12-يوليو-2021

لوحة لـ روبرت هاميلتون/ امريكا

لا أفقهُ

ما معنى أن أكونَ

لقمةً سائغة

في فوهات الدبابات

وهي تحصدُ

أرواح الأطفال

في شوارع الخديعة

لم أعلم

أن هذه اللّعبة

تحتاج إلى كمٍّ هائل

من اللّحم البشريّ

حتّى تكتمل البهرجة

بهذا الشكل.

البارود في فمي

علامة على

حروبٍ طاحنةٍ

على وشك أن تبدأ.

من المؤكد

أنّ أحدهم قد حقنني

بحقنةٍ من قلق كافكا!

اليوم بالذات

سأتمرد على الرّيح

وأنقذ تلك الوجوه الكالحة.

حين فتحتُ

كتبَ التاريخ

سالت أنهار الدّم

فكفرتُ بكتبِ الفتنة كلّها

كفرتُ بوجوديّات

سارتر، هايدغر، كيركيغارد

كفرتُ

بسوطِ نيتشه

وهو يتلوّى

على ظهور النّساء!

كفرتُ بالشعراء

والفلاسفة الفارغين

وبالصمت

عن نبوءات كاذبة.

لم أعلم ما السّرّ

من وقوفِ مشهد

الخبز

على شاشاتِ العالَم

أمام بطون مليئة بالجوع!

لا شكّ أنّني

قد كفرتُ

حين استأصلتُ أمعاء

فقراء دوستويفسكي

وتهتُ

في شوارع ماركيز الغامضة.

حين أصابتني

عدوى الطاعون والتمرّد

على مرأى من بحر

الخطيئة

لعنتُ كامو

كما إنني لعنتُ فرويد

عندما عرّى أخته

أمام الحشود

وأشعل نهديها

ليضيئا له عوالَم هلامية

وجعلَ منهما قاعدة

لنظريات الرغبة!

لا شكّ أنّني قد كفرت حقًّا

حين آمنتُ

بالأحزاب المخصيّة

وعُهرها المنمّق.

هكذا

أنا نبيٌّ كافرٌ

بأساطير الخرافة

لمْ أكن بحاجةٍ

إلى معجزاتٍ

كي أتمرد على مفهوم

الشعوذة

وأبصق

في وجهِ كهنة

الوهم!

 

اقرأ/ي أيضًا:

أنهارٌ تصبُّ في جثة واحدة

التراب الذي كان أهلي