صعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من تهديداته باستئناف الحرب على غزة، مؤكدًا أن إسرائيل ستستأنف العمليات العسكرية على القطاع إذا لم تُفرج حركة حماس عن المحتجزين لديها بحلول ظهر السبت المقبل.
تصعيد إسرائيلي وتهديد بالحرب
جاءت تصريحات نتنياهو عقب اجتماع طارئ لمجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر "الكابينت"، حيث قال: "إذا لم تُطلق حماس سراح رهائننا حتى ظهر السبت، فإن وقف إطلاق النار سينتهي، وسنعود إلى القتال المكثف حتى هزيمة حماس بشكل نهائي".
نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤولين أن نتنياهو لا يطالب بالإفراج عن جميع المحتجزين الـ 76 بحلول يوم السبت، وهو على استعداد لمواصلة تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة إذا أطلقت حماس سراح المحتجزين الثلاثة على النحو المتفق عليه
وقبل ذلك، خرجت تصريحات من مكتب نتنياهو، تدّعي أن "حركة حماس انتهكت الاتفاق، ما يعني أنه لن يكون هناك أي تقدّم في مواصلة تنفيذ الاتفاق وفي المفاوضات بشأن المرحلة الثانية، دون إعادة الأسرى".
الرئيس الأميركي دونالد ترامب: "إذا لم يتم الإفراج عن جميع الرهائن بحلول السبت، اتفاق وقف إطلاق النار سيُلغى، وسيندلع الجحيم".
اقرأ أكثر: https://t.co/hEHNCvXBDE pic.twitter.com/vtfdjDp3Ws— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) February 11, 2025
هذه التصريحات تأتي في ظل وقف إطلاق نار هش، تم التوصل إليه بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، يشمل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، بالإضافة إلى السماح بدخول مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.
وتزامنت تهديدات نتنياهو مع تكثيف الجيش الإسرائيلي استعداداته العسكرية، حيث أفادت مصادر إسرائيلية بأن القوات البرية والجوية وضعت في حالة تأهب قصوى، في حال فشل المساعي الدبلوماسية الجارية للإفراج عن المحتجزين.
ونقلت مصادر إسرائيلية أنه على خلفية التوترات وعدم اليقين بشأن استمرار الصفقة، من المتوقع أن يعقد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس في الساعات المقبلة جلسة نقاش لتقييم الوضع في قطاع غزة، بمشاركة كبار المسؤولين الأمنيين.
من جهتها، قالت القناة 13 العبرية إن المنظومة الأمنية طلبت من المستوى السياسي عدم تخريب الصفقة حاليًا والانتظار حتى يوم السبت، على أن يتم اتخاذ القرارات بعد ذلك.
تقدير موقف صادر عن @ArabCenter_ar يسلّط الضوء على خطة ترامب لتهجير سكان قطاع غزة، مستعرضًا أصل الفكرة وآفاقها وتداعياتها.https://t.co/wNlzDp6sYq
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) February 11, 2025
وأشارت إلى أن جيش الاحتلال بدأ بالاستعداد لاحتمال انهيار وقف إطلاق النار في قطاع غزة عبر تعزيز الدفاعات في منطقة غلاف غزة، مرورًا بالتحضيرات لإعادة السيطرة على محور نتساريم، وصولًا إلى استدعاء قوات الاحتياط.
مواقف نتنياهو المتضاربة
في المقابل، نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤولين أن نتنياهو لا يطالب بالإفراج عن جميع المحتجزين الـ 76 بحلول يوم السبت، وهو على استعداد لمواصلة تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة إذا أطلقت حماس سراح المحتجزين الثلاثة على النحو المتفق عليه.
وكانت "هيئة البث الرسمية" الإسرائيلية قد كشفت أن نتنياهو رفض الاستجابة لطلب وزراء في الكابينت بالتهديد بإعادة جميع المحتجزين يوم السبت، في أعقاب تصريحات ترامب.
بدورها، نقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مصدر مسؤول قوله: "إعادة المخطوفين من غزة بعمليات عسكرية أصبحت أمرًا معقدًا وغير ممكن تقريبًا".
وفي تعليقه على التطورات المتعلقة بالتهديدات التي أطلقها نتنياهو باستئناف الحرب، قال المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، إن نتنياهو أصدر بيانات متضاربة بعد جلسة الكابينت أمس، لأنه يسير بين الألغام ويتعرض لضغوط من ترامب خارجيًا، وسموتريتش داخل الحكومة، وبن غفير خارجها، إضافة إلى الرأي العام الإسرائيلي.
في لقاء مع @AlarabyTV اعتبر المفكر العربي @AzmiBishara أنّ الرد العملي على خطة #ترامب يكون بإعادة إعمار #غزة وعدم انتظار الموافقة الغربية والإسرائيلية على ذلك. pic.twitter.com/7sHY0TLXIM
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) February 10, 2025
وأضاف أن نتنياهو يخشى الذهاب خلف ترامب كثيرًا، فيتنكر له الرئيس الأمريكي في مرحلة من المراحل، كما حصل في ولايته الأولى. وبحسب بن يشاي، فإن حل مشكلة الدفعة السادسة من المحتجزين المزمع الإفراج عنهم يوم السبت سيتم بالطرق الدبلوماسية.
