31-أغسطس-2015

تتناحر قوى اليمن السياسية، وينحر الإنسان في اليمن (Getty)

شن عددٌ من النشطاء والإعلاميين الموالين للتجمع اليمني للإصلاح "إخوان اليمن" هجومًا عنيفًا على حلفائهم في التنظيم الوحدوي الناصري، على خلفية ما قالوا أنه "انسحاب" لعناصر "الناصري" من جبهة القتال الغربية في مدينة تعز، أو ما تُعرف بـ"جبهة الضباب"، التي قالوا أنها تراجعت أمام قوات الحوثي وصالح بسبب انسحاب مقاتلي الناصري.

يتهم إخوان اليمن الناصريين بالانسحاب من القتال في مدينة تعز

وقال نشطاءٌ إصلاحيون على فيسبوك أن الأمين العام للتنظيم الناصري اليمني، عبد الله نعمان، أعطى أوامره بانسحاب المقاتلين الناصريين بسبب إصرار الأخير على تولي قائد اللواء 35 العميد عدنان الحمادي والمُعين من قبل الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، قيادة العمليات العسكرية في المجلس العسكري بديلًا للعميد يوسف الشراجي الذي "رفض ذلك".

وطالب منير المحجري، أحد نشطاء الإصلاح، العميد يوسف الشراجي بالإجابة على بعض الأسئلة "قبل سقوط جبهة الضباب"، والكشف عما دار بينه وبين الرئيس هادي في اتصال الأخير به، وعن الطلب الذي اشترط بموجبه هادي تقديم الدعم للمجلس العسكري وعن علاقة "الناصريين" بذلك، كما تساءل عن السر حول ما قال أنه "انسحاب بعض الناصريين من الجبهتين الإعلامية والعسكرية بتوجيهات قيادتهم وبأسلحتهم للذهاب لحضور حفل تخريج دفعة عسكرية قيل أنه سيتم الدفع بها إلى الجبهة ولم يتم ذلك" حد وصفه.

وأضاف المحجري في منشورٍ لاحق، متهمًا الناصريين بأنهم وفي ذكرى اغتيال سيد قطب "يحاولون اغتيال حلمها بخلخلة جبهة الضباب" كما قال، وذلك بـ"انسحابات مفاجئة وافتعال مشاكل واختلاق قصص".

زكريا الذيفاني، أحد نشطاء الإصلاح، اتهم قيادة الناصري بقطع الإمدادات عن جبهة المقاومة، وفيما أطلق نشطاء آخرون اتهامات بحق قيادة الناصري عن تخفيض المخصصات الماليّة للجنود المقاتلين في جبهة الضباب، علق الصحفي رداد السلامي قائلًا إن للناصريين مشروع "مقاولة" وليس "مقاومة" حد وصفه، ونشر السلامي صورة لأمين عام الناصري عبد الله نعمان وإلى جواره رئيس مجلس تنسيق المقاومة حمود المخلافي، أثناء استماعهما إلى خطبة الجمعة في ساحة الحريّة بتعز، أثناء الحرب الجارية، وعلق قائلًا "أخاف على هزبر المقاومة حمود المخلافي من غدر أنثى الضبع الناصرية التي بجواره".

وفي أول رد فعلٍ على هذهِ الاتهامات نفى مصدرٌ إعلامي في قيادة الناصري الاتهامات بانسحاب مقاتليه من الجبهات، معتبرًا أنها هراء، مشيدًا بدور العميد يوسف الشراجي في تأسيس المجلس العسكريّ وقواتِه الموالية للشرعيّة، مؤكدًا على ما أسماه "حرص الناصريين على بناء جيش وطني بعقيدة وطنية وولاء وطني خال من أي ضباط وأفراد يحملون ولاءات حزبية أو مناطقية أو مذهبية".

وأكد المصدر على أن الناصريون "يناضلون من أجل التوزيع العادل للسلطة والثروة وليس لديهم أي نزوع أو رغبة للسيطرة والاستحواذ على السلطة" نافياً انشغالهم بـ"التفكير أو العمل لمثل هذه السخافات". وأن لديهم "هدف واضح ومحدد يعملون مع كل الشرفاء بامتداد جغرافية الوطن لتحقيقه هو إسقاط الانقلاب واستعادة الدولة وإعادة العملية السياسية إلى مسارها القائم على الشراكة والتوافق الوطني".

اعتبر الناصريون الاتهامات لهم بالانسجاب من المقاومة محض هراء

وأثارت هذه الاتهامات جدلًا واسعًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تباينت الآراء بين مؤيدٍ لوجهة نظر النشطاء "الإخوان" وبينَ مُعارضٍ لها، فيما توزع الباقون بين محايد من جهة ومن يتهم "الإخوان" بشق صف المقاومة، ومن يتهم "مخابرات" صالح والحوثي بالوقوف وراء إثارة هذه الضجَّة.

الإعلامي الناصري والقيادي في "جبهة الضباب" أحمد الوافي أكد في منشورٍ له على صفحته في فيسبوك، أن الناصريين "لم ولن ينسحبوا من مواقع جبهات القتال، لكنهم انسحبوا من مواقع الفيسبوك" في إشارةٍ لخفوت ردود الفعل من نشطاء حزبه، مؤكداً بأن "العدوّ يستهدف زعزعة الصفوف مستغلاً غباء بعض رفاق الدرب في خلق معارك جانبية" حدّ وصفه.

وطالب الوافي رفاقه في "التنظيم الناصري" بأن "يصطحبوا نوتة صغيرة وقلم ويدونوا للتاريخ ليس لاستحقاق قادم وليس لمشروع تقاسم، وإنما لإثراء سجل تاريخ التنظيم بالبطولات والتضحيات الجسام معتبرًا أن "هذه البطولات والمواقف هي ثروتنا كتنظيم وليست الأرصدة".

يذكر بأن التنظيم الناصري قد أعلن قبل أشهر انخراطه في تنظيم وتوحيد المقاومة "حتى لايؤدي تعددها وتعدد مصادر دعمها وتركها على ما هي عليه إلى أن تصبح سبباً من أسباب نشوب حرب أهلية" بحسب بيانه الصادر بهذا الشأن.

وقاد الناصري موجة المُعارضة لتمدد مليشيات الحوثي وصالح في وقتٍ مُبكر، إذا ساهم في تنظيم التظاهرات المناهضة للمليشيات وقيادتها، كما رفض أمينه العام عبد الله نُعمان، وهو محامٍ بارز، التوقيع على اتفاق السلم والشراكة غداة دخول الحوثيين إلى صنعاء في 21 أيلول/ سبتمبر من العام المنصرم، وانسحب عدّة مرات من حوارات تقاسم السُّلطة في أذار/مارس الماضي والتي ترعاها الأمم المتحدة بسبب "مخالفاتها للمرجعيات القانونية والتوافقية" حد وصفه.

ويُعد التنظيم الوحدوي الناصري من الأحزاب السياسية العريقة في اليمن، وهو ضلعٌ رئيس في مربع الأحزاب اليمنية الكبرى، وعُرف بمُعارضتهِ الشديد لنظام صالح الذي قاد ضده انقلابًا أبيضًا في تشرين الأول/أكتوبر 1978. وتسببت المواقف الأخيرة لأمين عام الناصري في ارتفاع شعبيته لدى قطاعاتٍ من الرأي العام المَحلي، ويُطلق عليه أنصاره لقب "محامي الشعب اليمني".