22-يوليو-2020

لوحة لـ هيلدا حياري/ الأردن

1

اخترتُكَ لأنكَ مقطوعٌ من شجرة.

لأنكَ تنظر إلى الخلف بعينِ منتصر.

ليس لأنك لا تأبه للماضي، ولكن لتقول إني حذفتُكم!

حتى أنكَ جازفتَ وعدتَ من دون تهيبٍ،

وعثرتَ هناك على البذرة.

...

...

فَقَعَتِ البذرةُ راحةَ يدي

ألمٌ أتدرّبُ على اتقان فنّ الحوارِ معه

ما يعتاش عليه الشغف

يُديرني غفلةً صوبَ الضوء.

 

خِلتُ أني لن أرى غيرَ

جذرِه السرّي يومًا!

 

2

تُريدُ أن تسحبَ منه كلَّ الهواء الذي في الكلام

وهو غريق 

أن يختنقَ

حتى لا يعودَ

غير المسافة اللامرئية بين الروح والروح

تغالبُ  الأيدي فيها

متشبثةً تجمعُ في الطريق

إلى أعلى

الفقاعاتِ

كُرات من كركراتٍ

بِيضاويات كالمنّ من السماوات

والسلوى

حلوى من ضوء!

 

3

شيءٌ مِن ثقل العسل

ننغمرُ فيه أجنحةً متقصّفةً، ذرورَ ألوانٍ فاتحةً وغامقة

أطرافا تسبح منفصلةً عن بعضها

لا تلتحمُ إلا في الحلم

شيءٌ ببطء الكون يموجُ

في حيز ضيق

 

على أننا نظلّ نهوي فيه وننبثق

لا نَمسُّ القاعَ ولا نبلغ الذروة

 

يُقلّب العالمُ تلك البضاعة من خلف الشاشة 

دهشة أم نشوى!

كلمات مهجورة

مفترضة فحسب!

ربما مُعلّقة!

أو لعلّها مبتورة!

 

4

ترعرعَ في حضنِه

نشأَ وشبَّ التفَّ وتَغلَّفَ

فتأخّرَ فصلُه

أو استحالَ

كما دَمُ الطبيعةِ من تحت يجري

وقد أوصَلَ بين الشُغُفِ *

...  أَدْمَتْهُ *

هو، ولاشك يتمّمُ وظيفتَه على أكمَلِ وجه!

 

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* الشُغُف جمع شَغاف القلب، غلافه وسويداؤه!

* حين شابَتِ الحياة غَدت مِن لون الجلّنار، أحمر قان أجهَدَ القلب ببهائِه.

 

5

أقوالٌ يُساء فهمها

إن لم تلتحم جبهتي بصدر قميصِكَ

أشياءٌ لا تسمية لها من دون خدشها

أودِعها كلها في راحة يدكَ

وأرتضي في الباقي من حياتنا

ترميمَ ما لا حِصْر له لتغطية الأثر

...

...

كَمْ رُتِّقَ هذا الشراع الواقف في عين الهواء

مَنْ صنعَ هذا النسيج

من أيقظَ يدي في ساعةٍ متأخرة

لتنتقي الخيط تلو الخيط

 

6

اللهفةُ نبيذ معتّق علينا أن نشربَه قبل الطوفان.

كل ما حولنا في هذا العالم مهلهل.

انظرْ إلى الماء يندفعُ خجلًا عبر هفوات السقوف.

والكروم المتسلّقة تستحمّ في الظهيرة بلا حيلة

جاهلةً، مثلنا، تتساءل هل حقًا السماوات منذرة؟

 

خرير الخيوط السيّالة موسيقى مكتوبةٌ لرعشةِ الورق اليانع.

امتلاء العناقيد رغبةٌ مستبدة غير عابئة بمصيرها

الأرواح المستريحة تحت في الظلّ

لا تكفّ عن استلام نداءات صنوانها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

إشارة إلى شيء

الحرب تعمل بجد