22-مايو-2023
Getty

عقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعها في نفق تحت حائط البراق جنوبي المسجد الأقصى (GETTY)

عقدت الحكومة الإسرائيلية، اجتماعها الأسبوعي اليوم الأحد، في نفق تحت حائط البراق جنوبي المسجد الأقصى، في الذكرى الـ56 لاستكمال احتلال مدينة القدس، وذلك بعد ساعات من اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير ساحات المسجد الأقصى.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو "إن معركة القدس لم تنته عام 1967"، وفق تعبيره. وأشار نتنياهو إلى استمرار تهويده لمدينة القدس والاستيطان فيها، رغم الضغوط الدولية الكبيرة، على حدِّ تعبيره.

نتنياهو تحدث عن استمرار سعيه للاستيطان والتهويد في مدينة القدس المحتلة

وأضاف نتنياهو: "كان بعض رؤساء الوزراء مستعدين للاستسلام لهذه الضغوط"، مشيرًا إلى أنه قام ببناء العديد من المستوطنات في المدينة، مثل "هار حوما وجفعات عاماتوس ومعاليه هزيمتيم"، قائلًا: "لقد فعلنا ذلك تحت ضغط دولي هائل وواجهنا هذا الضغط"، وفق وصفه.

وتفاخر نتنياهو بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس خلال ولايته كرئيس للوزراء، ووعد بالضغط على المزيد من الدول لفعل ذلك.

وقدم نتنياهو خطابًا توراتيًا، للرد على حديث رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الأمم المتحدة، الذي أشار إلى حفر إسرائيل للأنفاق تحت المسجد الأقصى.

زكي وزكية الصناعي

 

وفي السياق نفسه، اقتحم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير المسجد الأقصى، صباح الأحد، قائلًا: "أنا سعيد بالصعود [اقتحام] إلى الحرم القدسي [المسجد الأقصى]، المكان الأكثر أهمية لشعب إسرائيل"، وفق زعمه. متابعًا، القول: "يجب أن يقال إن الشرطة [الاحتلال] تقوم بعمل رائع هنا وتثبت مرة أخرى من هو المسؤول في القدس. لن تغير كل تهديدات حماس أي شيء، فنحن مسؤولون عن القدس وكل إسرائيل"، على حدِّ قوله.

ميزانية لتهويد القدس

وفي سياق متصل، وبينما تشهد الحكومة الإسرائيلية أزمة جديدة متعلقة في مشروع قانون الموازنة، نتيجة اعتراضات عدة أحزاب داخلها على توزيع الموازنة، بناءً على الاتفاقيات الائتلافية، فقد تمت الموافقة على قانون لتعزيز تهويد مدينة القدس والاستيطان فيها. 

وأقر اجتماع مجلس الحكومة الإسرائيلية ميزانية تقترب من 500 مليون شيكل لمشاريع الاستيطان وتهويد القدس المحتلة. وبحسب بيان صادر عن وزارة ’شؤون القدس والتراث’ التابعة لدولة الاحتلال، وافقت الحكومة الإسرائيلية على برنامج استيطاني مدته خمس سنوات، يتضمن مشاريع مرتبطة في الاستيطان بالمدينة، من بينها تهويد حائط البراق، من خلال تخصيص ميزانيات لعملية التنقيب والحفر فيه، وتهيئة المدينة المحتلة من أجل استيعاب زيادة المستوطنين فيها.

كما صادقت الحكومة الإسرائيلية على خطة للأعوام 2024-2028 بتمويل مشترك من الحكومة وبلدية الاحتلال في القدس لدعم مشاريع الأسرلة في المدينة.

وفي سياق أزمة الحكومة الإسرائيلية، تعهد نتنياهو بتمرير الميزانية، مطالبًا أعضاء الائتلاف بالحفاظ على الحكومة.

