01-نوفمبر-2015

مظاهرات سابقة ضد العبودية في موريتانيا(أ.ف.ب)

يعاني أبناء السجين الحقوقي بيرام ولد اعبيدي من العديد من الصعوبات في التكيف مع جو عائلي بغياب وجود الأب بينهم، كما يضطرهم شظف العيش إلى الاستعانة بالأقارب في تسيير مصاريفهم اليومية، خاصة مع استمرار وجود والدهم خلف القضبان بعد أن حكمت عليه محكمة مدينة "ألاك" بالسجن سنتين إضافة إلى غرامة مالية على خلفية أنشطته الحقوقية المطالبة بإنهاء كل أشكال العبودية.

وكانت هيئة الدفاع عن رئيس حركة "إيرا" بيرام ولد اعبيدي، المناهضة للرق والعبودية في موريتانيا، قد اتهمت، منذ أيام، السلطات القضائية في البلاد بمنع موكلها من الحق في العلاج بعد تدهور صحته بشكل خطير، وهو في سجنه بمدينة "ألاك"، مائتين وستين كيلومتر شرق العاصمة نواكشوط. وأصبح الوضع مشوشًا أمام العديد من المراقبين الذين يتساءلون هل تحول الناشطون الحقوقيون في موريتانيا إلى مسلوبين من حرياتهم وممنوعين من العلاج؟

تتدهور صحة بيرام ولد اعبيدي، المناهض للرق والعبودية في موريتانيا، داخل سجنه بشكل خطير

وقال يرب ولد أحمد صالح، محامي موريتاني، خلال مؤتمر صحفي أقامته لجنة الدفاع عن "بيرام"، وانتظم في العاصمة نواكشوط: إن "رئيس حركة "إيرا" يعاني من ألم بدأ برجله ثم تطور وقد عاينه الطبيب الرئيس في مستشفى مدينة ألاك والمدير الجهوي للصحة وأكدا ضرورة خضوعه لفحص بالأشعة وأنهما سيسلمان ذلك في تقرير إلى إدارة السجن وإليه شخصيًا".

ووضح ولد محمد صالح: "بيرام لم يتسلم ملفه الصحي حتى اللحظة ووضعيته تدهورت وهو ما اضطر النيابة إلى إخبار الوزارة بذلك وتم استدعاء مختصين أحدهما مختص أعصاب، وعاينا السجين وقد دفعتهم حالته الصحية إلى الإصرار على ضرورة إجرائه فحوصات ترتيبًا لخضوعه للعلاج الأمر الذي منعته إدارة السجن".

طالبت هيئة الدفاع وزير العدل، في رسالة وجهت له، بتحمل مسؤوليته وإجراء الفحوصات اللازمة لـ"بيرام" في العاصمة نواكشوط حيث يتوفر الفحص بالأشعة كما أمر الأطباء وأجمعوا على ذلك. ويرى العديد من المحامين الموريتانيين أن "حكومة بلادهم تقوم بنوع من التصامم عن النداءات المتكررة التي يطلقها نشطاء حقوقيون بين الفينة والأخرى من أجل إطلاق سراح رئيس الحركة "الانعتاقية" ولد اعبيدي".

يعتبر أنصار رئيس حركة إيرا سجنَ "بيرام" محاولة لإخماد صوت الحقوقيين المناهضين للعبودية في موريتانيا

من جانب آخر، تتواصل احتجاجات أنصار رئيس حركة إيرا "بيرام ولد اعبيدي" رافضة تواصل سجنه، معتبرين أن ذلك "يأتي لإخماد صوت الحقوقيين والمناهضين للعبودية والرق في موريتانيا"، هذا إلى جانب تحركات مشابهة أخرى حصلت خارج موريتانيا وتمثلت في مظاهرات لأنصار ومؤيدي بيرام أمام البرلمان الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسيل للمطالبة بتحريره من السجن.

وكانت شرطة مكافحة الشغب الموريتانية قد قمعت مسيرة قادها عدد من أنصار حركة "إيرا"، انطلقت يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسط العاصمة نواكشوط، للمطالبة بإطلاق سراح "بيرام ولد اعبيدي" وتم تفريقها بوابل من قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات.

اقرأ\ي أيضًا:

أن تكون ضد العبودية في موريتانيا

موريتانيا.. تنديد واسع إثر اعتقال محتجين سلميين