08-يوليو-2016

نفايات تغص بها شوارع نابولي الإيطالية(لورا ليزا/Stringer)

ندد العديد من المغاربة من قيام وزارة البيئة في بلدهم باستيراد نفايات من إيطاليا، حيث وقع أزيد من 18 ألف مغربي على عريضة إلكترونية تطالب بالتراجع عن عملية حرق 2500 طن من النفايات المستوردة من إيطاليا في بلدهم المغرب.

ندد العديد من المغاربة من قيام وزارة البيئة في بلدهم باستيراد نفايات من إيطاليا، لكن حكومتهم أصرت أنها غير مضرة بالبيئة

اقرأ/ي أيضًا: برك أم النصر مصائد موت للأطفال

استنكر المركز الجهوي للبيئة والتنمية المستدامة بمنطقة الجديدة المغربية، وهو جمعية محلية، "نقل شحنة هي عبارة عن نفايات سامة وخطيرة، قدرت بـ2500 طن من المواد البلاستيكية وبقايا العجلات، من إيطاليا إلى المغرب عبر سفينة ضخمة". وأكد المركز أن هذا "سيتسبب في إلحاق الضرر بالإنسان والحيوان والنبات، وقد يؤدي إلى ظهور العديد من الأمراض الخطيرة والمزمنة، وإصابة المتضررين بتشوهات خلقية وعاهات مستديمة".

وحاولت الحكومة الدفاع عن نفسها من خلال بيان لوزارة البيئة قامت من خلاله بتهدئة مخاوف المغاربة، وجاء في البيان أنها "رخصت لاستيراد نفايات غير خطيرة مصدرها إيطاليا". وأكدت أنها "ستُستعمل كمكمل أو كبديل للطاقة الأحفورية في مصانع الإسمنت"، مشيرة إلى ما "تتميز به من قوة حرارية مهمة". وذكرت وزارة البيئة أن استيراد هذه النفايات أتى في إطار شراكة مع جمعية مهنيي الإسمنت لاستخدامها  "في أفران مصانع الإسمنت المجهزة بالمصفاة التي تحد من الانبعاثات الغازية".

إلا أن هذا الرد لم يقنع المغاربة وقد عبروا عن استيائهم من استيراد هذه النفايات، حيث انتشر هاشتاغ "#حنا_ماشي_مزبلة" (لسنا مزبلة) وكذلك هاشتاغ "#بلادي_ماشي_مزبلة"، كما انتشرت عدة صور معالجة بالفوتوشوب تسخر من قرار استيراد النفايات الإيطالية.

اقرأ/ي أيضًا: لبنان.. من غرفة الإنعاش

سياسيًا، قرر النائب أحمد المهدي مزواري، عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض، مساءلة رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، عن ما اعتبره "تعامل الحكومة بوجهين متناقضين، الأول يحمل شعار حماية البيئة ضد الأكياس البلاستيكية الوطنية، والثاني تخريب البيئة بواسطة السماح بجعل المغرب مقبرة للنفايات الأجنبية السامة"، في إشارة لحملة حكومية منذ فترة ضد الأكياس البلاستيكية.

ومن جهة أخرى، تدخل وزير الداخلية محمد حصاد في هذا الموضوع، عندما قال في اجتماع المجلس الحكومي الثلاثاء الماضي، أن ما يتداوله الرأي العام حول هذه النفايات المستوردة "غير صحيح"، في إشارة إلى أن هذه النفايات غير مضرة بالبيئة. حصاد، الذي قدم توضيحات بالمجلس الحكومي نيابة عن زميلته وزيرة البيئة، بيّن أن هذه المواد الإيطالية التي استوردها المغرب لاستعمالها في صناعة الإسمنت "تستعمل من طرف عدد من الدول الأوروبية بما فيها إيطاليا نفسها"، حسب قوله. وأضاف أن "عملية استيرادها من قبل المغرب تحترم اتفاقية "بال"، وتخضع لعملية المراقبة في الميناء، للتأكد من مدى مطابقتها للبيئة والسلامة البيئية"، مؤكدًا أنه تتم مراقبتها للمرة الثانية في المصانع التي تستعملها".

اقرأ/ي أيضًا:

اليمن.. محميات عدن الطبيعية مهددة!

حول قمة المناخ والاستثمار في المزيد من التلوث..