بدورها، أشارت المحللة السياسية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، سيما كيدمون، إلى أن البيان الذي خرج به نتنياهو بعد انتهاء اجتماع الكابينت، كان الهدف منه الحفاظ على ما تم الاتفاق عليه في الصفقة، مع محاولة عدم إغضاب ترامب في الوقت نفسه.
وأوضحت أن نتنياهو أعلن أن الكابينت يدعم مطلب ترامب بإطلاق سراح المحتجزين حتى يوم السبت، لكنه تجنب ذكر كلمة "الجميع".
ووصفت كيدمون بيان نتنياهو بأنه "مراوغ وأكروباتي"، مشيرة إلى أن هناك شيئًا واحدًا لا يريده، وهو أن يبدو وكأنه هو من أفشل الصفقة، والسبب بسيط: الرأي العام أصبح أكثر حساسية منذ السبت الماضي، عندما عاد أوهاد، وإيلي، وأور في الظروف التي عادوا فيها، مما أثار صدمة كبيرة وقلقًا عميقًا لدى الجمهور الإسرائيلي.
ولفتت المحللة السياسية إلى أنه إذا لم يكن هناك تحرك واضح وحاسم من جانب إسرائيل نحو المرحلة الثانية، وإذا لم يكن واضحًا لحماس أن رؤية ترامب قد اختفت من المشهد، فإنهم ببساطة سيتوقفون عن إطلاق المحتجزين الإسرائيليين.
"كلما زاد الارتباك وعدم اليقين، كلما قلت احتمالية أن يكونوا مستعدين للتنازل عن هذا الأصل التفاوضي الثمين".
نشوة أكيدة، انتشرت في أوساط سياسية إسرائيلية عديدة بعد طرح ترامب عن تهجير قطاع غزة والاستيلاء عليه، وبين مشروع مر عليها أكثر من 50 عامًا، ومشروع آخر، طرحه ترامب، تتعدد طرق ومحاولات #التهجير في #غزة.https://t.co/kIKnTT1LID
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) February 11, 2025
من جهته، اعترف زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، بأنه لا يعرف ما الذي سيحصل يوم السبت، لأن مكتب نتنياهو أصدر أربع بيانات متناقضة، لكنه شدد على مواصلة تطبيق الاتفاق.
يشار إلى أن "يديعوت أحرونوت" نقلت عن مصدر إسرائيلي قوله إنهم يتوقعون الإفراج عن المحتجزين التسعة الأحياء المتبقين من المرحلة الأولى لاتفاق التبادل ووقف إطلاق النار في الأيام المقبلة، وليس بالضرورة يوم السبت.
تأكيد حماس على موقفها
في المقابل، رفضت حركة حماس هذه الاتهامات، مشيرة إلى أن إسرائيل لم تلتزم بتعهداتها السابقة، خاصة فيما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع ووقف عمليات الاستهداف التي تطال المدنيين الفلسطينيين.
وفي بيان صادر عن جناحها العسكري، أكدت أن "المقاومة نفذت كافة التزاماتها، في حين لم يلتزم الاحتلال"، مشيرة إلى أن تأجيل الإفراج عن الأسرى سيستمر "حتى إشعار آخر، ولحين التزام إسرائيل بالاتفاق وتعويض استحقاقات الأسابيع الماضية بأثر رجعي".
بيان للخارجية المصرية: #مصر ستقدّم تصوّرًا لإعادة إعمار #غزة يضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه. pic.twitter.com/aP6pbIxqYR
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) February 11, 2025
تحركات قطرية ومصرية لمنع التصعيد
يأتي هذا التصعيد في ظل تحركات دبلوماسية مكثفة يقودها الوسطاء الإقليميون، في محاولة لإيجاد حل وسط يمنع انهيار الهدنة وتجدد الحرب.
وتكثف كل من قطر ومصر جهودهما لمنع انهيار الهدنة، حيث أجرى المسؤولون القطريون والمصريون اتصالات مكثفة مع الأطراف المعنية بالاتفاق في محاولة لاحتواء تداعيات التصعيد، الذي تدفع في اتجاهه الرغبة الإسرائيلية في إفشال الاتفاق، وتحركات واشنطن الداعمة لتل أبيب، والهادفة إلى تنفيذ مخطط التهجير.
وفيما تواصل القاهرة التحذير من تداعيات هذا المخطط، تؤكد أن المضي فيه سيؤدي إلى مزيد من التعقيدات الإقليمية.
على الرغم من أن الهدنة لا تزال قائمة، يترقب الجميع ما سيحدث يوم السبت، وما إذا كانت الجهود الدبلوماسية ستنجح في منع اندلاع جولة جديدة من الحرب، أم أن المنطقة ستدخل مرحلة أكثر دموية من الصراع.