20-يوليو-2022
نتفليكس

عملاق البث عبر الإنترنت ما يزال متفائلًا رغم الخسائر (Getty)

عديدة هي الأطراف التي تنفست الصعداء على وقع الأخبار القادمة من نتفليكس، والتي تتحدث عن خسارة المنصة مليون مشترك تقريبًا من قاعدة مستخدميها خلال الشهرين الماضيين. 

تعدّ هذه الخسارة هي الأكبر على مستوى المشتركين في تاريخ الشركة 

لكن حتّى نتفليكس نفسها تعاملت مع الأمر بإيجابية وشيء من الارتياح، وذلك لأن الخسارة المسجّلة في المستخدمين، والتي بلغت بالتحديد 970.000 مشترك، والتي تعدّ أكبر تراجع في عدد المشتركين في المنصة منذ 25 عامًا، إلا أنّها قد كانت أقل بالنصف تقريبًا من الخسارة التي كانت متوقعة، حيث خشيت الشركة خسارة مليوني مشترك، وذلك بحسب ما أعلنت عنه في نيسان/أبريل الماضي. 

وفي واقع الأمر، فإن تقرير الربع الثاني من العام لشركة نتفليكس قد صدر في مسعى منها لطمأنة المستثمرين وبث رسالة للمنافسين بأن الشركة في طريقها إلى التعافي والرجوع إلى أوضاع النموّ المتصاعد، وأنها قد بدأت تتعلم الدروس الصعبة من خسارتها الأخيرة، والتي كبدتها تراجعًا في أسهمها بنسبة 37% في يوم واحد، في أضخم أزمة تمرّ بها الشركة العملاقة في تاريخها. وقد اشتمل التقرير الجديد على نبرة تفاؤل واضحة، إذ يتوقع حدوث زيادة مليون بواقع مشترك في الربع الثالث من العام الجاري. 

خطة نتفليكس للنهوض 

كان تقرير الربع الثاني من العام بمثابة صفعة علنية هي الأقسى في تاريخ الشركة، وقد دفعتها إلى اتخاذ قرارات صعبة من أجل تجاوز هذه المرحلة الحرجة وضمان عدم خسارة قوتها التنافسية في سوق يشهد صعود لاعبين جدد في القطاع واستثمارات ضخمة في الولايات المتحدة وخارجها، من أجل حجز مساحة ما في سوق البث عبر الإنترنت، والعثور على جوانب جديدة لتحقيق الإيرادات. 

وعلى سبيل المثال، أكدت نتفليكس مؤخرًا أنها بصدد التعاون مع شركة مايكروسوفت من أجل تطوير خطة اشتراك جديدة مخفّضة التكلفة في المنصّة، إلا أنها ستتضمّن عرض إعلانات للمستخدمين أثناء المشاهدة. ومن المتوقع إطلاق الخدمة في عدد محدود في البداية من المناطق ذات الطلب الإعلاني الكبير، ثم طرحه على نطاق أوسع في العام 2023. وتأتي هذه الخطوة بعد سنوات عديدة من مقاومة الشركة إغراء الخضوع لمنطق الإعلانات داخل المنصّة، إلا أنه يبدو خيارًا منطقيًا الآن من أجل جذب شرائح أوسع من المستخدمين الذين يرغبون بمتابعة برامج المنصّة برسوم أقل من الخطط المتاحة حاليًا.  

كما تعمل نتفليكس على اختبار بضعة طرق لتضييق الخناق على ظاهرة مشاركة كلمات المرور بين المستخدمين، ويجري الحديث حاليًا عن طريقتين مقترحتين يجري اختبارهما في عدة أسواق حول العالم، وتحديد آثار ذلك على سلوك المشتركين. فبحسب تقديرات الشركة، فإن مشاركة كلمات المرور تعدّ معضلة كبرى تؤثر على إيرادتها، إذ يقدّر عدد المستخدمين الذي يتابعون نتفليكس مجانًا عبر استخدام حسابات أصدقائهم أو أقربائهم بحوالي 100 مليون مستخدم. وتقترح نتفليكس طرح حلّ وسط، يتمثّل في رسم 3 دولارات على الأقل في حال الرغبة في مشاركة الحساب مع أحد أفراد العائلة. 

الرقم الأصعب في عالم البث 

رغم المتاعب والنكسات العديدة التي واجهت نتفليكس مؤخرًا، إلا أنها ما تزال الشركة الأهم في قطاع البث عبر الإنترنت حاليًا، بواقع 221 مليون مشترك تقريبًا حول العالم. كما يتوقع أن تتصاعد استثمارات الشركة على صعيد الإنتاج المستقل للمسلسلات والأفلام، حيث ترصد نتفليكس عشرات المليارات من الدولارات للتوسّع في إنتاجاتها الخاصّة بعدد واسع من اللغات، من بينها العربية والألمانية والإسبانية والفرنسية والتركية.