18-سبتمبر-2016

حمود شنتوت/ سوريا

1

ما أنصفتني الريحُ

يومَ اقتلعتْ جذرَ زيتونةٍ

وتركتْني ضاربًا في العمقِ السحيق..

 

ما أنصفتني النجومُ

إذ أرشدتْ كلّ التائهينَ إلى سُؤلِهم

وتركتْني في ضَلالي الجميل..

 

ما أنصفني الودقُ أيضًا

يومَ بلّلَ الأرضَ بوابلٍ من غيثِهِ

وبقيتُ وحدي أجرُّ لهاثَ أنفاسي

يقتلُني العطشُ القديم..

 

ما أنصفتني جيوبُ الحقائبِ

أيّها السفرُ -الحُلمُ- الرحيل

وقد حملَتْ معها همومَ العَالمينَ أجمعين

تاركةً في جَيبي همّي العَتيق..

 

ما أنصفني القنّاصُ أيضًا

إذ تملّكهُ الشرودُ

في الطلقةِ التي استهدفتْ أنفاسي

فماتَ مني كُلّي

وبقيتُ بلا ساقٍ يضيعُني الطريق.

 

2

عزيزي القنّاص:

لا أستسلمُ عندما

أرفعُ كلتي يديّ بوجهِ رصاصتِكَ الأخيرة

لكنّي:

أحاولُ التعلّقَ بحِبالِ الله!

..

(لا يمكنني المراهنةُ أبدًا على رحمتِك)

 

3

ألوكُ القطنَ بدمي الساخنِ

وأحشو بهِ الفتحةَ التي أحدثتها طلقةُ القنّاص

وأضحكُ..

أضحكُ نكايةً بالوجَع!

 

اقرأ/ي أيضًا:

يبابٌ تسقيهِ الغُربان

خرائط