17-نوفمبر-2015

عبد الله حماس/ السعودية

وجهة بلا جهة

بت أعرف وجهتي لكن مصيبتي أني إلى الآن لا أعرف من أنا وأين أنا 
بوصلة تحمل أسماء باتجاه تلك المسافات المنقرضة وتسلكني كما لو أن رصاصة غازلت وردةً ﻻ تأبه
كفيفة هي الثواني فليس بإمكانها أن تسقط صفة الربيع عن كتل الثلج المنحوتة في صدري 
بوصلة ﻻ تخاف ﻻ يعني أنها تولجني إليك عبر الهزيم أو أنها تستشعر أنفاس الأرض 
بوصلة ﻻ تخاف قد تخطئ في اصطياد طريق
بوصلة ﻻ تخاف ستنجح في نصب فخ، لكني ﻻ أضمن أنها قادرة على إقناع الوصول بالسقوط فيه
أعلم أني منتشر كحبة لوز في جوف الخريف، لكن المسميات ترفض اعطائي دليل استخدام ناجع لليل فكلنا نكذب 
فلا يتيم كالحزن
وﻻ أرملة كالتعاسة
وﻻ فقيد كالحقيقة
وﻻ وهم كالانتصار بشهوة القتل
وﻻ لعنة تسكن فينا كنعمة الخوف من كل رائحة تتكوم في بوابات المدائن
نعم كلنا نكذب 
فهل من منكسر كالبحر
وهل من مرتجف يرتعد كفاجعة
أدري بأني ﻻ أدري، وأنه محال أن أصنف رائحتك على أنها بالون اختبار فك،ل التيارات تتدافع نحو تلك الثقوب السوداء المتخمة بالضوء 
سأجلس هنا مدخنًا أرجيلتي فهي التي تحترق لأجلي غير مكترثة بمزاجية الريح والمطر
سأجلس اليها مانحًا قلبها بعض من ذنوبي وكل شقائي.

 

اكتمال بنكهة الغياب

ترى كيف هو اﻻكتمال؟ كيف مذاقه؟ كيف هو ملمسه؟ هل هو فعلًا كما رسمته تلك اﻻنفعالات العاطفية الشفافة؟ هل له تلك الرائحة التي تخجل الليل وتنشط ذاكرة النوارس التي تحصي الموجات المسافرة عبر الرمل؟
ياااااااااااااااه كم يدفعني الفضول لأعرف كنهه وهل لديه ذاك الحضور حين يدنو منك؟ هل فعلًا بإمكانه أن يشرئب كنجمة ﻻ تترك الصدفة تباغتها؛ فهي مرتبة وفاتنة وعينها مسمرة كحائط على ورق يهذي ببعض النصوص المقدسة.

كيف هو؟ كيف تسريحة عينيه؟ وطعم حديثه؟ من بامكانه أن يعرف تضاريس عطره أو حتى أن يرسم لي خارطة توصلني إليه؟ أعرف أني أبدو كصنوبرة خرفة أو ظل تتلاعب به تلك المسميات الكلاسيكية للجنون لكني حقًا أريد أن أعرفه أريد أن أقابله، ولو لقبلة فالروح أعدت خطاب مطولًا له.

أيها اﻻكتمال كم أنت شقي أنك ﻻ تعرفني بعد. فقد ﻻ أبدو لك كسوسنة تحتشد للغيب، أو زهرة تنضح بالوصول، لكني بكل هذياني هذا أسعى إليك.

اقرأ/ي أيضًا:

صاحب هذا القات قتل أثناء تهريبه

حبيبتي تستيقظ من كابوس قناص