26-مارس-2021

مشهد عام من سوق في تيغراي (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

عانت إثيوبيا أزمة غذائية خطيرة في عام 2019، وفي عام 2020 تم تخصيص 20 مليون دولار أمريكي من قبل الأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات استباقية لمكافحة الجوع فيها. كما تعتبر إثيوبيا ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان بحاصل 115 مليون نسمة، 6%  من هؤلاء السكان يعيشون في إقليم تيغراي المتنوع لناحية المجموعات الإثنية فيه. أما هذا العام، فبالإضافة لقضية الجفاف وما يسببه من جوع، فتصدرت قضية اللاجئين من إقليم تيغراي عناوين الأخبار مرارًا، آخر هذه الأخبار عودة أعداد من ضمن الـ60 ألف لاجئ عبر الحدود السودانية- الإثيوبية إلى منطقة الحرب التي فروا منها أساسًا في إثيوبيا، وذلك بشكل أساسي بسبب شح الإمدادات الغذائية في منطقة اللجوء.

وثقت الأمم المتحدة أكثر من 516 حالة اغتصاب مسجلة في منطقة تيغراي، وأشارت إلى أن الرقم الحقيقي أكبر من ذلك بكثير

بشأن ذلك، قالت منظمة أطباء بلا حدود، غير الحكومية، إن اللاجئين بعد وصولهم إلى الملاجئ المؤقتة على الحدود السودانية، أصيبوا بخيبة أمل من الظروف المروعة في المخيمات المكتظة باللاجئين، وكذلك نقص الغذاء. وعن ذات الأمر، أخبرت إحدى اللاجئات من إقليم تيغراي، وتدعى هدارا وتبلغ من العمر 60 عامًا، منظمة أطباء بلا حدود بأنه "لا يوجد طعام كاف في مركز الاستقبال"، وأضافت اللاجئة" في بعض الأحيان ينفد الطعام قبل أن يحصل جميع الناس على نصيبهم"، وتابعت  بالقول "أنا امرأة كبيرة في السن ومريضة لذلك أكل القليل. لكن بالنسبة لبقية أفراد عائلتي، فإنهم يذهبون إلى الغابة أو إلى ضفاف النهر لجمع الأخشاب لبيعها ودفع ثمن الغذاء". وأشارت إلى أن ما يقلقها هو "عودة الناس إلى مناطق الصراع التي فروا منها".

اقرأ/ي أيضًا: إعلام السيسي يحاول "تعويم" أزمة قناة السويس

في ذات السياق، قال المدير العام لمنظمة أطباء بلا حدود، ستيفن كورنش، في حديث له مع صحيفة ذي ناشيونال "ما هو مستوى اليأس الذي يجب أن يشعر به الشخص للعودة إلى منطقة حرب شديدة الخطورة باعتبارها الطريقة الوحيدة للعثور على شيء لبيعه لشراء الطعام أو الحصول على الطعام"، وأضاف كورنش"هذه أعمال يائسة يقوم بها أشخاص يريدون رعاية عائلاتهم". 

كما روى كورنش بعض الحكايات التي سمعها من اللاجئين، وقال "معظم الأشخاص الذين تحدثت معهم هناك قالوا أن منازلهم تعرضت للقصف بقذائف الهاون، وعندما فروا اصطدموا بالجنود الذين فتحوا النار عليهم". وأضاف "أخبرني رجل أنه ذهب لمساعدة جارته الحامل على مغادرة المنزل مع أطفالها، لكنها قتلت أمام عينيه بالرصاص، وكان عليه الفرار وتركها هناك". 

وأشار كورنش إلى وجود الكثير من الصدمات النفسية التي لحقت باللاجئين نتيجة أفعال المقاتلين الذين كانوا يشربون الكحول ومن ثم يغتصبون النساء ويضربون الناس ببنادقهم. ويضاف إلى كل ذلك التفرقة الحاصلة بين أفراد الأسرة الواحدة وتشتيت الشمل. ويشار إلى أنه في الوقت الذي انتشرت فيه أنباء عن نية إريتريا سحب قواتها من المناطق الحدودية لتيغراي. وثقت الأمم المتحدة أكثر من 516 حالة اغتصاب مسجلة في منطقة تيغراي، وأشارت إلى أن الرقم الحقيقي أكبر من ذلك بكثير، وكانت الأمم المتحدة قد أصدرت تحذيرات متتابعة بشأن جرائم الاغتصاب الحاصلة في إقليم تيغراي. 

كما ركز كورنش على تفشى الإسهال وأمراض الجهاز التنفسي والتهابات المسالك البولية وحتى الملاريا بين مجموعات اللاجئين، وإلى اكتشاف عدد من حالات الإصابة بفيروس كورونا، مما جعل الفيروس مصدر قلق إضافي، ولكنه ليس السبب الرئيسي للقلق على أوضاع اللاجئين من تيغراي، وهذا بسبب انتشار غيره من الأمراض نتيجة للظروف المعيشة السيئة ونقص الإمدادات الغذائية والطبية. ومما فاقم الأزمة إضطرار بعض الأشخاص إلى الانتظار أشهر عدة قبل الحصول على خيامهم الخاصة، وانتهى بهم الأمر بمشاركة الملاجئ الجماعية مع غير أسرهم.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

كيف وصل لبنان إلى قائمة بؤر الجوع الساخنة؟

الصين تصعد ضد الشركات العالمية التي تضامنت مع عمال القطن من أقلية الإيغور