16-يوليو-2017

(getty) محمد الأخضر حامينة مع ملصق فيلمه

من النّادر أن تجد ناديًا أو مؤسسة فنية أو ثقافية تحمل اسم فنّان أو مثقف حيٍّ في الجزائر. فقد درج الواقع على تكريم الفنّانين بعد رحيلهم، تماشيًا مع المثل الشّعبي القائل: "كان حي مشتاق تمرة، مات علقولو عرجون". وهي ثقافة أثمرها، بحسب الباحث لونيس بن علي، ارتباط المخيال العام بقداسة الموت لا قداسة الحياة، "فكأن الإنسان لا يكتمل ولا يصبح طاهرًا إلا بموته".

محمد الأخضر حامينة هو العربي والجزائري الوحيد الذي حصل على السعفة الذهبية في مهرجان كان

خلافًا لهذا المنطق السّائد، فاجأ بعض النشطاء، على مستوى محافظة المسيلة، 200 كلم إلى الجنوب من الجزائر العاصمة، المشهد الثقافي والفنّي في الجزائر، بإطلاق نادٍ سينمائي حمل اسم المخرج محمد الأخضر حامينة (1934)، وهو العربي والجزائري الوحيد الذي افتكّ السّعفة الذهبية، في مهرجان كان عام 1975، عن فيلمه الثوري "وقائع سنوات الجمر".

اقرأ/ي أيضًا: خوان غويتيسولو.. "الطائر المنعزل" يودّع مراكش

لم يُخرج محمد الأخضر حامينة أكثر من سبعة أفلام، كان أوّلها "ريح الأوراس" عام 1966، وآخرها "غروب الظلال". لكنّ الطاقات الإيحائية والجمالية والرسائل الإنسانية التي تضمّتها أفلامه، خاصّة من زاوية ارتباط الإنسان بالأرض وبذاكرتها، جعلت محمد الأخضر حامينة في صدارة المخرجين الجزائريين والعرب، الذين حافظوا على ألقهم واحترام الجمهور لم. ولم ترتبط أفلامهم بزمكان معيّن، بل بأشواق الإنسان إلى الحرّية.

يهدف هذا النّادي، بحسب الكاتب ومدير الثقافة رابح ظريف، إلى الخروج بالسّينما من مقام الفعل الموسمي إلى مقام الفعل المرتبط بالحياة، "من هنا، أقدمنا على إطلاق اسم سينمائي حي على المشروع". يضيف: "كانت الجزائر من الدول العربية والأفريقية السبّاقة إلى تكريس صناعة سينمائية حقيقية، وبناء جمهور سينمائي مواكب، لكنها تراجعت عن كثير من المكاسب في هذا الإطار، وهو الوقت المناسب لاسترجاعها".

وقال محدّث "الترا صوت" إنّ الفعل السينمائي مرتبط بالحوار والتواصل وتبادل الخبرات بالضرورة، "وهو ما سيركز عليه النادي، من خلال العمل على لمّ شمل الفاعلين في هذا الحقل، والانفتاح على مختلف الشركاء في مختلف القطاعات، لترميم المنظومة السينمائية الجزائرية، وربطها بأسواق السّينما في العالم".

 

اقرأ/ي أيضًا:

بيت للرّواية في تونس.. سقف عالٍ للسّرد

ديهية لويز.. رحيل في مقتبل الشّغف