21-مارس-2017

للنوادي الثقافية والأدبية في الجامعات أهمية كبرى (أولشتن بيلد/Getty)

تأسّست جامعة قسنطينة في شهر مارس/آذار عام 1968، بصفتها فرع تابع لجامعة الجزائر العاصمة، يُدرّس عددًا محدودًا من التخصّصات مثل الطب والأدب والحقوق، لتصبح اليوم من أكبر الجامعات الجزائرية، بمجمّعاتها التسعة التي تشكّل نسبةً معتبرةً من المدينة. وقد قام بتصميم نواتها الأولى المعماري البرازيلي أوسكار نيماير، ويُشكّل برجها المتميّز واجهة إحدى الأوراق النقدية المعتمدة.

كانت جامعة قسنطينة إلى غاية نهاية التسعينيات، من أكثر الجامعات الجزائرية احتضانًا للنوادي الأدبية والثقافية لكنها تراجعت مؤخرًا

كانت جامعة قسنطينة إلى غاية نهاية تسعينيات القرن العشرين، من أكثر الجامعات الجزائرية احتضانًا للنوادي الأدبية والثقافية التي يشرف عليها طلبة ذوو اهتمامات إبداعية، وقد بات كثير منهم من الأسماء المهمّة في المشهد الأدبي الجزائري، غير أن سياقات موضوعيةً كثيرة، جعلتها تتراجع في هذا الباب، وتنكفئ على نفسها، فكأنّ توسّعها من حيث عدد الطلبة والأساتذة والمخابر والمدرّجات والتخصّصات، كان مشروطًا بانكماشها في مجال النشاط الثقافي الطلابي.

اقرأ/ي أيضًا: نظام LMD في الجامعات الجزائرية.. 10 سنوات من الجدل

في ظلّ هذا التراجع الملحوظ، بادرت نخبة من طلبة الجامعة، بتأسيس نادٍ ثقافي أسموه "نادي جسور الآمال"، يهدف إلى لمّ شمل المواهب في المجالات المختلفة، ومنحها فرصًا لممارسة ذاتها والمساهمة في إنعاش الفعل الثقافي والفني والأدبي في الفضاء الجامعي، خارج الهمّ الدّراسي والأكاديمي.

غير أن عراقيل كثيرةً واجهت الأعضاء المؤسّسين، وهم رسّام ومدرّب في الجيدو وبطل الجزائر في "الفري ستايل" ومصوّر محترف وشاعرة، ليس لهم أيّ انتماء سياسي أو إداري، وامتدت هذه العراقيل والتعسّفات على مدار خمس سنوات كاملة. تقول الكاتبة آمال بوذراع رئيسة النادي لـ"ألترا صوت" إن المديرية الفرعية للنشاطات الثقافية التابعة لجامعة قسنطينة، كانت تتماطل في الردّ على طلب الاعتماد، "وتدعونا في كل لقاء للعودة مرّةً أخرى للنظر في أمرنا، وهو ما دفعنا إلى النشاط داخل الإقامات الجامعية بشكل فردي".

مكّننا هذا التوجّه، تقول محدثتنا، من التعرّف على العشرات من المواهب والطاقات، وهو ما أجّج فينا روح الإصرار على أن نحصل على رخصة اعتماد النادي، وهذا ما حصل يوم السادس من مارس/آذار الجاري، فوجّهنا اهتمامنا مباشرةً إلى ترتيب حفل الافتتاح، لأنه سيكون مدخلنا إلى النشاط الذي حلمنا به مطولًا.

اقرأ/ي أيضًا: مساجد الجامعات الجزائرية.. لله أم للأحزاب؟

واجه نادي جسور الآمال في جامعة قسنطينة عراقيل عدة للحصول على الاعتماد بسبب عدم انتمائه السياسي أو الإداري

"استقطبت القاعة المئات من الطلبة والأساتذة وموظفي الجامعة، لكن أحد المشرفين على مديرية النشاطات الثقافية طلب منا عدم إدراج الموسيقى ضمن فقرات الحفل، ثم تمّ قطع التيّار الكهربائي عنا، بحجّة أننا لم نذكر في طلبنا لمديرية الجامعة بأن الحفل سيستقطب هذا العدد الكبير من الحضور، ممّا حملنا على أن نطلب لقاء رئيس الجامعة الذي وعدنا بترتيب حفل افتتاح من جديد".

ينوي القائمون على النادي أن يفتحوا فروعًا له في مختلف المجمّعات التي تتشكّل منها جامعة قسنطينة، كما ينوون بعث فيديرالية وطنية للنوادي الثقافية والرياضية في الجامعات الجزائرية، قصد كسر احتكار الإدارة للنشاطات وفق شروطها الخاصّة، وتمكين الطالب من المساهمة في ذلك، باعتباره العمود الفقري للعملية كلّها.

نجد من بين نشاطات النادي في الأسابيع المقبلة، بالإضافة إلى ورشات في الكتابة الأدبية والمسرح والسّينما، احتفالًا بيوم الأرض الفلسطيني، يتضمّن عروضًا فنية وأدبية، ومقابلةً ودية في كرة القدم، تجمع طلبة فلسطينيين وجزائريين، بحضور نجوم الكرة الجزائرية، منهم ياسين بزّاز ومراد مغني.

اقرأ/ي أيضًا:

عن تجربة المدارس المختلطة بين الجزائر وفرنسا

المكتبات الجامعية في الجزائر.. منتهية الصلاحية