04-نوفمبر-2021

(Getty Images)

ألتراصوت-فريق التحرير

قال مسؤولون أمريكيون وإيرانيون أمس الأربعاء إن إيران احتجزت ناقلة نفط في بحر عُمان الشهر الماضي، لكن الجانبين قدما روايات متباينة فيما يخص عملية احتجاز الناقلة.

تحدث مسؤولون إيرانيون عن أن الولايات المتحدة احتجزت ناقلة نفط إيرانية في 24 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وأن هجوم شنته قوات كوماندوس إيراني أعاد الناقلة إلى المياه الإقليمية الإيرانية.

قال مسؤولون أمريكيون وإيرانيون أمس الأربعاء إن إيران احتجزت ناقلة نفط في بحر عُمان الشهر الماضي، لكن الجانبين قدما روايات متباينة فيما يخص عملية احتجاز الناقلة

وجاء في بيان صادر عن الحرس الثوري الإيراني قوله "بحرية الجيش الامريكي الارهابي تكبدت الهزيمة امام الرّد السريع والمقتدر من جانب القوات المضحية والشجاعة لسلاح البحر التابع للحرس الثوري، وباءت محاولتها لسرقة النفط الايراني بالفشل"، واوضح البيان ان "الامريكيين عمدوا عبر هذه القرصنة الى نهب النفط الايراني من الناقلة المحملة به في مياه بحر عمان، وقاموا بنقل الشحنة المسروقة بواسطة ناقلة اخرى الى جهة مجهولة"، واضاف البيان ان "القوات المضحية لدى بحرية الحرس الثوري تمكنت من خلال عملية انزال مروحي على متن الناقلة المحملة بالنفط الايراني المسروق، واقتادتها صوب المياه الاقليمية الايرانية"، كما اكد الحرس الثوري في بيانه على ان "القوات الامريكية الارهابية حاولت بالتزامن مع هذه العملية وباستخدام عدد من المروحيات وسفينة حربية ان تطارد ناقلة النفط الايراني المسروق لكنها فشلت بعد التصدي الصارم والمقتدر لقوات سلاح البحر التابع للحرس الثوري"، ولفت البيان ان "الامريكيين الذين ادركوا مدى جهوزية وحزم القوات الباسلة لدى بحرية الحرس الثوري في مواجهة جميع المغامرات والتهديدات التي تستهدف مصالح الشعب الايراني، اضطروا على التوقف ومغادرة المنطقة".

وبحسب بيان الحرس الثوري الإيراني فقد رست هذه الناقلة بميناء بندر عباس المطل على مضيق هرمز عند الساعة الثامنة من صباح يوم الاثنين 25 تشرين الأول/ اكتوبر الماضي.

وبث التلفزيون الإيراني تسجيلًا مصورًا للعملية، وأوضح  أن "الولايات المتحدة صادرت شحنة نفط إيراني معدة للتصدير ونقلتها إلى ناقلة أخرى، ثم قادتها إلى جهة مجهولة"، إلا أن "بحرية الحرس الثوري قامت بإنزال عسكري على متن الناقلة الثانية وصادرتها".

 

 

بدوره غرد المحلل السياسي الإيراني سيد محمد ماراندي المقرب من الحكومة الإيرانية على "تويتر" وقال "معلوماتي سرقت الولايات المتحدة ناقلة وقود إيرانية في طريقها إلى فنزويلا، خان القبطان والطاقم إيران وساعد الولايات المتحدة، سرق وباع الوقود الإيراني، الآن تم الاستيلاء على الناقلة التي تحمل نفس القبطان والطاقم وتحت الحماية العسكرية الأمريكية من قبل بحرية الحرس الثوري الإيراني".

