03-أبريل-2021

أمام مدرسة في لندن (Getty)

يشتد الضغط على الحكومة البريطانية للتحرك في شأن آلاف الشهادات المتعلقة بسوء المعاملة والتحرش والاعتداء الجنسي التي نشرت على موقع إلكتروني يدين الاعتداءات الجنسية في المدارس البريطانية، ومنها بعض المدارس الخاصة المرموقة في لندن. وقد نشرت شهادات أكثر من 13 ألف مراهق، الغالبية فتيات لم يفصحن عن هويتهن، وتطرقت الشهادات إلى انتهاكات شتى، من التصريحات الذكورية إلى المداعبات والتحرشات الجنسية، مرورًا بنشر الصور الفاضحة وغيرها من السلوكيات المشينة من قبل زملاء الدراسة. وأفسح موقع "الجميع مدعوون" المجال  للفتيات لرفع أصواتهن ضد الاعتداءات الجنسية، في ظل الإفلات العام من العقاب، في مؤسسات التعليم الرسمي والخاص، وقد ذكر اسم أكثر من 100 مدرسة من قبل الطلاب الذين شاركوا تجاربهم. في المقابل، أعلنت الشرطة البريطانية أنها ستحقق في مضمون الشهادات، كما شجعت كل الضحايا على التقدم بشكاوى.

أعلنت الشرطة البريطانية أنها ستحقق في مضمون الشهادات الواردة عبر موقع "الجميع مدعوون" عن الانتهاكات الجنسية، كما شجعت كل الضحايا على التقدم بشكاوى

ويعتبر رؤساء المدارس إن مشكلة العنف والاعتداء الجنسيين ليست مجرد مشكلة يجب على المدارس معالجتها. وأفاد اتحاد قادة المدارس إن وسائل التواصل الاجتماعي وأولياء الأمور ونظام العدالة الجنائية جميعها لها دور تلعبه في هذه المسألة. وقال رئيس اتحاد قادة المدارس، جيف بارتون، إن المدارس تعمل بجد في هذا المجال وتأخذ هذه الأمور على محمل الجد. وتأتي تعليقاته في الوقت الذي يسجل فيه موقع "الجميع مدعوون" أكثر من عشرة آلاف شهادة عن انتهاك جنسي لأشخاص صغار السن. فيما أنشئ الموقع العام الماضي فضاء يمكن للضحايا نشر قصصهم فيه عن سوء المعاملة التي تعرضوا لها، دون الكشف عن هوياتهم، بحسب ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية - بي بي سي.

اقرأ/ي أيضًا: انتقادات واسعة لقرار ترحيل حسنة الحريري ولاجئين سوريين من الأردن

وأعلن نائب في البرلمان البريطاني عن ضرورة إجراء تحقيقات حول مزاعم تتعلق بـ"ثقافة الاغتصاب" في المدارس المتميزة في البلاد كما وصفها. وقال رئيس لجنة التعليم البرلمانية، روبرت هالفون، إن "ما يزعم أنه يحدث في العديد من المدارس المستقلة أمر مروع"، ويعتقد أنه انتشر في المدارس الحكومية أيضًا، بحسب ما جاء في تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية. وأضاف "يوجد حكايات لا حصر لها ظهرت عن تلميذات يتعرضن للمضايقة والاعتداء الجنسي"، وأشار إلى وجوب معرفة "ما الذي حدث بالضبط، ولماذا سمح  بذلك، وما فعلته المدارس لمحاولة منعه؟" وأضاف "ينبغي مساءلة مديري المدارس والمحافظين بشكل مباشر، وإذا تبين هناك إهمال وتقصير فيجب عليهم التنحي عن مناصبهم".

وأعلنت وزيرة التعليم غافن ويليامسون أن خط مساعدة جديد سيتم إنشاؤه لدعم الضحايا المحتملين ومساعدتهم على الاتصال بالشرطة والإبلاغ عن الجرائم، وتقديم الدعم لهن ضمن شروط سرية وتأمين استشاريين في الصحة العقلية والنفسية داخل المدارس. ووصف الرئيس التنفيذى للجمعية الوطنية لمنع القسوة على الأطفال، بيتر وانليس، المسألة بأنها "لحظة فاصلة"، وقال "إن ما لا يقل عن ثلث الجرائم الجنسية ضد الأطفال يرتكبها شباب آخرون ويجب التصدي لها"، وفق ما نقلت الأسوشيتد برس.

فيما تحدثت مؤسسة الموقع سارة سوما، 22 عامًا، لوكالة رويترز قائلة "نظرًا إلى عدد الشهادات الواردة عبر الموقع، من الواضح أن ثقافة الاغتصاب متجذرة"، وأضافت، "نأمل أن تكبر القضية لتصبح مثل كرة ثلج من أجل فهم أفضل لثقافة الاغتصاب بغية استئصالها". وأشارت سوما إلى أنها عانت من ثقافة الاغتصاب داخل دائرتها الاجتماعية في سن المراهقة، لذا فقد قررت التصرف بعد أن أقنعتها النقاشات مع أصدقاءها بأن هذه المشكلة منتشرة في بريطانيا. وأضافت "أنا أتحدث عن سلوك غير طبيعي يتم التعامل معه وكأنه أمر طبيعي" وأعطت سوما أمثلة عن ذلك بالقول "إنه أمر يشبه الملامسة في عيد الميلاد والحفلات، وهي ملامسة بدون تراضي الطرفين، أو نشر الصور الحميمة، أو التفوه بأحاديث جنسية مهينة". وحذرت من أنه حين يتم التعامل بشكل طبيعي مع هذه المسائل والتفاصيل فإن ذلك سيشكل مدخلًا لجرائم أكثر عنفًا وانتهاكًا مثل التحرش الجنسي والاغتصاب.

في حين تتمحور غالبية القصص المنشورة على صفحة "الجميع مدعوون" حول الفتيات اللواتي تعرضن لسوء المعاملة من قبل الفتيان، وعلى الرغم من أن هناك أيضًا بعض الروايات عن سوء معاملة بين الذكور حصرًا، وبين الفتيات كذلك، وكذلك من قبل الفتيات ضد الفتيان. وبحسب الشرطة فإن بعض هذه القصص والتقارير الواردة تشكل جرائم يجب المحاسبة عليها، ودعت الضابطة المسؤولة في قضايا حماية الطفل، سايمون بايلي، إلى عدم السكوت والتكتم عن هذه الجرائم والتبليغ عنها.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

جوجل تساهم بـ29 مليون دولار أمريكي في خطة أوروبية لمحاربة الأخبار المضللة

خسائر بالمليارات تتكبدها شركات الطيران في الشرق الأوسط وأفريقيا