23-يناير-2018

الكاتبة الهولندية مينيكه شيبر

الترا صوت- فريق التحرير

في ظلِّ سعيها واهتمامها الدائبين في تعزيز وبناء جسور تواصل مع الثقافات الأخرى من خلال الترجمة، أصدرت دار "صفصافة" بالقاهرة كتابًا جديدًا مترجمًا للكاتبة والأكاديميّة الهولنديّة مينيكه شيبر تحت عنوان "ومن بعدنا الطوفان: حكايات نهاية البشريّة" بترجمة المصريّ عبد الرحيم يوسف، الذي سبق وأن ترجم كتاب "المكشوف والمحجوب: من خيط بسيط إلى بدلة بثلاثة قطع"، الذي صدر عن الدار نفسها.

يحملُ كتاب مينيكه شيبر بين دفتيه ما يقارب ثلاثين نصًا وحكاية، جمعتها المؤلّفة من عدّة قارات أبرزها أفريقيا وأوروبّا وآسيا، فضلًا عن وجود نصوص من الكتاب المقدّس والقرآن الكريم. وقد عملت مينيكه شيبر في كتابها على تقديم قراءة شاملة ومعمّقة حولها، الأمر ذاته الذي فعلته مع بقيّة الحكايات والنصوص، والتي تتّخذ من نهاية البشريّة وعواملها ومسببّاتها موضوعًا رئيسيًا لها، وهنا تقصد الكاتبة مينيكه شيبر نهاية البشريّة التي تحدث الآن أو تلك التي سوف تحدث مستقبلًا بفعل التلوث البيئيّ الذي تصفه بالمهدّد الأوّل والأبرز للوجود البشريّ، فضلًا عن الاحتباس الحراريّ والعوامل المسبّبة له. وهنا تشدِّد شيبر على ضرورة العمل في الوقت لا على تأمين مستقبل البشريّة فقط، إنّما على إنقاذه أيضًا.

ومن بعدنا الطوفان: حكايات نهاية البشريّة

وتقول الكاتبة مينيكه شيبر هنا إنّ نظريّة "نحن ومن بعدنا الطوفان" الشهيرة واللامبالية تعزّز من نهاية البشريّة، وتدفعنا بقوّة نحوها، وهنا تشير أيضًا في كتابها ومن خلال حكاياتها الثلاثين، إلى أنّ التعمّق في الأساطير القديمة والحكايات الميثولوجيّا تُمكّننا من العثور على إجابات عن الأسئلة الكثيرة التي تدور حول مستقبل البشريّة، أي مستقبلنا نحن.

جديرٌ بالذكر أنّ مينيكه شيبر كاتبة روائيّة وأكاديميّة هولنديّة من مواليد (1938)، عملت في حقل التدريس قبل أن تنتقل للعمل كباحثةً في مركز جامعة لايدن الهولنديّة للآداب والفنون في المجتمع. صدرت لها عدّة أعمال في مجالات مختلفة، ونقل من أعمالها إلى اللغة العربيّة بالإضافة إلى ذُكر أعلاه "إياك والزواج من كبيرة القدمين" (دار الشروق)، وفيه ترصد نظرات الشعوب المختلفة نحو المرأة والزواج من خلال الأمثال والمأثورات الشعبية.


من الكتاب

كل الأساطير قصص، لكن ليست كل القصص أساطير. تتعامل الأساطير مع أسئلة لها أهمية جمعية، أسئلة تؤثر على المجتمع ككل، أسئلة عن كيف في ماضٍ بعيد صار العالم والإنسانية إلى الشكل الذي نعرفهما عليه. وتُبقي الأساطير النهاية المهددة لحياة البشرية بعيدة بعض الشيء عن طريق حكي القصص عن كيف بدأت الحياة من جديد بعد أن تم تدمير العالم. وبذلك تثير مسائل وجودية وتضعها موضع المناقشة؛ مسألتا الحياة والموت، مسألتا البداية والنهاية. هناك ثقافات لم تكن أبدًا على اتصال ببعضها البعض لكنها تحكي قصصًا تعبر بشكل مدهش عن مخاوف وهواجس إنسانية متشابهة.

تحكي الأساطير كيف جاء أول الناس إلى الوجود على هذه الأرض. تشرح لماذا جاء الموت إلى العالم ومنذ ذلك الحين وهو يحصدنا جميعًا واحدًا بعد واحد. وتقدم الهلاك التام للبشرية في نهاية مشهودة واحدة مشتركة؛ مثل نار عالمية توقد أرضنا لهيبًا كما في قصة من الهند، أو سماء تسقط بشكل تراجيدي كما في قصة من شعب هيريرو الأفريقي أو أسطورة من شعب الهان في الصين. في قصة من قصص المايا، بعد الخلق بقليل؛ سقطت السماء على الأرض وفي أعقابها نزلت المياه. على مستوى العالم يحقق الطوفان أعلى النتائج متقدما عما قبله بكثير كأكثر سيناريو محتمل لفناء البشرية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

"بوسطجي" السماء يودع الرسالة الأولى لصبري موسى

منصورة عز الدين.. مؤامرة على الصمت