على الرغم من إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي تحويل غزة إلى جبهة ثانوية إلا أنّ مجازر الاحتلال في القطاع استمرت في حصد المزيد من الضحايا؛ فمنذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، أعلن عن سقوط 12 شهيدًا، ثلاثة منهم سقطوا جراء قصف الاحتلال مواطنين في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، ووقع الـ9 الآخرون جراء استهداف نيران الاحتلال مواطنين بمنطقة توزيع المساعدات قرب محور نتساريم وسط قطاع غزة.
فيما بلغت حصيلة الشهداء ليوم أمس السبت 79 فلسطينيًا حسب معلومات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة. توزعوا ما بين 21 مواطنًا استشهدوا في غزة وشمال القطاع، و19 شهيدًا في الوسط، و39 شهيدًا في الجنوب، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" عن مصادرها.
ومن بين هؤلاء الشهداء، ارتقى 15 شهيدًا، وأصيب العشرات، في نقاط توزيع المساعدات قرب محور نتساريم وسط قطاع غزة، حسب مصدر طبي رسمي. وبذلك ارتفع عدد ضحايا جرائم الاحتلال قرب مراكز توزيع المساعدات إلى 280 شهيدًا، وأكثر من 2532 إصابة، وصلت المستشفيات.
ارتفع عدد ضحايا جرائم الاحتلال قرب مراكز توزيع المساعدات إلى 280 شهيدًا، وأكثر من 2532 إصابة، وصلت المستشفيات
وبحسب بيان صادر عن وزارة الصحة في غزة، فقد وصل مستشفيات غزة خلال الـ48 ساعة 90 شهيدًا، بالإضافة إلى 605 جرحى.
وأضاف البيان الصادرة عن وزارة الصحة أنّ 5014 شهيدًا قتلوا منذ استئناف حرب الإبادة في 18 آذار/مارس الماضي. ويعكس هذا الرقم مستوى العنف الكبير والقوة المميتة التي يستخدمها جيش الاحتلال، والتي لم تتراجع على الرغم من الهدن وصفقات تبادل الأسرى وتدمير معظم قطاع غزة وتتابع الإدانات الدولية والحقوقية لجرائم الاحتلال.
وفي الأثناء، أصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء جديدة في مناطق بني سهيلا وعبسان الكبيرة والجديدة في خان يونس جنوب قطاع غزة.
كما دعا جيش الاحتلال، النازحين إلى المواصي إلى البقاء فيها وعدم العودة إلى خان يونس، باعتبارها "مناطق قتال خطيرة يعمل بها الجيش بقوة شديدة".
توقف كامل لعمل بلدية خان يونس
توقفت بلدية خانيونس، اليوم الأحد، بشكل كامل عن تقديم الخدمات الأساسية، خصوصًا في مجالي المياه والصرف الصحي، وعزت البلدية إعلان هذا التوقف لاستمرار الاحتلال في منع إدخال الوقود إلى المؤسسات الأممية العاملة في قطاع غزة.
وأكّدت البلدية في بيان صادر عنها أنّ هذا التوقف "يهدد بوقوع كوارث بيئية وصحية خطيرة، نتيجة تعطل محطات الضخ والمعالجة، مما سيؤدي إلى تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع وانتشار الأمراض والأوبئة بين السكان، في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة التي يعيشها القطاع".
إرباك في عمل الطواقم الطبية
أصدرت وزارة الصحة في غزة بيانًا حذّرت فيه من أن "التهديدات المتكررة بالإخلاءات والقصف للمناطق المحيطة بالمستشفيات يسبب الإرباك في عمل الطواقم الطبية وينذر بخروج ما تبقى من مستشفيات عن الخدمة".
ولفتت وزارة الصحة في غزة إلى أنّ مجمع ناصر الطبي "هو الوجهة الصحية الوحيدة لمئات المرضى والجرحى في محافظة جنوب قطاع غزة وتوقفه عن العمل كارثة لا يمكن توقع نتائجها".
كما أشار بيان وزارة الصحة إلى المشاكل التي تواجهها الطواقم الطبية والمرضى والجرحى للوصول إلى المستشفيات، "إذْ لا تتوفر لهم طرق آمنه تضمن وصولهم إلى المرافق الطبية"، وشدد بيان وزارة الصحة على أنه "لا يمكن انتظار المزيد من الوقت لإجراء تدخلات مرحلية لا تلُبي الحد الأدنى من مقومات تقديم الرعاية الصحية الطارئة والاعتيادية".
عودة الاتصالات والإنترنت
في السياق سجّلت عودة الاتصالات والإنترنت إلى قطاع غزة، فقد أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية، أمس السبت، عودة خدمات الاتصالات والإنترنت إلى القطاع المحاصر، بعد انقطاع دام 4 أيام نتيجة القصف الإسرائيلي الذي استهدف البنية التحتية بالقطاع.
وقالت الشركة، وهي مؤسسة غير حكومية، في بيان، إن "الاتصالات وخدمات الإنترنت الثابت عادت إلى مناطق قطاع غزة"، وأوضحت أن "طواقم الصيانة عملت خلال الأيام الماضية على إصلاح الأضرار التي لحقت بالخطوط نتيجة القصف".
حصيلة حرب الإبادة الجماعية
وصلت حصيلة شهداء حرب الإبادة الجماعية على غزة إلى 55 ألفًا و297 شهيدًا سقطوا منذ بداية العدوان على قطاع غزة، جلهم من الأطفال والنساء، فيما وصل عدد الجرحى والإصابات إلى أكثر من 130 ألفًا، فضلًا عن أعداد المفقودين الذين يقدّرون بالآلاف.
وترتكب إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير، وذلك في تجاهل تام للنداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقف الإبادة، ومذكرة الاعتقال الصادرة من الجنائية الدولية ضدّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير أمنه السابق يوآف غالانت.
يشار إلى أنّ منظمة العفو الدولية "آمنستي" أصدرت أمس السبت تقريرًا جديدا، تضمن أدلة إضافية على ارتكاب إسرائيل للإبادة الجماعية، حيث كشفت صور أقمار صناعية، حلّلتها المنظمة، أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سوّى بلدة خزاعة في خان يونس جنوب غزة بالأرض، ودمّر جميع ما فيها من بنية تحتية وأراضي زراعية، وهجّر جميع سكانها، وذلك في غضون أسبوعين فقط من شهر أيار/مايو المنصرم، بالتزامن مع إطلاق جيش الاحتلال لخطة "عربات جدعون".
وأكّدت العفو الدولية، أن جريمة مسح بلدة خزاعة، ليست حالة معزولة، بل تمثيلًا حيًّا لما يجري في الكامل القطاع، داعية إلى فتح تحقيق في المسألة وضمان عدم إفلات دولة الاحتلال من المحاسبة والمتابعة في القضاء الدولي.