22-يوليو-2020

أشارت عدة تقارير إلى تورط محتمل للسعودية بهجمات 11 سبتمبر (Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير

قال موقع نورث جيرسي الأمريكي إن 3361 من الناجين وأقارب ضحايا هجمات 11 أيلول/سبتمبر الإرهابية وقعوا على رسالة موجهة إلى وزير العدل والنائب العام الأمريكي ويليام بار تطالب برفع السرية عن ملفات لأجهزة الاستخبارات الأمريكية، من الممكن أن تسلط الضوء على ما إذا كان مسؤولون سعوديون قد ساعدوا على تنفيذ الهجمات.

3361 من الناجين وأقارب ضحايا هجمات 11 أيلول/سبتمبر وقعوا على رسالة موجهة إلى وزير العدل والنائب العام الأمريكي ويليام بار تطالب برفع السرية عن ملفات قد ترتبط بالدور السعودي

ويشير الموقع إلى إيقاف النائب العام مشاركة الملفات مع ما أصبح يعرف محليًا باسم "مجتمع 11 سبتمبر"، لافتًا إلى أن المدعين في الدعاوى القضائية الاتحادية التي رفعت في نيويورك يتحدثون عن وجود صلة بين الرياض ومنفذي الهجوم، وعلى الرغم من رفض بار رفع السرية عن بعض الملفات المرتبطة بالرياض، فإنه على عكس ذلك قام بمشاركة الوثائق مع فريق الدفاع عن العقل المدبر للهجمات خالد شيخ محمد، المحتجز في معتقل قاعدة غوانتانامو البحرية الأمريكية وقد يواجه حكمًا بالإعدام في حال تمت إدانته.

اقرأ/ي أيضًا: هل ستحاسب أمريكا السعودية على 11 سبتمبر؟

وأوضح الموقع الأمريكي أن الرسالة التي جاءت في أقل من صفحتين، وحملت توقيع مئات الناجين وأقارب الضحايا عليها، جاءت بعدما أفادت ثلاث وسائل إعلام أمريكية على الأقل بأن بار سمح بنقل بعض الملفات السرية المرتبطة بالرياض بالقضية ذات الصلة لفريق الدفاع عن شيخ محمد في حزيران/يونيو الماضي، مما حرض المتضررين من الهجمات الإرهابية على توجيه الرسالة للنائب العام.

وخلال السنوات الماضية أثارت العديد من التقارير الأمريكية الجدال حول ما إذا كان لمسؤولين سعوديين دور في هجمات 11 سبتمبر، ويأتي من ضمنها ما كشفته صحيفة نيويورك بوست الأمريكية سابقًا عن وجود بعض الأدلة المقدمة في إحدى القضايا الرئيسية المتعلقة بهجمات 11 سبتمبر، والمقامة ضد الحكومة السعودية وسفارتها في واشنطن.

وأشارت الصحيقة إلى أن الأدلة تظهر أن الرياض قد مولت "عملية تدريب واستكشاف" قام بها موظفان سعوديان، سبقت حادثة اختطاف الطائرات التي هاجمت سواء برجي التجارة العالمية، أو البنتاغون، ما أدى إلى تعزيز الاتهامات الموجهة لموظفي ووكلاء المملكة، وشملت تلك الاتهامات التخطيط وتقديم المساعدات للمختطفين والمتآمرين في الهجمات.

ووفقًا لنورث جيرسي فإن الرسالة تقدم لمحة عن الأثار النفسية التي أثرت سلبًا على المتضررين من هجمات 11 سبتمبر، وتقدم اتهامًا مباشرًا لبار ينطوي على أن الإدارة الأمريكية لم تقم بالإبلاغ عن القصة الحقيقية للمتضررين من الهجمات، وينوه التقرير إلى وجود معلومات أكثر لدى مسؤولي الاستخبارات الأمريكية من المتوقع أنها تدل على علاقة الرياض بمنفذي الهجمات.

جدال بشأن سرية الملفات

شهدت الأشهر الأخيرة جدالًا متصاعدًا بسبب رفض الإدارة الأمريكية رفع السرية عن الملفات الخاصة في القضية، وصلت في أقصاها لتوجيه اتهامات بشكل خاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقال الموقعون على الرسالة إن الإجراءات التي اتخذتها وزارة العدل بناء على توجيهات من بار توضح عدم اهتمامه إلى جانب الحكومة الفيدرالية بالحصول على العدالة للأمريكيين.

كما يشير الموقع في تقريره إلى أن قرارات بار بشأن رفع السرية عن الملفات تعتبر دليلًا على تغيير سلوكه بشأن القضية، فضلًا عن أن التوقعات تعطي دليلًا آخر على أن إدارة ترامب لا تريد الانفتاح على القضية، عبر تسليم عشرات الآلاف من الصفحات الخاصة بملفات مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI ووكالة الاستخبارات الأمريكية CIA السرية، والتي يجري الحديث عن إظهارها عديد المعلومات عن تقديم مسؤولين سعوديين خدمات تجسس لصالح منفذي الهجوم.

