17-سبتمبر-2019

مهند عرابي/ سوريا

ها قدْ بدأ استنساخُ البشر

حقًّا هذه لحظةٌ فارقة

يقال إنّها مختبراتٌ عملاقة

وأجهزةٌ طويلةُ الصبر

تدقّقُ في الهوامش

العاطفة/ الانفعالات

لا أعرفُ كيفَ

أقنعُكِ بالذّهابِ إلى هناك

لأحصلَ على عددٍ من نسخٍ منكِ

واحدة تذهبُ إلى السوقِ

تطاردُ أسعارَ الخضارِ والأقاويلَ المنتشرة،

وأخرى لأمّكِ وهي تؤنبُ

فساتينَكِ المنفعلة،

وأضعُ نسخةً مصغّرةً في جيبي

كلما هممتُ بالذهاب إلى السريرِ أو المقهى ...

أمّا أنتِ فستبدين مخطوطةً مهملة

حينها قد يحقّقك الأحفاد

ويقولون: هذه الجدةُ الأصل

وغيرها مزور

تلاعبَ بها البشرُ عندما قرّروا تحدي الإله..

ستكونين رائعةً يملؤكِ التراب

ورأسُكِ مائلٌ للهذيان،

تُعنِّفين الجميعَ لأجلِ مدينةٍ تعدّدتْ أسماؤها،

ستكونين مخطوطةً مهمة

لو حظي الأحفادُ

بدراسةٍ موسَّعةٍ عن النساء

اللواتي يتكاثرنَ بالشجار

ويتأرقن جرّاءَ العُرف،

النساءِ الفاتناتِ لدرجةِ الخمر،

المتسخاتِ بالجديةِ والعاطفة،

حينها سيعرفُ الجميعُ لماذا كنتُ أُحبُّكِ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الوصول عبر الموت والأسئلة

سيرةٌ ذاتيّةٌ للنمل