأوروبي، واللقب السادس كان على حساب ريال مدريد في نهائي السوبر الإسباني، واللقب الذي ناله كمساعد مدرب كان في نهائيات كأس العالم 2014، حينما نال اللقب مع منتخب ألمانيا كمساعد للمدرب يواخيم لوف.

فليك

من المتوقع أن يحضر أكثر من 70 ألف مشجع في "لا كارتوخا"، حيث سيقوم الملك فيليب السادس بتسليم الكأس إلى الفريق الفائز. وستكون هذه أول مرة يلتقي فيها العملاقان في نهائي كأس الملك منذ عام 2014. ويتصدر برشلونة قائمة الأبطال التاريخيين للبطولة برصيد 31 لقبًا، بينما يحتل ريال مدريد المركز الثالث بـ20 تتويجًا.