وينقل الموقع على لسان عديد الناجين وأقارب الضحايا اتهامهم للمسؤولين الأمريكيين بأنهم اتخذوا جانبًا أساسيًا من القضية من خلال تفضيلهم الحفاظ على مصالح واشنطن مع الرياض، في مقابل عدم مساعدة الأمريكيين على معرفة القصة الحقيقية وراء هجمات 11 سبتمبر، التي أصبح بار جزءًا أساسيًا من الصراع الدائر فيها بين المتضررين من الهجمات من طرف، وإدارة ترامب من طرف آخر.

يوضح الموقع أيضًأ أن بار الذي يعتبر من الوجوه المثيرة للجدل في وزارة العدل في الوقت الراهن، كان قد بدأ المشاركة بشكل شخصي في قضية رفع الملفات السرية في وقت سابق من العام الجاري، بعدما ادعى أن القوانين الخاصة بـ"امتياز أسرار الدولة" الفيدرالية تسمح له بعدم الكشف عن الوثائق المرتبطة بالرياض، وهو ما دفع بالموقعين على الرسالة لاتهام الإدارة الأمريكية عمومًا، وبار خصوصًا بـ"خيانتهم".

ومن المتوقع أن يدلي بار بشهادته أمام اللجنة القضائية في الكابيتول هيل حول مجموعة من القضايا المثيرة للجدل في وقت لاحق، فيما يأمل المتضررون من هجمات 11 سبتمبر أن تستجوب اللجنة بار بشأن رفضه تسليم الوقائق ذات الصلة بالسعودية، والتي يقولون إنها تصل لقرابة 25 ألف صفحة جرى تسليمها لفريق دفاع شيخ محمد.

ويضيف الموقع بأن اللجنة قد تستجوب بار بشأن إذا ما كان يخطط لرفع السرية عن ملفات التحقيق الخاص الذي أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي المعروف بـ" عملية إنكور"، وبحث إن كان هناك صلة للرياض بالهجمات الإرهابية، دون أن يتم الكشف عن النتائج النهائية للتحقيق الفيدرالي الذي صدر خلال فترة ولاية الرئيس الجمهوري جورج بوش الابن، وتقرّر التحفظ على نشره خلال إدارة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، ولاحقًا إدارة ترامب.

وكانت التقارير قد بدأت تشير لوجود علاقة تربط الرياض بمنفذي الهجمات بعدما أظهرت أن منفذي الهجوم الذي كان عددهم 19 من بينهم 15 يحملون الجنسية السعودية، وكان لافتًا وفقًا لما أفاد تقرير لمجلة نيوزويك الأمريكية يعود لعام 2002، ورود أسماء من الأسرة السعودية الحاكمة في التحقيقات التي كان يقودها مكتب التحقيقات الفيدرالي.

اقرأ/ي أيضًا: السعودية عملاق تمويل الإرهاب في بريطانيا.. الفضيحة مستمرة

تقول نيوزويك في تقريرها إن المحققين أشاروا لوجود تحويلات مالية من حساب في بنك ريغز بواشنطن تعود ملكيته للأميرة هالة الفيصل – زوجة السفير السعودي لدى واشنطن بندر بن سلطان حينها – إلى حساب عمر البيومي المرتبط بعلاقة وثيقة مع خالد المضحاك ونواف الحازمي المشاركين في تنفيذ هجمات 11 سبتمبر، فضلًا عن قيامه بتغطية مصاريف إقامتهم خلال فترة تواجدهم لمدة عام تقريبًا من تاريخ وقوع الهجمات.

 تشير تقارير لوجود علاقة تربط الرياض بمنفذي هجمات سبتمبر بعدما أظهرت أن منفذي الهجوم الذي كان عددهم 19 من بينهم 15 يحملون الجنسية السعودية

كما أشارت المجلة في تقريرها إلى أن المبلغ المدفوع شهريًا كان يصل لـ3500 دولار أمريكي يجري تحويلها شهريًا لحساب بيومي، وأنه بعد سفر بيومي في تموز/يوليو من العام 2001، تم تحويل المبلغ عينه إلى حساب رجل الأعمال السعودي أسامة باسنان لمدة شهرين فقط، وتقول تقارير صدرت مؤخرًا أن المبلغ كان معونة لزوجة باسنان التي كانت تتلقى العلاج في الولايات المتحدة، بيد أن زوجة البيومي التي تربطها علاقة مع الأميرة هالة حاولت إيداع تلك الشيكات في حسابها