14-أغسطس-2018

من لقاء السيسي ونتنياهو على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)

ألترا صوت - فريق التحرير

 

كشفت مصادر إسرائيلية، يوم الإثنين، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قد عقد قمة سرية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، في أيار/ مايو الماضي، لمناقشة وقف طويل لإطلاق النار في قطاع غزة.

 سافر نتنياهو إلى القاهرة مع عدد قليل من المستشارين وحراس الأمن في شهر رمضان، وانضم إلى السيسي على مأدبة الإفطار

وذكرت القناة الإسرائيلية العاشرة، نقلًا عمن قالت إنهم مسؤولون كبار في الولايات المتحدة لم تذكر أسماءهم، أن الاجتماع عقد في الـ22 من شهر أيار/مايو. وقال التقرير إن نتنياهو والسيسي ناقشا تخفيف الحصار الإسرائيلي المصري على غزة، وإعادة تأهيل بنيتها التحتية، والشروط التي ستوضع قبل تنفيذ وقف إطلاق النار.

ووفقاً لتقرير القناة العاشرة، فقد سافر نتنياهو إلى القاهرة مع عدد قليل من المستشارين وحراس الأمن في شهر رمضان، وانضم إلى السيسي على مأدبة الإفطار. فيما جاءت الزيارة بعد أسبوع واحد فقط من قيام إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس.

وقال التقرير إن الزعيمين تحدثا عن جهود للتوصل إلى ترتيب سياسي في غزة يتضمن إعادة السلطة الفلسطينية إلى القطاع، وإعادة البناء. وعن تفاصيل لمشاريع البنية التحتية الحيوية في غزة. كما ناقش الطرفان إعادة الجنود الإسرائيليين المختطفين لدى حركة حماس.

واستنادًا إلى مخاوف أمنية، تواصل إسرائيل ومصر فرض قيود مشددة على المعابر الحدودية مع قطاع غزة، وهو ما يتسبب بحالة من الانهيار الاقتصادي والمعيشي في القطاع.

اقرأ/ي أيضًا: مخابرات مصر والموقف من حماس.. صراع وتناقض يفضحه إعلام النظام

وحسب تقرير القناة الإسرائيلية، فقد قال الرئيس المصري إن حل الأزمة في غزة يمر عبر عودة السلطة الفلسطينية إليها، وتحملها المسؤولية الكاملة هناك. حتى لو كانت كل شروط رئيس السلطة محمود عباس للعودة إلى غزة لم تتحقق. فيما أوضح السيسي أن إسرائيل والعالم العربي والمجتمع الدولي يحتاجون إلى الضغط على عباس للعودة رغم معارضته.

ووفقًا للقناة العاشرة، فقد ناقش نتنياهو والسيسي خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط. وبينت القناة أن أيًا من وزراء الحكومة لم يكونوا على علم بزيارة نتنياهو السرية إلى مصر، فيما لم يصدر مكتب نتنياهو أي تصريح، ولم يعلق أي مسؤول إسرائيلي حول هذه المعلومات. وكذلك فإن الجانب المصري لا يزال متحفظًا حول تأكيد أو نفي حدوث اللقاء.

وبعد حوالي شهر من رحلته إلى القاهرة، ذهب نتنياهو إلى عمان والتقى بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وهي الزيارة التي أعلن عنها الجانبان بعد وقت قصير من حدوثها.

وكان آخر لقاء بين نتنياهو والسيسي على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/ سبتمبر الماضي. فيما لا تزال هناك ترجيحات بأنهم اجتمعوا سريًا أكثر من مرة منذ الانقلاب في مصر عام 2013.

وحسب التسريبات التي ترد في وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية، فإن القاهرة تلعب دورًا في التنسيق لمشروع التسوية الأمريكي، المتعارف عليه باسم صفقة القرن، مقابل مصالح اقتصادية واستراتيجية.

بعد حوالي شهر من رحلته إلى القاهرة، ذهب نتنياهو إلى عمان والتقى بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني

كما أن نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، المقرب من السعودية والإمارات، يقيم علاقات أمنية واستخباراتية متطورة مع تل أبيب، كجزء من المحور الذي يُصطلح عليه بالدول العربية المعتدلة.

اقرأ/ي أيضًا: معاريف: إسرائيل تُسلّح أبوظبي وتقصف سيناء بمباركة مصرية

وفي عام 2016، زار وزير الخارجية المصري، سامح شكري، نتنياهو في اجتماع حظي بتغطية إعلامية واسعة في منزل الأخير في القدس. وكانت هذه أول زيارة يقوم بها أي وزير خارجية مصري في غضون ما يقرب من عشر سنوات.

وفي عام 2015، أعيد فتح السفارة الإسرائيلية في القاهرة بعد إغلاق دام أربع سنوات، بسبب الاحتجاجات أمام السفارة على قتل إسرائيل لعدد من ضباط الشرطة المصريين في سيناء. وفي العام نفسه، صوتت مصر لصالح إسرائيل لتصبح عضوًا في لجنة تابعة للأمم المتحدة، وهي المرة الأولى التي تصوت فيها مصر لصالح إسرائيل في الأمم المتحدة منذ عام 1948. وأعادت مصر تعيين سفير لها في تل أبيب في عام 2016، بعد أن قرر الرئيس المصري المعزول محمد مرسي سحب المبعوث احتجاجًا على الهجوم الإسرائيلي على غزة عام 2012.

فيما تشير تقارير عدة، إلى أن هناك تعاونًا عسكريًا بارزًا بين الطرفين، خاصة فيما يتعلق بالأنفاق في غزة وملف سيناء، إلى درجة أن بعض التقارير قد أشارت إلى أن إسرائيل نفذت عدة غارات بطائرات بدون طيار في سيناء، بموافقة مصرية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

التطبيع مع إسرائيل بأموال النفط وملوك الطوائف

"صديق إسرائيل" أميناً عاماً لجامعة الدول "العربية"