25-يناير-2017

غرافيتي في مدريد (ويكيبيديا)

نجومكِ في سماءِ القلبِ
ما زالتْ تضيءُ دمي
لتهتديَ الطيورُ إليهِ
تبني عشّها فيهِ/
أنا لولاكِ ما عرفتْ 
أغاني الشعرِ نايَ فمي
ولا درّبتُ عصفورًا 
على التغريدِ تحتَ سلاحِ قاتلِهِ وقاضيهِ/
رأيتُ الزهرَ بعدَ الحربِ منتثرًا 
مع الأشلاءِ والأطفالِ ملتفينَ بالعلَمِ
وكانتْ كفّكِ البيضاءُ تنشِلـُهم من الألمِ
ووجهكِ كانَ كالإنسانِ حينَ يقولُ حريّـةْ
ووجهكِ كانَ كالمنفيّ حينَ يقولُ سوريّةْ
يفتّحُ في مَسامِ الليلِ أزهارًا دمشقيّــةْ
ويسقي الفجرَ بسمتَهُ فيحييهِ
من الظُلمِ/
خذيني من جبالِ الثلجِ طفلًا نحوَ موقدِهِ
خذيني من جراحِ الحربِ ظمآنًا لمورِدِهِ
خذيني وردةً ذبلتْ إلى بستانِ خدّيكِ
ضعيني طائرًا في عشِّ كفّيكِ
ضعيني آيةً تتلى على قدّاسِ عينيكِ/
أحبّكِ كلما حنَّ الغريبُ وقالَ يا أمّي
أحبّكِ مثلما أمٌّ تمزّقُ ابنها المقتولَ بالتقبيلِ والضمِّ
أحبكِ كلما جرحتْ عيونُكِ لحنَ أغنيتي
أحبّكِ كلما احترقتْ بضوءِ يديكِ ذاكرتي
أأمشي؟
لا أرى جهةً 
فوجهكِ وحدهُ جهتي/
أنا أتشرّبُ الإيمانَ مِنْ ترتيلِ آياتـِـكْ...
أنا أنسى مَرارَ اليــُـتــْـمِ منْ حلوِ ابتساماتــِكْ...
فكيفَ أموتُ أو أحيا بلا ذاتِـــكْ/
سأسجـَـنُ فيكِ كي يتعلمَ الأحرارُ
أنّ السجنَ حريّةْ
وأكتبُ عنكِ حتى تصبحَ الأشعارُ
للأجيالِ أغنيــّةْ/
فأنتِ شعارنا السامي
وأنتِ قصيدةُ الشام ِ
وأنتِ فراشةُ التوليبِ، 
أنتِ الصبرُ في التعذيبِ
أنتِ أصابعُ الأطفالِ فوقَ دفاترِ الرسْم ِ
وأنتِ كعاجلِ الأخبارِ عن نصرٍ يكسّرُ صخرةَ الغمِّ/
فأنتِ قضيّةُ الشعبِ
وأنتِ نهايةُ الحربِ
وأنتِ بدايةُ الحـُـبِّ
وأنتِ رسالة ُالقلبِ
وأنتِ رسولةُ الحبِّ..

 

اقرأ/ي أيضًا:

المرآة التي تعرّفنا بنا كل صدفة

خذي غيابك وأوصدي خلفه الباب