وتعيش الحكومة الإسرائيلية، أزمة مرتبطة في توزيع الميزانية على الوزارات والمدارس الدينية، وتواجه اعتراضات من حزب "عوتسما يهوديت" بزعامة إيتمار بن غفير، وحزب "أغودات يسرائيل" المتشدد دينيًا، وعضو الكنيست عن حزب "نوعم" آفي ماعوز، حيث يهدد أعضاء هذه الأحزاب بالتصويت ضد مشروع الموازنة، في حال عدم تلبية مطالب كل حزب بالحصول على الميزانيات المطلوبة للوزارات، ويعني رفض التصويت على الموازنة، حل الكنيست تلقائيًا يوم 29 أيار/ مايو، والتوجه إلى انتخابات جديدة في غضون 3 أشهر. 

وتشير التقديرات الإسرائيلية حاليًا، إلى قدرة نتنياهو والائتلاف الأكثر تطرفًا في تاريخ دولة الاحتلال، على تمرير الميزانية بصعوبة، وتصف صحيفة "جيروزاليم بوست" حل الحكومة بـ"سيناريو محتمل ولكنه بعيد الحصول".

Getty

إدانات فلسطينية

وقال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم، إن عقد حكومة الاحتلال اجتماعها الأسبوعي في أنفاق "حائط البراق لمدينة القدس المحتلة"، تصعيد خطير للحرب الدينية التي يشنها الاحتلال على المدينة المقدسة.

وشدد قاسم على أن الشعب الفلسطيني سيواصل مقاومته للدفاع عن هوية القدس العربية والإسلامية.

بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، "إن سياسات العدوان في القدس والمسجد الأقصى من اقتحامات واستفزاز لمشاعر شعوب الأمة العربية والإسلامية، وعقد اجتماع لحكومة الإرهاب والتطرف أسفل حائط البراق، يأتي في سياق الحرب الصهيونية ضد أرضنا وشعبنا". 

وأكَّدت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، أنّ اقتحام قوات الاحتلال وعلى رأسهم وزير الأمن القومي المتطرّف ايتمار بن غفير والمستوطنين لباحات المسجد الأقصى صباح اليوم، هو عدوان سافر على شعبنا ومحاولة لفرض وقائع جديدة والسيطرة على المدينة المقدّسة.

واعتبر الناطق الرسمي باسم رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أن اجتماع حكومة الاحتلال برئاسة نتنياهو داخل أحد الأنفاق الاستعمارية التي حفرها الاحتلال تحت المسجد الأقصى المبارك، لا يغير من حقيقة فلسطينيتها شيئًا.

وأضاف أبو ردينة، "أن هوية القدس العربية بمقدساتها الإسلامية والمسيحية لن تغيرها تصريحات نتنياهو ولا الواقع الموجود بحكم الاحتلال، لأن هذا الاحتلال لن يغير التاريخ ولن يصنع مستقبلًا، ووجود نتنياهو وحكومته إنما هو بقوة السلاح والاحتلال الباطل، ونهايته إلى زوال".

إدانات عربية

ودانت دولة قطر "بأشدّ العبارات اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى"، واعتبرته انتهاكًا للقانون الدولي والوصاية الهاشمية، محذرةً من سياسة الحكومة الإسرائيلية التصعيدية والمساس بالوضع الديني والتاريخي للمسجد الأقصى.

ودانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، بأشد العبارات إقدام وزير الأمن القومي الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى، وتحت حراسة وحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية الأردنية سنان المجالي، إن قيام وزير الأمن القومي الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته هي خطوة استفزازية مدانة، وتصعيد خطيرٌ ومرفوضٌ ويمثل خرقًا فاضحًا ومرفوضًا للقانون الدولي، وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها.

أقرت الحكومة الإسرائيلية ميزانية جديدة من أجل تهويد مدينة القدس 

ووصفت الخارجية المصرية اقتحام إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى بـ"التصرف الاستفزازي"، مؤكدةً على أن "الاقتحامات المتتالية للمسجد الأقصى والرامية لترسيخ سياسة التقسيم الزماني والمكاني، لن تغير الوضع القانوني والتاريخي القائم، والذي يعد فيه الأقصى وقفًا إسلاميًا خالصًا".

وأدان رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى، قائلًا: "أدين بشدة اقتحام الحرم الشريف من قبل وزير الأمن القومي الإسرائيلي الذي يواصل الخطابات العنيفة والأعمال الاستفزازية ضد فلسطين".