30-يناير-2022

من مواجهة الفريقين في ربع نهائي كأس أمم أفريقيا 2017 (Getty)

الترا صوت - فريق التحرير

ساعات وتنطلق لقاءات اليوم الثاني من دور الربع نهائي في كأس أمم أفريقيا، حيث تسيطر على المشهد قمة عربية خالصة بين المنتخب الغربي ونظيره المصري، في مواجهة يسعى أسود الأطلس من خلالها بلوغ المربع الذهبي للمرة الأولى منذ 18 سنة، وفك شيفرة الفراعنة بالأدوار الإقصائية، بينما يطمح الفراعنة لاستعادة أمجادهم الأفريقية وبلوغ منصات التتويج مجدداً.

المواجهات التاريخية:

تواجه المنتخب المصري ونظيره المغربي سابقاً في 29 مباراة، 27 منها بشكل رسمي، ومالت الكفة بشكل واضح للمغاربة الذين اكتسحوا جل المواجهات وفازوا في 14 منها، بينما لم يتمكن الفراعنة من تحقيق الفوز سوى في ثلاث مناسبات فقط، وحسمت نتيجة التعادل 12 مواجهة، وبالكان تواجه المنتخبين في ستة مرات فازت المغرب في ثلاث منها وانتصرت مصر في اثنتين وتعادلا في واحدة، وعلى الرغم من تسيد أسود الأطلس لغالبية المباريات، إلا أن مواجهة الفريقين بالأدوار الإقصائية في أمم أفريقيا مثلت عقدة للمغاربة، حيث التقى المنتخبين مرتين سابقاً بالأدوار الإقصائية كانت الغلبة فيهما لمصر، الأولى كانت بنسخة 1986 في نصف النهائي ورجح هدف الطاهر أبو زبد التاريخي كفة الفراعنة للمرور للدور النهائي والتتويج باللقب حينها، والثاني قبل خمس سنوات بربع نهائي كان الغابون 2017 عندما تفوق المصريين بهدف لصفر.

يدخل المنتخب المغربي مواجهة الربع نهائي والأمل يحذوه في تحقيق فوز يضمن له العبور للمربع الذهبي للمرة الأولى بعد غياب لأكثر من 18 سنة بالتحديد منذ كان تونس 2004 من ناحية، وفك عقدة مواجهة المنتخب المصري بالأدوار الإقصائية للمنافسة الإفريقية وتعويض خسارتيه السابقتين أمام الفراعنة بالدور ذاته من ناحية أخرى.

 مسار أسود الأطلس لدور الثمانية كان الأكثر استقرارً من بين نظرائه بالدور نفسه، حيث تصدر ترتيب المجموعة الثالثة برصيد سبع نقاط، بفوزه بهدف نظيف على غانا في المباراة الأولى وبثنائية نظيفة على جزر القمر بالمباراة الثانية، فيما تعادل بهدفين لكل طرف مع منتخب الغابون في ختام لقاءاته بدور المجموعات، وفي دور الستة عشر تمكن من قلب الطاولة على منتخب مالاوي بهدفين لهدف.

 مسار سجل فيه زملاء أشرف حكيمي سبع أهداف كاملة، لكنها لم تشفع لهم أمام الرأي العام الرياضي المغربي الذي عبر عن قلقه الشديد من كثرة الفرص المهدورة وقلة الفاعلية التي ظهرت على مردود عناصر الخط الأمامي، واعتبر المراقبين المغاربة أن المدير الفني مجبر على توفير التوليفة والهياكل اللازمة لتجسيم الفرص، سيما وأنه سيواجه واحد من أفضل الدفاعات بالبطولة لم تهتز شباكه سوى في مناسبة وحيدة.

اقرأ/ي أيضًا: كأس أمم أفريقيا 2022.. هدف قاتل يمنح المغرب انتصارًا مثيرًا على غانا

 وفي معرض ردوده عن ذلك وعد خاليلوزيتش خلال المؤتمر الصحفي بأن يكون هجوم المنتخب المغربي أكثر فاعلية وشراسة من المباريات السابقة إذ قال "المباريات التي لعبناها حتى الآن تمكنا خلالها من العودة بقوة بعد تلقينا الهدف الأول، وأعد بأن خط هجومنا سيكون أكثر فعالية أمام مصر"، ويتوفر المدرب البوسني على حلول هجومية عديدة يأتي في مقدمتها الظهير الطائر أشرف حكيمي الذي يمثل قوة ضاربة للجهة اليمني للأسود، فاستغل الحرية الهجومية التي ومنحها له المدرب ليسجل هدفين ويساهم في أربع من أصل السبع المسجلة.