من جهتها وصفت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون الرواية الإيرانية بأنها "غير دقيقة وكاذبة"، وقال المتحدّث باسم البنتاغون جون كيربي للصحافيين "لقد رأيت التأكيدات الإيرانية وهي غير صحيحة على الإطلاق"، وأضاف "لم تبذل السفن الأميركية أي جهد للاستيلاء على أيّ شيء"، وأوضح أنّه "في 24 تشرين الأول/أكتوبر رصدت البحرية الأميركية بالفعل قوات إيرانية تصعد بشكل غير قانوني على متن سفينة أثناء إبحارها وتستولي عليها في المياه الدولية في بحر عُمان"، وأكّد كيربي أنّ "الأسطول الخامس طلب من سفينتين ومن دعم جوي مراقبة الوضع من كثب"، لكنه أشار إلى أن "القوات الأميركية لم تحاول في أي وقت من الأوقات السيطرة على الموقف أو التدخّل فيه"، مضيفًا "لقد تصرّفنا وفقًا للقانون".

كما نقلت صحيفة "نيوزويك" الأمريكية عن مسؤول أمريكي فضل عدم الكشف عن هويته قوله إن "إيران تحتجز منذ 10 أيام ناقلة النفط MV Southys التي ترفع العلم الفيتنامي في خليج عُمان"، وذكر المسؤول الأمريكي أن "10 قوارب تابعة للحرس الثوري الإيراني قامت بقرصنة ناقلة النفط في 24 تشرين الأول/أكتوبر الماضي"، وشدد المسؤول على أن "دور القوات الأمريكية في الحادث اقتصر على المتابعة فقط"، مشيرًا إلى أن "العسكريين الأمريكيين بادروا إلى متابعة الوضع بعد رصدهم 10 قوارب سريعة إيرانية ومروحية في موقع الحادث"، وأوضح ان "الولايات المتحدة رفضت الكشف عن تفاصيل الحادث الاسبوع الماضي بسبب عدد من الحساسيات"، وأضاف أن "إيران تقوم الآن بتدوير هذا ضدنا، قائلة إنهم منعونا من استعادة هذه السفينة في حين أنه من الواضح جدًا أن قواتنا كانت تراقبهم ببساطة"، مؤكدًا أننا "ندحض المزاعم الإيرانية بأنهم منعونا من استعادة هذه السفينة".

ونشر موقع الصحيفة فيديو لجنود البحرية الأمريكية وهم يراقبون تقدم القوارب الإيرانية وطائرة هليكوبتر من ناقلة النفط في مضيق هرمز.

ومن ناحية أخرى قال مسؤولون أميركيون لوكالة "رويترز" إن "عدة طائرات مسيرة يعتقد أنها إيرانية، اقتربت من السفينة إيسكس الهجومية البرمائية التابعة للبحرية الأميركية في مضيق هرمز خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية".

وتتهم الولايات المتحدة إيران بالتحايل على العقوبات المفروضة على قطاع النفط من خلال تصدير الخام الى دول مثل الصين وفنزويلا والنظام السوري، وهي أعلنت أكثر من مرة توقيف ناقلات تحمل نفطًا إيرانيًا متجهة نحو دول أخرى.

وسبق للبحريتين الإيرانية والأميركية أن تواجهتا في مناوشات عدة في مياه منطقة الخليج، حيث يتخذ الأسطول الأميركي الخامس من البحرين مقرًا له، وتتواجد البحرية الأميركية بشكل منتظم في هذه المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة خصوصًا لكونها تشكل ممرًا أساسيًا لنسبة كبيرة من صادرات النفط الى الأسواق العالمية.

تتهم الولايات المتحدة إيران بالتحايل على العقوبات المفروضة على قطاع النفط من خلال تصدير الخام الى دول مثل الصين وفنزويلا والنظام السوري

وغالبًا ما اتهمت واشنطن طهران بنشاطات "استفزازية"، خصوصًا في مضيق هرمز، في المقابل تؤكد طهران المكانة المحورية لهذه المنطقة بما يشمل مياه الخليج ومضيق هرمز وبحر عُمان لأمنها القومي.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

باختصار.. كل ما تريد معرفته عن الصراع في إقليم تيغراي

التلفزيون الإيراني: استعادة ناقلة نفط صادرتها القوات الأمريكية في بحر عُمان