28-مارس-2023
getty

جولة هاريس الأفريقية التي تستغرق أسبوعًا، بدأت يوم الأحد في العاصمة الغانية أكرا (Getty)

أعلنت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس من غانا عن مساعدات جديدة خلال اجتماعها مع الرئيس الغاني نانا أكوفو-ادو، وقال مكتب هاريس في بيان له، أن "الولايات المتحدة ستقدم 139 مليون دولار من المساعدات الثنائية إلى غانا العام المقبل، لا سيما لتمويل مبادرات اقتصادية وتجارية وثقافية وصحية، ولا سيما برنامج مكافحة الملاريا".

وصلت نائبة الرئيس الأمريكي إلى غانا يوم الأحد ضمن جولة أفريقية من المقرر استمرارها لمدة أسبوع

وأضاف البيان أن "واشنطن سترسل مستشارًا مقيمًا متفرغًا إلى أكرا في عام 2023 لمساعدة وزارة المالية في تطوير وتنفيذ إصلاحات على المدى المتوسط والطويل".

وفي ختام اجتماعها القصير مع الرئيس الغاني، قالت هاريس للصحافيين، إن "هذه الرحلة مدفوعة بأهمية العلاقة المباشرة بين الولايات المتحدة وغانا". نافيةً أن تكون هذه الجولة التي تقودها إلى ثلاث دول أفريقية هدفها فقط الصراع على النفوذ أو للوقوف في وجه الاستثمارات الصينية خصوصًا.

من جانبه، قال أكوفو- أدو: "قد يكون هناك هوس في أمريكا بشأن الأنشطة الصينية في القارة، لا يوجد مثل هذا الهوس هنا". وأضاف الرئيس الغاني: "الصين واحدة من العديد من الدول التي لغانا روابط معها"، متابعًا: "العلاقة بين الولايات المتحدة وغانا، علاقة لها ديناميكيتها الخاصة ولا علاقة لها بدولة أخرى". ووصلت هاريس إلى غانا الأحد، في مستهل جولتها الأفريقية التي تتطلع واشنطن فيها إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية في القارة.

getty

تعاون أمني

على غرار جارتيها توغو وساحل العاج، تواجه غانا، مخاطر أمنية متعلقة بنشاطات الجماعات الجهادية في المنطقة، التي تشن هجماتها انطلاقًا من حدودها الشمالية مع بوركينا فاسو.

وتدعم الدول الغربية تعاونًا عسكريًا إقليميًا مع دول الساحل في غرب أفريقيا، وكذلك مبادرات تهدف إلى "تشجيع التنمية والمساعدة في المناطق الحدودية التي تواجه مخاطر في الشمال". 

وأشار مكتب هاريس إلى أن إدارة بايدن ستستثمر أيضًا 100 مليون دولار لمساعدة غانا وبنين وساحل العاج وتوغو في مكافحة "التهديد الجهادي".

getty

الحد من النفوذ الصيني والروسي

وتهدف جولة هاريس الأفريقية التي تشمل بالإضافة إلى غانا دول تنزانيا وزامبيا، إلى تعزيز العلاقات مع القارة تجاهلها الرئيس السابق دونالد ترامب إلى حدٍّ كبير خلال فترة حكمه. وتسعى واشنطن في إطار "إستراتيجية هادفة" إلى الحد من النفوذ المتزايد لبكين وموسكو في القارة.

وقال مسؤولون أمريكيون كبار الأسبوع الماضي، إن هاريس ستناقش في هذه الجولة انخراط الصين في المسائل ذات الصلة بالتكنولوجيا والقضايا الاقتصادية في أفريقيا التي تهم الولايات المتحدة الأمريكية. بالإضافة إلى مشاركة الصين في إعادة هيكلة الديون لعدد من الدول الأفريقية، من خلال تقديم القروض المنخفضة الفائدة، كما ضخت الصين أموالًا طائلةً عبر استثمارات ضخمة في أفريقيا في مجالات تطوير البنية التحتية والموارد الطبيعية، علمًا أن التجارة بين أفريقيا والصين ارتفعت العام الماضي بنحو 35%، لتصل إلى 254 مليار دولار.

وفي غانا التي استهلت هاريس زيارتها إلى أفريقيا من خلال، تلعب الصين دورًا كبيرًا فيها، ففي عام 2019، وافقت حكومة غانا على السماح للصين بالتنقيب عن خام البوكسيت (أكسيد الألمنيوم المائي) مقابل استثمارات بمليارات الدولارات في البنية التحتية تشمل بناء الطرق السريعة.

بينما يتركز النفوذ الروسي عبر الشركات العسكرية الخاصة، والمتمثلة في مجموعات "فاغنر" التي تنتشر في عدد من الدول الأفريقية لمساعدة حكوماتها على قمع أي حركة احتجاجية وتأمين نفوذها، بالإضافة إلى نهب الموارد الطبيعية، من خلال السيطرة على مناجم التعدين والذهب في تلك الدول.

getty

تقديم بديل

تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تعزيز العلاقات مع أفريقيا لغايات منها تقديم بديل للقوى منافسة، وخلال القمة "الأمريكية - الأفريقية" التي عقدت في كانون الأول/ ديسمبر الماضي بواشنطن، خصصت الولايات المتحدة 55 مليار دولار للقارة على مدى السنوات الثلاث المقبلة ويشمل برنامج المساعدات تمويل مشروعات لتأمين الكهرباء والإنترنت وتحديث الآلاف من المنشآت الصحية، كما سيركز على "تطوير الطاقات المتجددة لمكافحة التغير المناخي، إضافة إلى نشر الديمقراطية والحوكمة"، وتعهدت إدارة الرئيس الأمريكي أيضًا بتخصيص 2,5 مليار دولار إضافية لتقديم مساعدات غذائية لأفريقيا، بعدما أدى ارتفاع الأسعار إلى زيادة معدلات نقص التغذية في جميع أنحاء القارة، بسبب الحرب بأوكرانيا.

وقالت نائبة الرئيس الأمريكي إن "الولايات المتحدة ستزيد الاستثمارات في أفريقيا وستساعد على تحفيز النمو الاقتصادي".

كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال زيارة قادته إلى النيجر، هذا الشهر عن تقديم 150 مليون دولار كمساعدات إنسانية جديدة لمنطقة الساحل الأفريقي، وهي المنطقة التي تتمتع روسيا بنفوذ متزايد فيها. وقال بلينكن إنها "ستوفر الدعم لإنقاذ حياة اللاجئين وغيرهم من المتضررين من الصراعات وانعدام الأمن الغذائي من منطقة الساحل إلى ليبيا". وأضاف أن "المساعدات ستلبي الاحتياجات في النيجر وبوركينا فاسو وتشاد ومالي وموريتانيا".

قالت نائبة الرئيس الأمريكي إن "الولايات المتحدة ستزيد الاستثمارات في أفريقيا وستساعد على تحفيز النمو الاقتصادي"

وجولة هاريس الأفريقية التي تستغرق أسبوعًا، بدأت يوم الأحد في العاصمة الغانية أكرا، وهي محاولة لإظهار أن استراتيجية الولايات المتحدة تجاه أفريقيا تقوم على الشراكة بالأساس. كما تأتي رحلة هاريس وسط توقعات بأن بايدن سيعلن عن حملته الانتخابية لإعادة انتخابه في الأشهر المقبلة.