 كذلك لا تقل الجهة اليسرى قوة عن اليمنى بقيادة جناح آنجي الفرنسي سفيان بوفال كثالث أفضل مرواغ بالدورة للأن، ومسجل هدفين، وإن كان العمق الهجومي بقيادة يوسف النصيري أقل حسماً فإن هداف إشبيلية ما زال لم يظهر وجهه الحقيقي بعد، دفاعات المغاربة استقبلت ثلاثة أهداف، ولم تقلق الجمهور كثيراً بعلة أن جلها جاءت من كرات عكس سير اللعب، لذلك يثق المغاربة كثيراً في خطهم الخلفي بغانم سايس ونايف أكرد والمتألق بحراسة المرمى ياسين بونو.

 كل هذه المعطيات الإيجابية جعلت من خاليلوزيتش يرفع راية التحدي في وجه المنتخب المصري فقال "مواجهة منتخب مصر تحد جديد، لكن كونوا على يقين بأننا سنرفع راية التحدي أمام الفريق المتوج بكأس أمم أفريقيا 7 مرات من قبل، وسنعمل على تحقيق الفوز"، داعياً في ذلك اللاعبين لبذل قصارى جهدهم والتضحية من أجل إسعاد جماهيرهم التي طال انتظارها "لجماهير المغربية تنتظر منا الانتصار، لذا يجب التضحية وبذل الجهد من الجميع لتحقيق ذلك، ومن جانبي سأضع أحسن خطة وأفضل تكتيك لتحقيق الانتصار وإسعاد تلك الجماهير".

على المقلب الأخر، المنتخب المصري وبعد ظهوره الخافت بالمرحلة الأولى واقتصاره على تحقيق فوزين بالحد الأدنى المطلوب بهدف نظيف على كل من غينيا بيساو والسودان، والهزيمة بالنتيجة ذاتها أمام نيجيريا، تغيرت أحواله كثيراً بمواجهة الدور ثمن نهائي أمام ساحل العاج الذي فاز عليه بركلات الترجيح، وقدم زملاء صلاح بتلك المباراة أداء كبيرا على كل المستويات خاصة الذهني والبدني منها، واستطاعوا تلافي العديد من الإشكاليات والصِعاب التي تعرضوا لها بالدور الأول إن كان ذلك بالشق الدفاعي أو بالجانب الهجومي.

 بالشق الدفاعي تحسن أسلوب الضغط ودفاع المساحة عندهم بشكل واضح، فإن كانت أبرز مشاكل مصر الدفاعية بالمباريات الأول، وخاصة في لقاء نيجيريا هي الضعف في تغطية المساحات خاصة بالعمق فإن هذا الأمر تم تداركه بالمواجهة الأخيرة مما ساهم في اغلاق الممرات الداخلية والمساحة بين الخطوط، وذلك بسبب التحويرات في تمركز ثلاثي الوسط ، وخاصة حمدي فتحي ودوره في اغلاق عمق الملعب.

 أيضاً من أهم الأمور التي تم معالجتها بالشق الدفاعي تتمثل على التحولات الهجومية عبر الأطراف بالنسبة للخصوم، وذلك عبر الترحيل وخلق كثافة عددية على أجنحة وأظهرة الخصم، على الشق الأخر وإن واصل خط الهجوم عقمه وهو الذي مثل أبرز عيوب الفراعنة بمرحلة المجموعات، إلا أن عملية التنشيط الهجومي تحسنت كثيراً ولم تبقى مقتصرة على الحلول الفردية من محمد صلاح أو مرموش، بل ساهم التوظيف والتعليمات الجديدة لثلاثي الوسط في خلق أنماط متعددة لإيصال الكرة لمناطق الخصم، سواء كان من العمق أو من الأطراف أو حتى بالكرات الطولية.

 كل هذه المؤشرات تبعث على التفاؤل بالنسبة للجماهير المصرية، خاصة بالأسبقية المعنوية التي يتمتع بها فريقهم في مواجهة المغرب بالمسابقة الأفريقية، حيث مثل بوابة عبور لهم لنهائي في مناسبتين سابقاً، وما يزيد الجمهور أملاً هو الروح والقتالية الكبيرة التي أظهرها أحفاد الفراعنة بالمباراة الأخيرة، ومن المتوقع أن يعاني المنتخب المصري من غياب حارس مرماه محمد الشناوي، الذي يبدو أنه لم يتعاف بعد من إصابته في العضلة الخلفية للفخذ، وكذلك لاتزال مشاركة لاعب الوسط المحوري حمدي فتحي محل شك، لمعاناته هو الأخر من إصابة في العضلة الضامة تعرض لها بالمواجهة السابقة، خلاف ذلك تبدو بقية التشكيلة في حالة جيدة اثر الاختبارات الأخيرة لفيروس كورونا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 أداء مغربي أمتع الجميع.. أسود الأطلس إلى ربع نهائي كأس أمم أفريقيا

ضربت موعدًا تاريخيًا مع المغرب.. مصر تطيح بساحل العاج خارج كأس أمم أفريقيا