08-أكتوبر-2017

جان ميشال باسكيات/ أمريكا

1

لون الجرح رمادي

والوجهُ ظلٌ

والظل.. وطن.

 

كل ساحات الصبح هنا

تنتظرُ..

كلها غادرت في الليل أماكنها

جهات الجنوب

مسكينة لا تدري

أن الله وهريس القمح

وأغان تتردد في حزيران

مسختها الشمس عضاءات

وخنافس.

*

 

لم يبقَ في السهل منافس

لا دود الأرض راقصًا يأتي بخبر

لا.. القبّرات تنادي صغارها حين الغروب

لا ظل لحيِّ يتسكّع

لا ظل لامرأة غادرت منزلها وحيدة

تغنّي.

*

 

هذا الهبوب

عاث الغبار في أقبية الدار الكبيرة

وأحالَ الوجوهَ صفيحات من خشب

تحترق

ويحترق الزمنُ الصمغيّ

في عينٍ

باتت ليلتها عمياء.

 

2

ماذا بقي من الوطن؟

بقيت صفيحات سالبة

وركام

أتذكرين في فسحة الأموي؟

أسراب اليمام

وطريق ملتف يصل قصر العظم

بمنزلنا القديم

وعرائش ياسمين

تتكئ خجلى على مشربيات خشبية؟

عين في عين

يرق النسيم بينهما

يحمل الهوى الشرقي

وأحاديث الغرام.

*

ماذا بقي من الوطن؟

ساحة توما والمطر

صبح.. لا يحملنا

فنحمله

ندير قرص الشمس بأصابعنا الحرة

فيأتي

ندير قرص الشمس في جيوب فارغات

فنحيا كالأشجار

كل نهار

نحن فرسان بلا أفراس

سعداء كنا

حين كان الوطن صغيرًا

وكان الحب صغيرًا

كهروب وردي اللون في الأحلام.

*

لا تكثر الكلام

سقطت أول غرسة زيتون وأنت هناك

تجمع الخبز والسجائر

تخزنها في ثنايا الوقت

وتبكي

تخزنها في ذاكرة مثقوبة

وتنتقم من الحياة التي كانت

حياة

وكنت فيها حقيقيًا

بعين ويد

وروح شفت حتى رق لها

صوت الله في الفجر

روح كانت تحيا السلام

في نصف رغيف.. وكأس ماء.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كمن يحفر قبرًا لأبيه

شظايا ناعمة في مديح الخير