29-ديسمبر-2015

نجوى ألبا.. قضايا التعليم قادتها للبرلمان الإسباني(الموقع الرسمي لنجوى ألبا)

ربما تنبع تجربة نجوى أحمد جويلي، الفتاة الإسبانية من أصل مصري، من كونها تجربة تحمل قدرًا كبيرًا من المصداقية عند الإسبان، الذين فقدوا الكثير من الثقة في حكومة راخوي والحزب الشعبي الحاكم، خاصة بعد فضيحة لويس بارثيناس رجل الأعمال وأمين صندوق الحزب المعتقل على خلفية قضايا فساد.

أكثر الملفات التي جذبت الإسبان للتصويت لألبا وحزبها هي ملفات التعليم التي مكنتهم من أكثر من 38 ألف صوت تقريبًا

نجوى جويلي أو نجوى ألبا، وهو الاسم الذي باتت تُعرف به، هذه الفتاة الشابة ذات الأربعة والعشرين ربيعًا، استطاعت كمسؤولة عن قسم "السوشيال ميديا" الخاص بحزبها أن تستمع إلى الناس وتقترب منهم، وتحديدًا إلى الشباب العاطل عن العمل في سنها، حتى تحول معاناتهم إلى برامج عمل يقوم على أساسها نشاط الحزب. تُعرف ألبا نفسها على أنها طالبة ماجستير في تخصص علم النفس، وهي على الهامش ناشطة وعضو في المجلس المدني لحركة "نستطيع" الشبابية الإسبانية.

لم تستطع سياسات التعليم ولا السياسات الحكومية أن تضمن مستقبل الشباب الذي يتخرج من الجامعات والمعاهد في إسبانيا ليواجه حقيقة البطالة، والأمر لا يقتصر على الشباب بل على أناس مثل أبويها، تقول ألبا، إنهم "يجدون أنفسهم وهم على أعتاب عامهم الخمسين بلا عمل".

في الأثناء، وبالنسبة لسياسات التعليم، أعطى حزب "نستطيع" الأهمية القصوى للمناطق الأكثر تضررًا من الأزمة الاقتصادية على أن تتم عملية مسح لهذه المناطق وإعطاء الأولوية للمراكز غير الربحية التي تُعنى بقضايا التعليم داخل الأقاليم المختلفة في إسبانيا. هذا الدعم الذي يسعى حزب ألبا لتوفيره سيكون على سبيل المثال في شكل "مواد دراسية، معلمين، رحلات مدرسية، مواد تكنولوجية وغيرها. يريد الحزب أن يضمن حق كل المدارس في وجبات مدرسية أيضًا.

تسعى ألبا وحزبها إلى إتاحة المزيد من الأماكن الشاغرة للطلبة والتلاميذ في قاعات الطعام، بل وتقديم منح للحصول على وجباتهم بشكل مجاني وخاصة أولئك الأطفال الذين قد يعاني أهلهم من إقصاء اجتماعي بأي شكل. هذا ما يفسر صور نجوى ألبا على صفحتها على موقع فيسبوك وهي تزور إحدى المحاضن وتتحدث عن استقبالهم الدافىء لها.

يطمح الحزب بالتعاون مع وزارة التعليم والمجالس البلدية، إلى توفير حق الطعام لطلاب المدارس من خلال نظام يعتمد على "الكوبونات" ويعطي الأولوية للطلبة الواقع أهلهم تحت ظروف اجتماعية صعبة. ومن المعروف أن من أكثر البنود غلاء في إسبانيا في الحياة المعيشية هو بند الطعام الذي يشكل عبئًا على الأسر الإسبانية ذات الدخل الضعيف والمتأثرة بشكل مباشر من الأزمة الاقتصادية.

يطمح حزب نجوى ألبا إلى توفير حق الطعام لطلاب المدارس من خلال نظام يعتمد على "الكوبونات" ويعطي الأولوية لمن يقع أهلهم تحت ظروف اجتماعية صعبة

يتمثل التزام نجوى ألبا الحزبي السياسي في التنسيق بين الصفحات والقنوات التي بدأت تتحدث باسم "نستطيع" في كل إسبانيا وتقول: "أثبتت التجارب أن ما كنا نسير عليه من سياسات تجاه الصحة والتعليم والاقتصاد أصبحت بلا جدوى وآن الأوان أن يتغير ما يجب أن يتغير وعليه فإننا نقدم أنفسنا كأداة لهذا التغيير، ويمكننا كحزب أن نقود هذا التغيير المأمول".

تأكد منذ ليلة الحادي والعشرين من كانون الأول/ديسمبر 2015 أن حزب "نستطيع" صاحب الشارة الأورجوانية سيكون قوة ثالثة في البرلمان الإسباني بعد الحزب الشعبي وقبل حزب العمال الاشتراكي، حيث حصل الحزب على تسعة وستين مقعدًا في البرلمان. ما يهمنا في هذا السياق أن أكثر الملفات الخمس التي كانت جاذبة لشرائح تصويتية عريضة هي ملفات التعليم التي جذبت أكثر من ثمانية وثلاثين ألف صوت تقريبًا.

يؤكد الحزب على مجانية التعليم كحق أساسي ضمن الحقوق العالمية التي أكد عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ويشدد على أحقية التعليم كأداة ليس فقط للمعرفة بل لتنمية الحس النقدي القادر على التغيير في المستقبل، والتأكيد على قبول قانون التعليم في حالته قبل إدخال التعديلات عليه من قِبل حكومة راخوي.

اقرأ/ي أيضًا:

المغرب..منقطعات عن الدراسة لأنهن فتيات!

الماجستير في المغرب..للمحظوظين فقط