08-سبتمبر-2021

مدرسة في تعز اليمنية (Getty)

تحيي منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة والتربية - يونيسكو  في الثامن من أيلول/ سبتمبر مناسبة اليوم الدولي لمحو الأميّة، والذي أعلنته الأمم المتحدة خريف العام 1966، واحتُفل به للمرة الأولى في 8 أيلول 1967.

من أبرز ما يعانيه الواقع التعليمي عربيًا، إلى جانب الفقر وأثر انتشار فيروس كورونا، تبرز الحروب والنزاعات وما تسببه من موجات لجوء قسري

وهذا العام أعلنت الأمم المتحدة عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، أن جائحة كورونا عطلت تعلّم الأطفال والشبّان والبالغين على نطاق واسع، وأدّت إلى تضخيم التفاوتات الموجودة أصلًا، في الوصول  إلى فرص التعليم المجدية.

اقرأ/ي أيضًا: الأمية وغياب التعليم.. أزمة العالم المقبلة

وتحلّ المناسبة هذا العام، في وقت تواجه فيه المنطقة العربية صعوبات بالغة نتيجة الأزمات المتعددة على المستويات كافة، ما يعيق عمليات التعلّم، ويساهم في رفع نسب الأمية، بسبب الفقر والعوز، التفاوت بين المدن والأرياف، والحروب والنزاعات التي أدّت إلى تهجير الملايين، ووضعتهم في ظروف معيشية واجتماعية قاسية، ما حرم ملايين الأطفال من الحصول على فرص التعليم، وخاصةً في سوريا واليمن. 

بهذا الخصوص، تحدّث أخصائي البرنامج الإقليمي للتربية الأساسية وتعليم الكبار في اليونسكو الدكتور حجازي إدريس، خلال مؤتمر للمنظمة أقيم العام الماضي حول الأمية في المنطقة العربية، فقال إن عدد الأشخاص الذين لا يمتلكون مهارة القراءة والكتابة في المنطقة العربية يزداد بشكل متواصل، وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 50 مليون شخص أمّي في المنطقة العربية، وأن هذه الأرقام تزداد مع استمرار النزاعات المسلّحة في أكثر من إقليم. 

فيما يحضر التفاوت في نسب الأمية بين دولة وأخرى في المنطقة العربية، وداخل الدول نفسها بين القرى والأرياف، كما يمتد التفاوت أيضًا إلى الجندر، فنسبة الأمية لدى الفتيات هي أعلى منها لدى الذكور بشكل واضح في جميع الدول العربية، ويعود هذا التفاوت لأسباب اقتصادية اجتماعية وثقافية، ويعكس حال المرأة العربية في الوطن العربي بشكل عام، والتمييز الذي تواجهه وتعاني منه.

كما أن المنظمة العربية للعلوم والثقافة والفنون -الالكسو  ذكرت في تقرير نشرته مؤخرًا إلى أن نسبة الأمية في العالم العربي تتخطىّ الـ20 %، وهي تبلغ 14.6 % لدى الذكور، و25.9% بين الإناث، وهو فارق كبير جدًا!

في حين ذكرت مجموعة نافانتي المتخصصة بالدراسات حول التنمية والتعليم وأزمات عدم الاستقرار حول العالم، عبر صفحتها على تويتر قبل إيام، إن أكثر من مليوني طفل يمني لا يذهبون إلى المدارس اليوم، فيما يحتفل العالم باليوم العالمي لمحو الأمّية، ومن جهتها أشارت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، إلى أن جائحة كوفيد 19 غيّبت برامج محو الأمية في بلاد الرافدين، وقالت إن مشكلة الأمّية تهدّد مستقبل العراق، وإن أهم أسبابها هما الفقر والبطالة، وبالتالي فإن محاربة الفقر والبطالة هي المدماك الأساسي لبناء  المجتمع الجديد.

وتستمر معاناة الشعب السوري الذي دفع  ثمنًا باهظًا للحرب الدائرة على أرضه منذ 10 سنوات، حيث تشير التقارير إلى تدهور الوضع التعليمي في مخيمات النزوح داخل سوريا ومخيمات اللجوء في دول الجوار. وعلى سبيل المثال،  ذكر موقع "عنب بلدي"  أن نسب الأمية تلازم اليوم مخيمات النزوح في الرقة، حيث يعيش أكثر من 30 ألف نازح في 30 مخيم، وتشير دراسة أعدّتها مبادرة "ريتش" إلى أن نسبة عمالة الأطفال في المخيمات شمال شرق سوريا تتخطى الـ 83 %، فيما تقتصر طلبات التعليم على 3 % من مجمل ما يريده النازحون، بعد تراجعها أمام الطلب على الغذاء، وفرص العمل والصحة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تضامن عربي عبر تويتر مع الأسيرة الفلسطينية الجريحة إسراء جعابيص

غلاء الأسعار في اليمن يحول السمك إلى وجبة للأغنياء